المواجهة القادمة محسومة لمحور المقاومة
بدأت المناورات الصهيونية ـ الاميركية المشتركة المسماة "جونيبر كوبرا" في فلسطين المحتلة وهي مناورات دورية تقام كل سنتين لكن ما يميزها هذا العام انها الاضخم عدة وعتادا نظرا للتطورات الخطيرة التي مرت بها المنطقة عقب اسقاط سوريا لطائرة "اف 16" وتداعياتها المهلكة على المجتمع الصهيوني لذلك كان لزاماً على الولايات المتحدة الاميركية ان تنزل الى ساحة المناورات مباشرة وهي تهدف بذلك ارسال رسائل متعددة تبدأ بالقوى الدولية وعلى رأسها روسيا وانتهاء بمحور المقاومة بان "اسرائيل" ليست وحدها في الساحة ولو ان هذه الحقيقة معروفة للجميع لان قوة "اسرائيل" لم تكن يوما ذاتية بل اعتمدت على الدوام في حروبها على الدعم الاميركي المفتوح وهذا ما ثبت في حرب تشرين 73 في دعمه اللوجستيكي عندما انزلت اميركا دباباتها على القوات الاسرائيلية في صحرا سيناء لم تستخدم بعد كما حصل ذلك في حرب تموز المجيدة 2006 حين فتحت اميركا مخزونها الاستراتيجي من السلاح وارساله الى "اسرائيل" مباشرة.
"فاسرائيل" وبكلمة ادق الكيان الصهيوني الغاصب هو عبارة عن اسطول اميركي متقدم في المنطقة تحافظ عليها بكل وجودها وليس بمقدورها الدفاع عن نفسها وهي اهون من بيت العنكبوت" كما وصفها قائد المقاومة الاسلامية السيد نصر الله.
ولاننسى ان نتطرق الى العبارة الشهيرة للرئيس المقبور انور السادات ابان حرب تموز بان 99% من اوراق الحل بيد اميركا كان في الواقع هروب الى الامام وعدم الاعتراف بالواقع لكن الحقيقة ان 99% من قوة اسرائيل هي من قوة اميركا لذلك نرى ان اميركا تتحكم بمصير "اسرائيل" وهذا ما فعلته كوندليزا رايس وزير خارجية اميركا ابان حرب تموز عندما تحكمت بمصير "اسرائيل" ولم تسمح لها بالموافقة على وقف اطلاق النار مع حزب الله الى بعد ان رفعت اسرائيل الراية البيضاء وهذا يثبت وبالدليل القاطع ان "اسرائيل" اسطول اميركي لاخيار له.
ان محاولة الاعلام الاميركي والصهيوني والعربي المتصهين التهويل بان هذه المناورة لمواجهة محور المقاومة وقد تبدأ بالحلقة الاضعف وهي غزة خاصة ان اميركا تعد لتدريبات كبيرة عبر استخدامها لاضخم الطائرات التي تمتلكها وحدها لانزال القوات والمعدات خلف خطوط العدو حسب تسميتهم.
التسويق الاميركي لهذه المناورات الاضخم من بين المناورات التسع التي جرت لحد الان هي قد تدخل في سياق مواجهة محتملة في المنطقة لكن المرجح ان هذه المناورات تأتي لطمأنة النخب والساسة وبشكل عام الشارع الاسرائيلي المنهار عقب سقوط طائرة "اف ـ 16" وكذلك الانتصارات الكبيرة التي حققتها محور المقاومة سواء في العراق او سوريا وما يتحقق اليوم على ارض اليمن كل ذلك زعزع اركان هذا الوجود الغاصب الذي يذعن في قرارة نفسه بانه لامكان له في المنطقة وعليه ان يرحل من حيث اتى ـ لذلك يمكننا ان نصنف هذه المناورات بالدفاعية وليست بالهجومية لانها تتحدث عن ردع صواريخ حزب الله بواسطة منظوماتها الصاروخية المضادة.
واي كانت الاهداف من وراء هذه المناورات إلا اننا لا نشك ان احد اهدافها الاستعداد للحرب القادمة مع محور المقاومة التي ستقع في اي لحظة وليس هذا مجرد تحليل سياسي بل امر واقع لامناص منه محسومة النتائج لصالح حزب الله.