“النصرة” تستهدف خطوط “غصن الزيتون” الخلفية
استهدفت "جبهة النصرة” والميليشيات "القاعدية” المتحالفة معها في "هيئة تحرير الشام” خلال اليومين الأخيرين الخطوط الخلفية لعملية "غصن الزيتون” العسكرية التركية في ريفي حلب الغربي وادلب الشمالي والتي تتخذ منها الميليشيات المسلحة للجيش التركي خطوط إمداد لوجستي ونقاط ارتكاز للانطلاق نحو مناطق سيطرة وحدات "حماية الشعب” الكردية، المدافعة عن عفرين ضد الهجوم التركي.
وجاء تصرف "النصرة” على خلفية تقدم ميليشيا "جبهة تحرير سوريا”، التي شكلتها الحكومة التركية من تحالف ميليشيا حركتي "أحرار الشام الإسلامية” و”نور الدين الزنكي” في 20 الشهر الفائت، باتجاه معاقل الفرع السوري لتنظيم القاعدة في شمال ادلب وغرب حلب لتأمين خطوط التماس مع "حماية الشعب” نحو عفرين وتضييق الخناق عليها.
وتسعى أنقرة إلى وصل ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي حيث ميليشيات "الجيش الحر” و”درع الفرات” الموالية لها بريفي حلب الغربي وادلب الشمالي عبر شريط حدودي يعبر شمال عفرين وغربها، إلا أن "النصرة” هددت بوقف تنفيذ الأجندة التركية بوصل مناطق نفوذ ميليشياتها ببعضها بعضاً والتي تركز جزء منها بتحجيم "النصرة” وتأليب "تحرير سوريا” ضدها والتي استردت من النصرة خلال معارك الأسبوع الأخير معظم المناطق الي سيطرت عليها في تشرين الأول الفائت في معظم محافظة ادلب وفي ريف حلب الغربي.
إلى ذلك، أكدت مصادر معارضة مقربة من "تحرير سوريا” لـ "الوطن أون لاين” أن "النصرة”استعادت مناطق حدودية مهمة مع تركيا كانت سيطرت عليها الأولى أول من أمس ولاسيما قرية كفر لوسين التي تعبر منها الإمدادات التركية نحو نقاط المراقبة وتدخل منها مؤازرات ميليشيات ادلب إلى الداخل التركي فمدينة اعزاز للمشاركة في معارك "غصن الزيتون”.
كما تمكنت "النصرة” من استرداد بلدات "دير حسان وعقيربات وقاح وصلوة” المتاخمة لبلدة أطمة التي تحوي أهم معبر شمال ادلب مع تركيا مخصص للقوافل العسكرية والذي ترددت أنباء مساء اليوم الخميس عن تمكن "تحرير الشام” من محاصرة مجموعات من ميليشيات مسلحة في محيط أطمة وخصوصاً من "الزنكي” التي دخل بعض إرهابييها إلى داخل الأراضي التركية خلال الاشتباكات مع "النصرة” في المنطقة الحدودية، وفق قول مصادر أهلية لـ "الوطن أون لاين”.
ولفتت المصادر إلى أن "النصرة” استقدمت تعزيزات كبيرة من بلدتي الدانا وسرمدا المتاخمتين لمعبر "باب الهوى” شمال ادلب إلى محيط مدينة دارة عزة التي مدت "تحرير سوريا” نفوذها إليها في ريف حلب الغربي لاستردادها وتهديد أهم خط خلفي لـ "غصن الزيتون” مع تماس مع مناطق نفوذ "حماية الشعب” ويضم قاعدة جبل الشيخ بركات العسكرية التركية المطلة على المدينة وثلاث نقاط مراقبة للجيش التركي في محيط قلعة سمعان الأثرية القريبة منها.
وكانت "تحرير سوريا” سيطرت على معظم ريف حلب الغربي ومعظم الريف الادلبي من "تحرير الشام” خلال معارك طاحنة سقط فيها أكثر من 500 قتيل من الطرفين قبل أن تتركز وتشتد بريف إدلب الشمالي الذي تجهد تركيا بوصله عبر أطمة بريف حلب الشمالي في اعزاز.
وتأمل "تحرير سوريا” بالسيطرة على معبر "باب الهوى” أهم معابر ادلب مع تركيا إلا أن إصرار "النصرة” في الحفاظ عليه حال دون تحقيق أهم هدف من المعارك الدائرة بين الفريقين وبإيعاز تركي إلى الآن بعدما خسرت الأخيرة مدينة مورك ومعبرها بريف حماة الشمالي والذي يؤمن حركة تبادل تجاري بين مناطق سيطرة الجيش العربي السوري مع مناطق سيطرة الميليشيات المسلحة في ريف حماة الشمالي وأرياف ادلب وريفي حلب الشمالي والجنوبي.
الوطن أون لاين