kayhan.ir

رمز الخبر: 72385
تأريخ النشر : 2018February26 - 21:00

خيبة امل كبرى لاميركا وحلفائها


القرار السوري ـ الايراني ـ الروسي بحسم بؤرة الارهاب في الغوطة الشرقية الورقة ما قبل الاخيرة بيد اميركا وحلفائها الغربيين وذيولها المتصهينين من العرب التي بقيت تهدد العاصمة دمشق وتقتل ابناءها باستمرار ولسنوات متوالية لم توقظ ضمائر هذه الاطراف المتباكية اليوم على الوضع الانساني في هذه المنطقة التي هي مجرد ذريعة لتغطية مواقفها المشينة لعدم الارهاب والرافضة لتحرير الغوطة الشرقية ولاهلها من شرور "النصرة" وارهابها وحاولت هذه الاطراف وسط تحريض اعلامي رخيص في العزف على وتر الانسانية وعلى مدى ثلاثة ايام متوالية تمرير مشروعها المشبوه في مجلس الامن بهدف انقاذ هيئة تحرير الشام "النصرة" سابقا والحفاظ على هذه الورقة للضغط على القيادة السورية وانتزاع المكاسب منها، لكن في نهاية المطاف اصطدمت بهذه الحقيقة التي شكلت لها فضحية وهي انها من اذعنت سابقا بان "النصرة" فصيل ارهابي فكيف تريد استثناءها وبذلك شكلت لها خيبة امل كبرى.

وبمجرد ان بدأت دمشق عملياتها ضد جبهة النصرة الارهابية التي لا تنقطع يوما عن قصف مناطق في دمشق واحيائها حتى استنفرت هذه الدول قواها وتحركت من خلال مجلس الامن لاستصدار قرار للابقاء على وجود آخر جبهة ميدانية للارهابيين لتهديد العاصمة السورية.

وبالطبع ليس من السهولة على اميركا وحلفائها الدوليين والاقليميين الذين وظفوا مئات المليارات من الدولارات لاسقاط الدولة السورية طيلة سنوات ازمتها ان يخرجوا اليوم بخفي حنين بل يحاولون مهما اوتوا من قوة ان يستثمروا في هذه الازمة لكن دون جدوى لانهم يصطدمون بجدار الشعب السوري ومحور المقاومة.

وما يسهل لمحور المقاومة حسم الموقف في الغوطة الشرقية سريعا هو الخلاف الحاصل بين السعودية التي تدعم جيش الاسلام وفيلق الرحمن المدعوم قطريا والتي اعلنتا التزامهما بوقف اطلاق النار وقد تشهد الايام القادمة اما خروجهم بالباصات الخضراء من الغوطة او تسليم انفسهم للقوات السورية.

لكن ما كان لافتا خلال الايام الاخيرة هو تصريحات "ابراهيم غولن" مستشار الرئيس التركي اردوغان بوجود اتصالات مخابراتية بين انقرة ودمشق وكذلك ما اكده لافروف وزير الخارجية الروسية بانه "لابد ان يلتقي الطرفان (التركي والسوري) لحل المشاكل" وما سينتج عن القمة الثلاثية ايران ـ روسية وتركيا التي ستعقد بعد شهر في العاصمة التركية كل ذلك يعجل بحل الازمة السورية والذي يترافق مع مراجعة في الموقف التركي الذي تذهب صحافتها هذه الايام بالقاء اللوم على "احمد اوغلو" وزير الخارجية الاسبق ومنظر الاستراتيجية العثمانية التركية.

وبالتاكيد فان واقع الحال وسير التطورات الميدانية ذاهبة باتجاه اقفال ملف الغوطة الشرقية نهائيا والقضاء على "جبهة النصرة" التي كانت على الدوام مصدر تهديد عملي للعاصمة السورية واحياءها بملايينها الستة وعودة الاستقرار الامان اليها خلال الايام القادمة او على الاكثر خلال الاسابيع المقبلة لقطع آخر امل لاميركا واذنابها في الاستثمار بالدم السوري.