العراقيون وقرار مواجهة القوات الاميركية
اثارت ما نشرته مصادر إخبارية أميركية أن "الرئيس دونالد ترامب أبلغ قادة الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بأنه لا يحتاج إلى تفويض من الكونغرس لبقاء القوات الأميركية في مناطق بالشرق الأوسط.
فيما أكد مسؤولون أميركان، أن قوات بلادهم ستبقى في العراق وسوريا "إلى اجل غير مسمى”، رافضين تقديم أي "حجة قانونية” تبرر تواجدهم". حالة من الحراك والغضب السياسي والشعبي العراقي وبصورة غير مسبوقة والتي اعتبرتها تدخلا في الشأن الداخلي العراقي مما سينعكس اثره السلبي على العملية السياسية برمتها وبنفس الوقت مما سيعطي الحق للمقاومة من استهدافهم.
ويعتقد ان الاميركيين قد خانتهم الذاكرة او بالعكس يحاولون ان يتناسوا بان اكثر من اربعة الاف جندي قد سقط لهم ابان احتلال قواتهم الغاشمة لهذا البلد مما فرض عليها هذا الامر توقيع الاتفاقية الامنية التي توجت بخروج آخر جندي من هذا البلد.
ولو ان الظروف اليوم قد سمحت لاميركا بالولوج من الشباك بعد ان خرجت من الباب وضمن مخطط مشبوه رسمته عقولهم من خلال ادخال الارهابيين الدواعش وغيرهم لكي تكون لهم خير ذريعة باستغلال الفرصة وارسال قواتها بعنوان مزيف وهو محاربة الارهاب لكي لا تواجه الرفض والغضب العراقي، الا ان النوايا السيئة لواشنطن والتي تبينت ووضحت بعد ان اندحر الارهاب من العراق، ليس بفضل تواجد القوات الاميركية بل ان بسالة وشجاعة الجيش وقوات الحشد الشعبي وغيرها من القوات العسكرية المرادفة هي التي تمكنت ان تقلع شجرة داعش الارهابي الخبيثة وهو مااعترف به وأكده قائد الفرقة الجبلية الأميركية العاشرة الجنرال والتر اي بيات، من أن القوات العراقية أصبحت قوة مهنية صلبة بعد تجربة القتال التي خاضتها مع "داعش”،ونقلت صحيفة "ستار اند سترايب” الامريكية في تقرير, عن قائد الفرقة الجنرال والتر اي بيات قوله إنه "من الغرور القول اننا ذاهبون الى هناك لمساعدة (العراقيين) ، فقد كانوا في معركة صعبة ، لقد غدوا قوة مهنية صلبة ولاشيء يبني التجربة مثل القتال فقد كانت داعش على ابواب بغداد وتمكن الشعب وقوات الامن العراقية من ردعهم واعادتهم”.
ولذا فمن الطبيعي جدا ان يواجه القرار الاميركي رفض الشعب العراقي الذي اخذ يطالب الحكومة العراقية باتخاذ القرار المناسب لاخراج هذه القوات لانه لا مبرر قانوني او شرعي لوجودها، مما يعد وجودها احتلالا قسريا لبلدهم، وقد طالب العراقيون ومن خلال الاحتجاجات والتظاهرات الحكومة العراقية تطبيق الاتفاقية الامنية التي تم توقيعها بين بغداد وواشنطن والتي تقضي بعدم بقاء اي تواجد اجنبي أو اميركي على الارض العراقية.
ولذا وبناء على ما تقدم وكما اشارت بعض الاوساط السياسية والحكومية وكذلك بعض التقارير الاخبارية انه وفيما اذا اصرت اميركا على بقاء جنودها على الارض العراقية سواء كان بفتح معسكرات اوأي قواعد وبذريعة خادعة وكاذبة من القوات العراقية تحتاج الى تدريب اكبر، فان العراقيين سيتعاملون معها على انها قوات احتلال ليفتح الباب نحو المواجهة المباشرة وهو ماحذرت ولازالت تحذر منه المقاومة الاسلامية العراقية وفي اكثر من خطاب لها.
اذن وفي نهاية المطاف هناك سؤال مهم يطرح هل تقوم الحكومة العراقية بوظيفتها في تحرير البلد من التواجد الاجنبي ايا كان؟، ام انها تنتظر المواجهة القادمة والتي ستكون أشرس مما كانت مع الدواعش المجرمين ؟!.