kayhan.ir

رمز الخبر: 72189
تأريخ النشر : 2018February23 - 21:08
مستعرضاً المصطلحات التي خلقت ضبابية في ديمومة الالتزام بخطة العمل المشترك..

عراقجي: الاتفاق النووي لا يمت بصلة لأي ملف آخر وتبجحات ترامب انتهاك صريح لنصه

طهران - كيهان العربي:- اعتبر الدكتور عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية تبجحات الرئيس الاميركي "دونالد ترامب" بأنها تشكل انتهاكا صريحا لنص الاتفاق النووي، مؤكدا بان استمرار الاجواء المتوترة كهذه ستصعّب مواصلة نجاح الاتفاق.

وتطرق الدكتور عراقجي في كلمته أمام مركز أبحاث «تشتم هاوس» خلال زيارته للعاصمة البريطانية لندن لبحث العلاقات الايرانية - البريطانية تطرق الى ثلاثة مصطلحات خلقت ضبابية في ديمومة الالتزام بالاتفاق النووي أولها إعتقاد البعض في الداخل والخارج الايراني بأنّ هذه المعاهدة هي معاهدة اقتصادية إلّا أنها في الحقيقة معاهدة واردة في سياق نظام حظر انتشار الاسلحة النووية مع وجود نتائج اقتصادية تزيل الحصار والحظر الاقتصادي، فلو تحدثنا عن الاتفاق النووي فلا يعني ذلك إختيارنا للسوق الاوروبية أو الأمريكية بل إختيار طريق صادّ لانتشار الاسلحة النووية وهذا إنتخاب أمني لا اقتصادي.

ثانياً، أنّ الاتفاق النووي لا يمت بصلة لأي ملف آخر حيث قمنا نحن آنذاك بفصل الاتفاق عن جميع الملفات الاخرى، معتبراً الربط بينه وبين قضايا كالملف الصاروخي وسوريا واليمن وما شابه ذلك خطأ فادحاً سيعقّد الاُمور ورأيي ان من الأفضل معالجة كل ملف على حدة.

ثالثاً، الاتفاق النووي ليس إتفاق تنتهي صلاحيته في تاريخ محدد بل هو التزام ايراني تام بعدم إمتلاك أسلحة نووية ودائم وفق العبارة الواردة نصياً في الاتفاق: تؤكد ايران مهما كانت الظروف أن لا تقترب من أي نشاط يؤدي الى امتلاكها للأسلحة النووية.

وعن تطلعات الجمهورية الاسلامية في ايران بعد توقيعها على الاتفاق النووي قال عراقجي: تأمل طهران بأن يسمح هذا الاتفاق لها بتطوير نشاطاتها في الصناعات النووية بالتنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبراً القيود التي وافقت عليها ايران في الاتفاق النووي جاءت بغرض خلق الثقة فحسب. وحينما تنتهي هذه القيود فلا يعني ذلك بأننا سنزاول نشاطاً تسليحياً نووياً فنحن أعضاء في معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية.

وأضاف الدكتور عراقجي بأننا قمنا بتعزيز الثقة وطمأنة الدول الاُخرى المتفاوضة معنا من خلال تنفيذنا للبروتوكول الاضافي تطوعا،ً منوهاً الى إستعداد مجلس الشورى الاسلامي الايراني للمصادقة على البروتوكول إن إلتزمت الولايات المتحدة واوروبا بتعهداتها.

وخاطب مساعد وزير الخارجية الايراني المجتمعين قائلاً: إنكم على علم بالشروط التي وضعها ترامب وتهديداته التي يطلقها والخطوط الحمراء التي يرسمها لنا فهذا النوع من التصرف سيقوض الاتفاق وتعلمون بان الاتفاق كان نجاحا كبيرا بالنسبة لكم (5+1) ونحن الذين التزمنا به وهذا ليس كلامي أنا بل هو وفق ما جاء في بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واعتبر عراقجي في كلمته أنّ الاتفاق النووي لم يكن ناجحا بالنسبة لايران لأنها لم تلمس نتائجه الاقتصادية بسبب عدم الغاء الحظر بصورة كاملة فالولايات المتحدة تنقض الاتفاق يوميا وتدعو الى إدخال تعديلات عليه أو تتوعد بتمزيقه، مندداً بالتصرفات اللابنّاءة للولايات المتحدة حيال هذا الاتفاق واصفاً سلوك هذا البلد بالسم الزعاف للنشطاء الاقتصاديين.

كما ندد عراقجي بتصريحات الجنرال مك مستر في مؤتمر مونيخ حين خاطب المشاركين بضرورة الإجتناب عن مزاولة التجارة مع ايران واصفاً ذلك نموذجاً من نماذج نقض الاتفاق النووي الذي تنص بنوده على ان لا يقوموا (كبار المسؤولين) بمنع تطبيع العلاقات التجارية والاقتصادية مع ايران.

وختاماً أشار عراقجي الى قضايا اليمن وسوريا والاوضاع الاقليمية الراهنة، مؤكدا دور ايران الرامي الى ارساء السلام والأمن في المنطقة، مشيراً الى جهودها في مكافحة الدواعش الارهابيين الذين لولا مواجهة ايران لهم لكانت بغداد ومدن اخرى الآن تحت سيطرتهم.

واكد مساعد الخارجية الايرانية عقيدة ايران الراسخة في حل ملفات المنطقة عبر الطرق السلمية، متمنياً أن تتفهم باقي الدول هذه الحقيقة.

كما اكد مساعد وزير الخارجية، بان الاتفاق النووي اتفاق دولي وان الحفاظ عليه يعتبر مسؤولية المجتمع الدولي، معتبرا مواجهة الرئيس الاميركي للاتفاق النووي بانها مواجهة للمجتمع الدولي.

وقال: حفظ الاتفاق النووي مسؤولية مشتركة لجميع الدول المشاركة في الاتفاق وابعد من ذلك فهي مسؤولية المجتمع الدولي كله لان الاتفاق النووي ليس بين ايران والدول الست فقط بل هو اتفاق دولي ومتعلق بالمجتمع الدولي كله، لذا فان مواجهة ترامب للاتفاق هي مواجهة للمجتمع الدولي ولذلك فقد اصبح في عزلة وقد فشلت كل محاولاته الرامية الى تمزيق الاتفاق.