معاداة ايران توحد نوايا الخبثاء
ما كشف عنه جون كري وزير الخارجية الاميركي في عهد اوباما في مؤتمر ميونيخ للامن حول طلب عبدالله الملك السعودي ومبارك و نتنياهو منه لضرب ايران عسكريا قبل بدء فتح الملف النووي ليس مستغربا ولو قال غير ذلك لكن محل تشكيك وتساؤل. فمثل هؤلاء الاغبياء العرب ومعهم نتنياهو المجرم الارهابي يكنون اشد العداء ومنتهى الضغينة والحسد لايران وشعبها لانها صاحبة نفوذ وقوة في المنطقة وهذا ما حباها الله بها لكن فات على هؤلاء الاغبياء السذج ووفقا لحسابات عادية ان يسألوا انفسهم وماذا بعد، هل تسكت ايران ام سترد الصاع صاعين؟ في الاراضي التي ستنطلق منها الطائرات والصواريخ الاميركية وما اكثر القواعد الاميركية المتواجده فيها.
لقد اثبت امثال هؤلاء القادة ومنهم من حكم بلاده لمدة اربعة عقود انهم لايمتلكون اية رؤية استراتيجية آنية كانت ام بعيدة المدى لادارة بلدانهم حينما اقدموا على هذا الطلب ولم يفكروا ماذا ستكون تداعيات هذه الضربة على بلدانهم واستقرار المنطقة وزعزعتها وتبديلها الى جهنم لايطاق؟ وماذا ستكون نتائجها على بلدانهم مباشرة ومن خلال هذه القراءة البسيطة لا يمكننا الى ان نقيم تصرفاتهم بالصبيانية لانهم اسقطوا كل الحسابات بعد هذه الضربة.
انها كانت مغامرة من العيار الثقيل ولو قدر لها ان تنفذ ما الذي كانت تجني اميركا من خسائر وهزائم كبيرة وهي التي جربت حظها العاثر في دول مثل افغانستان وعراق اللتان لايمكن مقارنتها بايران.
واللافت ان هذا الطلب الذي تقدم به عبدالله ومبارك ونتنياهو من جون كيري يعود الى ما قبل الربيع العربي أي انه لم تكن قد بدأت ازمتي سوريا والعراق حتى يتذرعون بالتدخل الايراني لتوجيه طلباتهم الى ادارة اوباما وهذا يؤكد ان قرار هؤلاء القادة الاغبياء والسذج نابع عن مدى انتقامهم وحقدهم وعدائهم لايران.
لكن الاهم في حديث جون كيري وبيت القصيد فيه هي رسالته للادارة الاميركية الحالية بقيادة الرئيس ترامب المتهور الذي اصبح اليوم العوبة بيد نتنياهو وهذا ما تخشاه المؤسسة الاميركية العميقة حيث صرح رئيس لجنة السياسة الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي وهو بالمناسبة من الجمهوريين بالقول: لو ترك الامر للرئيس ترامب لخاض معركة عالمية ثالثة بالطبع ليست ضد روسيا بل ضد ايران. والموضوع ليس بهذه البساطة التي يتصورها الرئيس ترامب الضالع في شؤون التجارة وليس السياسة وكذلك عديم الخبرة والمعرفة في الشؤون العسكرية وابعادها وهذا ما ذهبت اليه المؤسسة العسكرية الاميركية في تقديم النصح له بما يتعلق بخطر المجازفة في مثل هذه القضايا الخطيرة التي من الصعب جدا التكهن بنتائجها و تداعياتها المهلكة.
لكن ما يتسرب من داخل اروقة الادارة الاميركية ان نتنياهو بات هو المهيمن على قرار الرئيس ترامب في دفع الامور باتجاه التصعيد مع ايران لكننا واثقون بان اميركا ليست بهذه السذاجة ان يدفع بها نتنياهو الى الفخ وان كان الرئيس ترامب قد ينخدع بالاعيب نتنياهو لكن مراكز القرار في الولايات المتحدة الاميركية كما اشار اليها رئيس لجنة السياسة الخارجية في مجلس الشيوخ لم تسمح له بذلك لان الامور اختلفت كليا ولم تعد اميركا، اميركا القرن الماضي وان انخدع من قبل بوش الصغير عندما ورطه نتنياهو ودفعه به للوقوع في فخ العراق التي انتهت بهزيمته المدوية وتداعياتها التي ماذالت تثقل الكاهل الاميركي فهل يجرب ترامب حظه العاثر ايضا.