اعتبر مسؤول صهيوني رفيع أن الولايات المتحدة الأميركية باتت خارج اللعبة في سوريا، موضحين أن هذا الموقف يعكس رأيًا عامًا في كيان العدو يرى أن واشنطن مقصّرة في مواجهة إيران في سوريا.

وفي السياق نفسه، شدد صحفيون صهاينة على أن كيان العدو هو اليوم بأمس الحاجة إلى مظلة الحماية الأميركية وتكثيف الدور الأميركي في سوريا، موضحين أن الكيان ربما اقترب من تخطي الخط الأحمر الروسي في سوريا، وبالتالي قد يكون يجازف بتوتير العلاقات مع موسكو، وأشاروا إلى أن الانطباع السائد حتى الآن هو أن إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب تمارس الكلام أكثر من الفعل.

نشر موقع "بلومبرغ" تقريرًا نقل فيه عن أحد المعاونين الكبار لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قوله أن كيان العدو يعول على الرئيس الروسي فلادمير بوتين من أجل منع سيناريو الحرب، وذلك بعد التطورات التي شهدتها الأيام الأخيرة.

ونقل التقرير عن "ميشال أورين"، وهو نائب وزير الدبلوماسية العامة لدى نتنياهو والسفير الصهيوني السابق لدى واشنطن، قوله أن "النفوذ الأميركي على الأرض السورية شبه معدوم"، لافتًا إلى أن "أميركا لم تعزز دورها في سوريا، وهي ليست في اللعبة"، وفق ما نُسب إلى المسؤول الصهيوني.

وأشار التقرير إلى أن "انتقادات أورين للولايات المتحدة تعكس الرأي العام الإسرائيلي الذي يعتبر ان واشنطن لا تقوم بما هو كاف من أجل كبح طموحات إيران جنوب سوريا"، بحسب تعبير التقرير.

وإذ لفت التقرير الى ان "التعويل على روسيا لا يقدم الضمانات لكيان العدو"، ذكر أن "نتنياهو قام بزيارات عدة الى روسيا خلال الأعوام القليلة الماضية لإيضاح خطوط "إسرائيل" الحمراء" والطلب من بوتين أن يقوم بكبح ايران"، بحسب تعبير التقرير، الذي أشار أيضًا الى تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال فيه أن "الوجود الايراني في سوريا شرعي"، وذكر التقرير أن "موسكو لم تتعهد بضمان انسحاب القوات الموالية لإيران من جنوب سوريا".

وفي السياق نفسه، أشار تقرير "بلومبرغ" إلى أن "المعلقين الصهاينة لاحظوا أن البيان الروسي عقب إسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة الـ f16 حمل انتقادًا ضمنيا للكيان الصهيوني، بسبب انتهاكه السيادة السورية".

*كيان العدو بأمسّ الحاجة إلى "مظلة الحماية الأميركية"

كتب الصحفي الصهيوني بن كاسبيت مقالة نشرت على موقع "المونيتور"، قال فيها أن "إسقاط الطائرة الحربية الاسرائيلية من طراز F-16 بواسطة الدفاعات الجوية السورية هي المرة الاولى التي يتم فيها اسقاط طائرة حربية اسرائيلية بهذه الطريقة منذ عام 1982".

وأشار كاسبيت إلى تعرُّض المقاتلة الصهيوني لنيران كثيفة تتضمن عشرات الصواريخ المضادة للطائرات من أنواع مختلفة، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو تحدث هاتفيًا مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين عشية تاريخ العاشر من شباط/فبراير الجاري، وذكر أن المحادثة بين الجانبين كانت متوترة.

وفيما رأى الكاتب الصهيوني أن مشكلة كيان العدو تتمثل بالوجود الروسي في سوريا، سأل "إلى متى سيمارس بوتين ضبط النفس أمام سياسة "إسرائيل""، ولفت إلى أنه بناءً على البيان الصادر عن وزارة الخارجية الروسية الذي دعا كافة الأطراف الى احترام السيادة السورية فإن كيان العدو ربما اقترب بالفعل من الخط الأحمر الروسي، وهو بذلك-بحسب رأي الكاتب- يخاطر بتوتير العلاقات مع روسيا.

وفي الختام، شدد الكاتب الصهيوني على أن "الأمور وصلت إلى مرحلة باتت معها "إسرائيل" بأمس الحاجة إلى مظلة الحماية الأميركية، وإلى دور ناشط من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب"، غير أنه تابع بالقول "ترامب ورغم انتقاداته الحادة لأداء سلفه في المنطقة إلا أن الانطباع السائد هو أن واشنطن تجيد الكلام أكثر من الفعل"، وأضاف "سيكون على إدارة ترامب أن تقرر قريبًا في أي مسار ستذهب"، بحسب الكاتب.