kayhan.ir

رمز الخبر: 71127
تأريخ النشر : 2018February03 - 20:33

هل سقطت محاولات الاميركي والسعودي لتأجيل الانتخابات؟


حسن سلامه

لم يعد خافيًا على كثير من القيادات السياسية ومن اتجاهات مختلفة ان هناك محاولات اميركية _ سعودية لتأجيل الانتخابات ولو لبضعة اشهر، ويقول مصدر دبلوماسي مطلع ان هذا المسعى مرتبط بالحسابات المشتركة للبلدين على المستويين اللبناني والاقليمي، خصوصاً ان هذا الحلف لم يغير من اجندته التآمرية في كل سياساته على مستوى كل الساحات العربية بدءا من لبنان. ولذا يؤكد المصدر ان خلفيات هذا المسعى من جانب واشنطن والرياض يمكن ملاحظته في اكثر من ساحة اقليمة وعربية وابرزها الآتي:

تخشى السعودية خسارة فريق 14 أذار للأكثرية في الانتخابات المقبلة

اولا: على المستوى السوري، حيث بدا واضحًا الرغبة المشتركة الاميركية _ السعودية لإطالة أمد الأزمة في سوريا، وحتى محاولة رسم خطوط حمراء في الشمال السوري بهدف إبقاء نزيف الدم هناك ومحاولة فرض امر واقع بعد الذي حصل من سيطرة لحلفاء واشنطن والرياض على مناطق في شمال سوريا وصولا الى الاعلان عن تشكيل قوة امنية من المليشيات التابعة للاميركي لفرض امر واقع في هذه المناطق، الى محاولة تعطيل اجتماع سوتشي.

ثانيًا: تصعيد الضغوط على السلطة الفلسطينية للسير بما يطلق عليه صفقة القرن الاميركية _ السعودية لتصفية القضية الفلسطينية بالكامل، استكمالا للقرار الاميركي الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لكيان العدو، وتواطؤ النظام السعودي مع هذا القرار.

ثالثًا: الإصرار على الاستمرار في حرب الابادة الاميركية _ السعودية ضد الشعب اليمني، وكذلك الاستمرار في محاولة جعل الجمهورية الاسلامية في ايران وكأنها عدو العرب في مقابل السعي للتطبيع مع العدو الصهيوني.

رابعًا: الابقاء على الساحة اللبنانية ورقة ابتزاز وضغط في مواجهة قوى المقاومة للمشروع الاميركي _ الاسرائيلي _ السعودي، خصوصا ان هذا الحلف يدرك بأن اجراء الانتخابات في ايار المقبل سيؤدي حكما الى خسارة حلفاء اميركا والسعودية للاكثرية في مجلس النواب.

وعلى هذا الأساس، يقول المصدر ان واشنطن والرياض تتحركان على خطين متوازيين في سبيل الحد من تراجع حلفائهما، الخط الأول من خلال السعي لتأجيل الانتخابات، ولذلك يسعى السفيرين الاميركي والسعودي في لبنان من أجل اثارة الفتنة من خلال محاولة اختلاق اكبر قدر ممكن من التصعيد السياسي واذا اقتضى الامر احداث "خربطات" أمنية، وفي الوقت نفسه يتحركان على خط اخر وهو خط ترتيب لوائح الحلفاء للحد من خسائرهم في حال سقوط الخيار الاول الذي يبدو انه ساقط حكما، وصولا الى محاولة فرض بعض الاسماء وايضا ممارسة الضغوط على رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لكي يعيد النظر في تحالفاته الانتخابية وبما يؤدي الى تحالفه مع القوى التي كانت منضوية سابقا داخل فريق 14 أذار.

الا ان المصدر الدبلوماسي يبدو جازما بأن الانتخابات ستحصل في موعدها، لكنه يرى ان طبيعة الازمات التي يعيشها الوضع الداخلي والحسابات الخاصة لبعض الاطراف ستفضي الى كثير من المتغيرات على مستوى التحالفات الانتخابية بين حلفاء واشنطن والرياض، وهي بالتالي قد لا تراعي ما يريده هذا الحلف الاميركي السعودي بعكس ما حصل في انتخابات العام 2009، خصوصا ان للانتخابات المقبلة حسابات تتعلق بالانتخابات الرئاسية بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون وطموح العديد من قيادات هذا الفريق للوصول الى موقع الرئاسة الاولى.

ولذلك يقول المصدر ان المأزق الذي يعاني منه اطراف الفريق السابق في 14 أذار، ارخى بثقله على مسار التحالفات الانتخابية بين هذه القوى، فلا تحالف " القوات اللبنانية" مع حزب الكتائب امرا سهلا وكذلك الامر مع تيار المستقبل ومعظم الشخصيات التي كانت منضوية في هذا الفريق ، والامر ذاته ينسحب على محاولات بعض الاطراف اقامة لوائح تضم عدد من القوى في بعض الدوائر، خصوصا ان الكيمياء مفقودة بين كثير من قيادات هذه الاطراف منها مثلا مابين سمير جعجع ورئيس الحكومة سعد الحريري وحتى بين اطراف تطلق على نفسها "الوسطية".

وفي خلاصة القول يرى المصدر ان اكثرية الدوائر مرجح لها ان تشهد معارك ساخنة حتى بين من كانوا داخل فريق 14 أذار، لكثير من الاعتبارات اهمها اعتقاد الكثير من الاطراف بدءا من "القوات" الى الكتائب وآخرين ان الاستطلاعات ترجح فوز كل طرف بما يطمح الحصول عليه من مقاعد في الدوائر التي سيخوضون فيها الانتخابات.