kayhan.ir

رمز الخبر: 69925
تأريخ النشر : 2018January13 - 20:46

ترامب واللغة السوقية المبتذلة

مهدي منصوري

ماذا يمكن ان يتوقع العالم من رجل مهووس لم يفقه من السياسة شيئا والذي عرف عنه وكما قالت احدى الصحف الاميركية انه يكذب في اليوم خمس مرات وان هذه الصفة لازمته لانه ومن خلال ممارساته اليومية يتخذ قرارا او يصرح تصريحا وسرعان مايقوم بنفيه.

وقد اشار محللون اميركيون انه ومنذ عهد ليندون جونسون الى ريتشارد نيكسون مرورا بباراك اوباما اعتاد الاميركيون فكرة انه يتفوه رؤساؤهم بالفاظ خارجة عن المألوف، لكن ذلك الوصف الذي اطلقه المختل عقليا ترامب الاسبوع الماضي على هايتي ودول افريقية فانه اثار عاصفة كبيرة من الاحتجاج، بحيث ان سيناتورا حضر الاجتماع قال ان الرئيس استخدم لغة "مبتذلة وسوقية" ومنها كلمة "حثالة" التي قالها مرارا.

وبنفس الوقت فان الدول الافريقية الذي طالها هذا الوصف الوقح من ترامب نددت بها وكما وصفته جماعات مدافعة عن حقوق الانسان بالعنصري، لان ترامب وفي نفس الجلسة وصف ابناء النرويج الذي يغلب على سكانها البيض من انهم مهاجرون مرغوب فيهم اكثر.

ولابد من الاشارة الى ان صحفية اميركية القت سؤالا جريئا على ترامب اثناء حضور احتفاليه في يوم (مارتن لوثر كينغ) بقولها وامام الحضور سيدي الرئيس هل ستقدم اعتذارا لما قلته بالامس؟ وعندما لم يجبها قالت له هل انت عنصري؟، وكيف لايكون ترامب عنصريا وهو الذي وجه اول سهامه للمسلمين في الولايات المتحدة عندما منع هجرتهم الى اميركا ووصفهم بالارهابيين او القتلة. وقراره بوضع جدار مع المكسيك حين وصف مهاجريها في الولايات المتحدة بانهم فتلة ومجرمون.

وقد اثار وصف ترامب للافارقة بالحثالة غضب واستنكار الدول الافريقية بحيث طالب سفراء 54 دولة إفريقية بالأمم المتحدة في بيان شديد اللهجة، الرئيس الأمريكي ترامب بالاعتذار أو التراجع عن تصريحاته.

مما تقدم يمكن القول ان ترامب الذي يحمل في داخله حفدا دفينا على المسلمين بالدرجة الاولى واليوم على الافارقة وقد تكشف الايام القادمة مكنونات مايحمله قلبه من حقد دفين على الاخرين مما يمكن القول انه وضع ادارته في دوامة من المشاكل بحيث قد لن يؤهله ان يبقى رئيسا للولايات المتحدة لان ادارته والى هذه تعجز عن الرد على تساؤلات الصحفيين التي تتناول تصرفات الرئيس غير المنضبطة، وقد كشفت شبكة "سي أن ان” الأميركية أن موظفي البيت الأبيض أبلغوا بأن عليهم أن يقرروا قبل نهاية هذا الشهر ما إذا كانوا ينوون مغادرة الإدارة الحالية أم أنهم سيبقون حتى الانتخابات النصفية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. ونقلت عن مسؤول أميركي أن الهدف من تحديد مهلة زمنية تنظيم رحيل جماعي متوقع.

ولابد ان نشير ايضا في هذا المجال الى ماذكرته صحيفة "نيو أوروبيان New European" الأسبوعية البريطانية عن موظفين مقربين لـ "ترامب" وصفوه في سلسلة مقابلات بأنه "غير صالح" و "غير مهذب" و "غير ملائم" للمنصب الذي يشغله , فيما أكدت مجموعة من الأطباء النفسيين وغيرهم من الكوادر العاملة في مجال الصحة العقلية إن "ترامب (غير مدرك) لعواقب تصرفاته" , مشيرين إلى أن "صحته النفسية لا تتلاشى مع مرور الوقت وحسب ، وإنما ليست على وتيرة تدريجية أيضاً" , في حين قام بعض الأطباء النفسيين وعلماء الأعصاب بمقارنة أنماط خطاباته قبل بضع سنوات مع نظيراتها في الفترة الراهنة , فوجدوا أن مفرداته قد تقلصت إلى حد كبير واقتصرت على نوع محدد من العبارات العفوية والمثيرة للجدل والتي يستخدمها في تغريداته عبر حسابه الشخصي في موقع (تويتر)".

واخيرا والذي لابد من التأكيد عليه ان ترامب وفي وضعه وتصرفاته الحالية قد اثارت اعضاء في الكونغرس سواء من الجمهوريين او الديمقراطيين بحيث انهم وكما اشارت اوساط اعلامية اميركية قد يذهبون الى اصدار قرار باقالة ترامب من منصبه وبذلك يتخلص العالم من رئيس اهوج لا يدري ماذا يقول ويفعل.