اسقاطات الواقع الاميركي على المنطقة والعالم
ما جاء على لسان قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي حول التدخل الاميركي وتخرصات ترامب، كان في الواقع ردا صاعقا ومذلا حين اظهر اميركا بحجمها الواقعي وكشفها على حقيقتها، معلقا على كلام لترامب بان "حكومة ايران تهاب بطش اميركا" بالقول "فلو كنا نهابكم كيف استطعنا طردكم من ايران في عقد السبعينيات وها نحن قد طردناكم من المنطقة برمتها في العقد الجاري". ولم يكتف سماحته بذلك بل هدده وبصريح العبارة "عليه ان يعلم بان هذه المسرحيات الجنونية لم تمر دون رد". مستندا بذلك لاقتدار الشعب الايراني وعظمته وثورته بالقول "ان حكومتنا منبثقة من شعبها وتعمل من اجله، فلماذا انت خائف من الشعب الايراني"؟! وشدد سماحته بان على الاميركان ان يفهموا بانهم اخطأوا الهدف وان سهامهم اصابت الصخرة ولو كرروا التجربة ستؤول كذلك للفشل.
فالتدخل الاميركي الصلف في الشأن الايراني ليس مستغربا ولا جديدا فمنذ انتصار الثورة الاسلامية التي قرأت الفاتحة على مصالحها في ايران وزلزلتها في المنطقة، لن تترك اميركا فرصة حتى دست انفها في التراب الايراني بذريعة او غير ذريعة للانتقام من هذه الثورة والتخلص منها، لكن شاء الباري عز وجل ان تصمد هذه الثورة وتبقى شوكة في عيون اميركا حتى تخلص العالم من شرورها وسطوتها وهيمنتها وهذا ما سيتحقق باذن الله وتحرك الشعوب مستقبلا. وكلامنا هذا ليس رجما بالغيب فما نستقرئه ونستشفه من تصرفات وافعال الرئيس ترامب وسياسته الهوجاء والابتزازية تجاه دول العالم حتى حلفائه الاوروبيين هو تعامل السيد مع العبيد، وهو يتفاخر ببلطجته وتعامله اللااخلاقي في لقاءاته مع مسؤولي دول العالم.. انه يحلم بقيادة العالم في القرن الواحد والعشرين واميركا مثقلة بمشاكلها وتراكمات هزائمها المنكرة على صعيد المنطقة، انه بمنتهى الغباء والجنون وهذا ما بدأ يتكشف للاميركيين والعالم اجمع واذا ما استمر في البيت الابيض فسيوقع اميركا في الداهية وسيكون آخر رئيس للولايات المتحدة الاميركية وهذا لسنا الوحيدين الذين نقوله.
وما كشفه كتاب "نار وغضب" اثار ضجة بل هزة في اميركا وكذلك العالم لما كشفه من واقع هذا الرجل واطواره الجنونية والبلطجية وهي في نفس الوقت صبيانية والتي اصبحت كلمة رائحة في البيت الابيض التي يدب فيها الفوضى حاليا وفي الحقيقة ان الكتاب يحكم على الرجل من خلال تعامله مع محيطه والعالم لسنة من حكمه دون ان يقرأ مستقبله وماذا سيفعله غدا وبالطبع هو خارج عن ارادته ولا يستطيع الرجم بالغيب.
فالرجل خطير وخطير جدا اذا لم تستطع المؤسسة الاميركية السيطرة عليه ولجمه وتصورنا للمستقبل ان العالم برمته شرقا وغربا شمالا وجنوبا ينتظر وبلهفة اللحظة التاريخية التي يقال فيها هذا الرجل الارعن ليتخلص من شروره ومخاطره لانه لايوجد احد في الدنيا ان يتكهن بما سيقوم به غدا او بعد غد.
وما طرحه "ستيف بنن" في كتابه عن مشاهدات وافعال تصرفات ترامب وتعامله غريب الاطوار لحد الان تصلح بجداره ان تطرح كوثائق صالحه في المحاكم الاميركية وملاحقته هذا الرجل الذي اخل بسمعة اميركا كدولة كبرى وجعلها محل سخرية العالم واستهزائه كيف يكون رئيسها بهذا المستوى المتدني الذي لا يفهم لا بالسياسة ولا بالعلاقات الدولية وهو يتفاخر في جلساته الخاصة لانه قام بانقلاب في البلاط السعودي "وصعد رجله الى القمة" وهو يقصد بذلك لما حدث لمحمد بن سلمان.
وما لا شك فيه وهذا ما هو مشهود اليوم ان سياسات ترامب الداخلية والخارجية احدثت شرخا وانقساما عموديا في المجتمع الاميركي وهو محاط بحفنة من الجنرالات قد يدفعون بالعالم الى الحروب وسفك الدماء لانهم يروجون للنزاعات الاقليمية والدولية وهذا هو الخطر الذي يهدد السلام والامن العالميي ولا بد من معالجة الموقف قبل فوت الاوان.