ليبحث مجلس الامن جرائم ترامب
مهدي منصوري
اجتماع مجلس الامن بجلسة طارئة وبطلب من واشنطن لمناقشة احداث الشغب الاخيرة في طهران، اثارت الكثير من التساؤلات لدى الاوساط الاعلامية والسياسية، لان الذي حدث في طهران وكما عبرت عنه اغلب الدول من انه شأن داخلي يترك للحكومة معالجته وبالطريقة التي تراها مناسبة،كما يحدث في اغلب دول العالم، وقد اكدت كل من روسيا وفرنسا وغيرها من الدول ان احداث طهران لاتستدعي عقد جلسة لمجلس الامن، ولكن ولما كانت الامم المتحدة ومجلس الامن هما ادوات بيد واشنطن، فلن يرفض طلبا لها.
وطالبت هذه الاوساط مجلس الامن وان كان حقا يهمه أمر الشعوب وحريتها واستقلالها وسيادتها، فعليه وقبل كل شيء ان يبحث ماقام به الادارة الاميركية وعلى رأسها ترامب من الجرائم البشعة بحق الشعوب في كافة انحاء العالم، والتي قد يحتاج احصاؤها الى العشرات من الملفات، اذن فكيف لمجلس الامن ان يتغاضى التدخل الاميركي السلبي في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا وحتى في السعودية من خلال تغيير مسار استلام الحكم المعمول به في هذه الدولة والذي اعترف فيها ترامب انه استطاع ان يرفع محمد بن سلمان الى القمة رغما للعرف المعمول به في هذا البلد كما اعلنت ذلك الواشنطن بوست بالامس.
ولا يمكن ان يخفى على احد ان اميركا وبرعايتها للارهاب ودعمه وبوقوفها الى جانب الحكومات الدكتاتورية الجائرة في المنطقة والعالم قد ساهمت مساهمة فعالة في اراقة الدماء البريئة لهذه الشعوب في هذه البلدان. اذن فكيف يمكن لها ان تتباكى على الشعب الايراني بدموع التماسيح الكاذبة وهي التي ساهمت وبصورة مباشرة وعلى لسان ترامب بالتدخل في الشأن الداخلي الايراني من خلال التصريحات التي ساهمت في اشعال نار الفتنة العمياء.
واخيرا ورغم كون ان قرار مجلس الامن وان صدر فانه غير ملزم لايران ابدا لانه جاء بناء على رغبة اعدائها اللدودين وبنفس الوقت فان طهران وكما اعترفت به كل الاوساط العالمية من انها تمكنت معالجة الوضع وبطريقة حكيمة نالت اعجاب المجتمع الدولي.
ولابد من الاشارة ايضا الى ان واشنطن وخلال اربعة عقود من الزمن كانت تبحث عن نصر ولو صوري ضد طهران، ولذلك فانها وجدت في الظروف الاستثنائية الاخيرة فرصة عسى ولعلها تحصل على هذا النصر. الا ان الشعب الايراني وبوعيه وادراكه لما يريد به اعداؤه خاصة واشنطن فانه وقف وقفة بطولية ضد الارادة الاميركية وتمكن من افشال مخططها في مهده من خلال التظاهرات الجماهيرية المليونية والتي شملت كل ارجاء ايران من شمالها الى جنوبها والتي اعلنت رفضها للتدخل الاميركي وتأييدها المطلق للثورة والقيادة الحكيمة، مما شكل صفعة قوية لاعدائه الذين يتحينون به الفرص.