kayhan.ir

رمز الخبر: 69369
تأريخ النشر : 2018January05 - 21:42

الشعب الإيراني يوجه صفعة محكمة لترامب!


جمال كامل

في يوم الخميس الماضي خرجت تظاهرة صغيرة في مدينة مشهد، وهي من التظاهرات التي عادة ما يقوم بها الايرانيون عندما يريدون اسماع المسؤولين مطالبهم وفقا للدستور، ورفعت التظاهرة شعارات تتمحور حول قضايا معيشية، تعاملت معها قوات الشرطة بكل هدوء حتى انفض المتظاهرون دون وقوع اي حادث.

في اليوم التالي شهدت مناطق اخرى من ايران تظاهرات محدودة ايضا ورفعت ذات الشعارات، الا ان غباء وحقد اعداء الشعب الايراني دفعهما للإسراع في ركوب موجة هذه التظاهرات لحرفها عن مسيرها، حيث رُفعت شعارات تتطاول على الرموز السياسية والدينية في ايران.

المندسون بين المتظاهرين، لم يكتفوا برفع الشعارات المعادية للنظام الاسلامي، بل تجاوزا كل الخطوط الحمراء عندما قاموا بحرق العلم الايراني واحرقوا الحسينيات وحاولوا التسلل الى داخل بعض مراكز الشرطة والاعتداء على عناصرها.

الإنتقام لهزائم المحور الامريكي "الاسرئيلي” العربي الرجعي، في المنطقة، بدء بالعراق ومرورا بسوريا وانتهاء باليمن، كان السبب وراء السرعة التي تم فيها حرف التظاهرات من تظاهرات تدعو لحل قضايا اقتصادية، الى اعمال شغب واعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.

تغريدات الرئيس الامريكي دونالد ترامب المتكررة والداعمة لمثيري الشغب، تلاقت مع تصريحات مماثلة لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، ولبعض مشايخ الانظمة الخليجية القبلية، ولزعيمة زمرة منافقي خلق مريم رجوي ، ولاعضاء اسرة الشاه المخلوع، فهذه التصريحات والمواقف كشفت وبسرعة للايرانيين طبيعة الجهات التي تقف وراء مثيري الشغب.

في اليوم التالي من الاحتجاجات المطالبية انسحب المواطنون، الذين ايقنوا مبكرا ان هناك اياد مشبوهة تسعى لاحداث فتنة في البلاد تنفيذا لاجندات اجنبية، من الشارع، ولم يتبق الا مثيري الشغب وبعض السذج، الذين تمادوا بالاعتداء على مقدسات الشعب الايراني وبمنتهى الصلافة.

من بين مختلف المواقف الداعمة لاشعال الأوضاع في ايران، على امل اسقاط الجمهورية الاسلامية!!، يعتبر الموقف الامريكي اكثرها اثارة للسخرية، فالرئيس الامريكي العنصري والمعادي للعرب والمسلمين، وأصحاب المواقف المخزية من الاعلام والصحافة، والاكثر التصاقا بالحكومات العربية القبلية الاستبدادية، يتحول الى نصير للديمقراطية ومناصر للشعب الايراني، ومدافع عن حرية الاعلام والصحافة في ايران.

المضحك ايضا ان رعونة الرئيس الامريكي تجعله ينسى ما قاله عن الشعب الايراني قبل ايام، وهذه الرعونة نفسها هي التي تدفعه الى ان يصف الشعب الايراني بصفات لا تليق الا به وباصدقائه في المنطقة.

السفير الايراني في لندن حميد بعيدي نجاد رد على رعونة ترامب ودعمه لمثيري الشغب، في تغريدة على صفحته الشخصية على ‘التلغرام’ حيث كتب يقول: ان ترامب الذي كان قد وصف الشعب الايراني من قبل في اساءة سافرة بـ ‘الشعب الارهابي’، يصف الان الشعب الايراني في اساءة اخرى بـ ‘الشعب الجائع’ الذي يستحق الشفقة، وذلك بذريعة التعاطف النفاقي مع المشاركين في التجمعات الاحتجاجية في ايران، في حين انه رئيس دولة تحمل عنوان اكبر اقتصاد قوي في العالم، ويعاني شعبه منذ اعوام طويلة من المجاعة والفوارق الطبقية.

ولتذكير ترامب بجياع امريكا اضاف بعيدي نجاد قائلا، انه وفقا لإحصائيات رسمية ومنها معلومات المنظمة الاميركية لمساعدة الجياع في اميركا (إطعام اميركا)، هنالك شخص جائع من بين كل 8 اشخاص في اميركا، يعنى انه وفقا لهذه الإحصائية المهولة هنالك 42 مليون جائع في اميركا، من ضمنهم 13 مليونا من الاطفال واكثر من 5 ملايين من المسنين.

من جانبه، نصح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الرئيس الأمريكي ترامب بدلا من هدر وقته في التغريدات العبثية والمسيئة لسائر الأمم، الالتفات قليلا إلى قضايا بلاده الداخلية كحوادث إطلاق النار ووجود ملايين المشردين والجياع، معتبرا مواقف ترامب المتناقضة بالكامل تجاه الإيرانيين ليست موضوعا جديدا.

اليوم يصطف جميع الايرانيين صفا واحدا، بغض النظر عن توجهاتهم السياسية، خلف نظامهم الاسلامي، بعد ان تبين لهم الحقد الأعمى لترامب وادارته العنصرية ضد الشعب الايراني، الذي أفشل كل مخططات امريكا واذنابها في المنطقة، لتحويل ايران الى تابع ذليل، كما هو حال الأنظمة القبلية المتخلفة والمستبدة في منطقتنا، لرجل اهوج مثل ترامب.