لا تغيير في استراتيجيتها حتى قيام الساعة
امير حسين
ما اكده امين مجلس الامن القومي الادميرال علي شمخاني من ان "ايران لن تتراجع عن استراتيجيتها في المنطقة حول دعم شعوبها وانها اليوم اقوى من الامس"، يشطب وبحسم كل المراهنات الاميركية والصهيونية والسعودية الزائفة ومن لف لفهم لتغيير سياسات ايران الاسلامية تجاه القضايا العادلة والمصيرية لشعوب المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ويعلن بصوت عال لا احد اليوم في العالم يستطيع ان يغير سياسة ايران او يفرض املاءاته عليها مهما امتلك من القوة والطغيان. لقد ثار الشعب الايراني على النظام الملكي البائد عميل اميركا وشرطيها في المنطقة واطاح به ليكون مستقلا في قراره وارادته وهذا هو ما حاصل اليوم، لكن اميركا واعوانها الدوليين والاقليميين يريدون بعيد انتصار الثورة الاسلامية عام 1979 وليومنا هذا اعادة ايران الى المربع الاول لانها اصبحت اليوم شوكة في عيونهم وهم مرعوبون من تقدمها المستمر وفي الميادين كافة وما يقلقهم اكثر هو تحولها الى انموذج يحتذى بها، لانها اثبتت للجميع كيف واجهت وتحدت الحصار الدولي الظالم عليها والمستمر ليومنا هذا في بعض جوانبه واستطاعت التغلب عليه من خلال اعتمادها على قدراتها الذاتية في تحقيق انجازات عظيمة في كل الميادين. ومنها النووية و الفضائية وغيرها هذا هو الذي يؤرق اميركا ويسلب النوم من عيونها لذلك تخطط وتتآمر باستمرار وتتحين كل الفرص للوقيعة بالثورة الاسلامية للتخلص من اعبائها، لكن القدر الالهي حكم ببقائها باذن الله حتى تتهشم رؤوس اعدائها.
وما شهدته ايران خلال الايام الاخيرة من احتجاجات مطلبية انحرفت نتيجة لدخول مناوئ الثورة الاسلامية عليها ودفعها نحو عمليات الشغب والتخريب، كانت لاميركا واعوانها في المنطقة اليد الطولى للانتقام من ايران والاضرار بها وهذه احد فصول التدخل الاميركي المستمر في الشأن الايراني منذ اربعة عقود وليومنا هذا دون ان تتعظ من تجاربها المرة تجاهها.
وترامب الذي اشتهر بالجنون والتهور يتابع نفس السياسات العدائية التي انتهجها اسلافه تجاه ايران لكن فارقه الوحيد هو غبائه في المصارحة حين يكشف حقيقة اميركا الاجرامية، وفي الوقت الذي يشهر بعدائه لايران يطلب سرا التفاوض معها وهذا ما رفضه الرئيس روحاني في زيارته الاخيرة لنيويورك ومشاركته في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، عندما طلب الرئيس ترامب لقاءه.
فكل ما تحوم اميركا حوله وتعمل المستحيل وتدمر دول المنطقة من اجله هو التفاوض مع ايران لتأمين حماية امن الكيان الصهيوني وهذا ما ستأخذها معها الى القبر. ويوم اتخذت ايران موقفها المبدئي والاصيل في مفاوضاتها مع (5+1) حول الملف النووي وعدم ربط اي قضية اخرى بها كانت على دراية بنفاق اميركا وشيطنتها وفي آخر اجتماع لسعيد جليلي امين مجلس الامن القومي السابق في عهد احمدي نجاد مع دول (5+1) توصل الجميع الى اتفاق يشبه الى حد ما الاتفاق الحالي لكن سرعان ما عاد المندوب الاميركي عن موقفه وطالب بربط قضايا المنطقة بالملف النووي وهذا ما رفضته ايران جملة وتفصيلا.
واليوم كل ما يحاول المتهور ترامب عبثا القيام به سواء من التهرب بتنفيذ الاتفاق النووي او خلق متاعب و مشاكل لايران هو اخضاعها للتفاوض حول قضايا المنطقة والصواريخ وهذا ما لا يحصل حتى قيام الساعة.