بعد سبع سنوات من الحرب الرئيس الأسد يقرع ابواب النصر
الدكتور خيام الزعبي
منذ بداية العدوان على سوريا كتبت في مقالات عديدة ، إن الجيش السوري لن يدع داعش الإرهابية تفرح كثيراً ولن بترك لها فرصة لالتقاط أنفاسها التي استعملت فيها كل أدوات ووسائل الحروب الباردة والساخنة ضد السوريين...لم يكن يساورني شك اننا ذاهبون الى النصر، واليوم وبفضل انتصارات الجيش السوري على الإرهاب ودحره ، نستطيع ان ندرك وبسهولة الى أي مدى نحن ذاهبون...الى لحظة الإنتصار بوتيرة أعلى وبخطوات أوثق من ذي قبل بكثير.
حرب حقيقية تم إعلانها على سوريا.. تتعاون فيها أجهزة مخابرات غربية.. وتعاونها تركيا وحلفاؤها.. والتنفيذ فى الداخل تتولاه داعش وأخواتها، وجهاديين سبق تدريبهم فى الغرب...فالذي يحدث في سوريا من تدخلات ودعم للجماعات المتطرفة وفكرها القائم على الموت وسياسة الدعم الغربي القائم على تقسيم المجتمعات بات حقيقة لا ينكرها أحد في سعيها لتدمير سوريا وجيشها.
كانت الخطة جاهزة للتنفبذ موًلوا واعتمدوا مليارات الدولارات وشحنوا الأسلحة، وفتحوا الحدود ، وخصصوا الطائرات والبواخر لنقل الجهاديين والأسلحة، وسخروا لها أضخم أجهزة الإعلام في ترويج الأكاذيب، اعتقدوا أنهم على بعد ساعات من تنفيذ ضربتهم الرئيسية فى ربيعهم العربي والحصول على الجائزة الكبرى فيه...وهي إسقاط سوريا ، إلا أن الجيش السوري كان يقف للمخطط بالمرصاد وأفشل مخططاتهم الخبيثة وكبدهم خسائر فادحة.
تمكن الجيش السوري وحلفاؤه هذه الايام من تحقيق إنجازات كبرى، وآخرها إستعادة السيطرة على قرية أبو دالي بريف حماة الشمالي الشرقي بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي تنظيم جبهة النصرة فيها ، ويمكن ان يليه إنجازات مشابهة في ريف دمشق وتحرير بيت جن ومزرعة بيت جن ومغر المير باستسلام الجماعات الإرهابية وترحيلها الى إدلب ، ولا يمر يوم إلا ونحن نشاهد بالصورة عمليات نوعية ينفذها ابطال الجيش وحلفاؤه في أكثر من جبهة وإنهيارات ونكسات تطال مواقع الجماعات المسلحة، ولكن الإنتصارات الأخيرة في تحرير دير الزور كشفت الكثير من الحقائق، وقضت على الحرب النفسية، وأثبت المقاتل السوري بسالته وشجاعته وتفانيه في تحرير بلاده، وتأكيد وحدته الوطنية، واستعداده للتضحية بحياته في سبيل وطنه وشعبه، هذه الحقائق تتجلى كل يوم وتعززها المعطيات والوقائع التي هي في مجملها بالأساس مفاجآت وصدمات لم يكن في حسبان الذين رسموا وخططوا للعدوان على سوريا.
الإدارة الأميركية والتركية، أكثر المتفاجئين بعظمة صمود سوريا، لذلك تتلعثم سياساتهما الآن في الشرق الأوسط تجاه موضوع الحرب على سوريا، بعد أن كانتا قد أعطت الضوء الأخضر للقوى المتطرفة والمليشيات المسلحة للدخول الى سوريا ونشر الفوضى والدمار هناك، ظناً منهم بأن هذه العملية تستطيع كسر قوة الجيش العربي السوري، وفي هذا المشهد بات تقدم الجيش السوري من جديد هو المعادل الطبيعي لفكرة الأمان وإسترجاع الإستقرار لسوريا.
سوريا اليوم ذاهبة الى لحظة الإنتصار الكبير، بل ربما نطرق أبواب النصر قريباً، وما يعيشه الأعداء من خيبة في ظل الإنتصارات التي يحققها الجيش السوري ، نقرأ فيها واقعنا فيها أن الجيش أسقطهم وحافظ على سوريا من السقوط، وبذلك خسر الغرب وأدواته رهاناته العسكرية ولم يعد يراهن سوى على تفكيك تماسك الجبهة الداخلية، وهذا الرهان بدأ يسقط أمام وعي شعبي عال ، وحنكة سياسية وأمنية ملموسة في تعاطيها مع الامور، يتضح ذلك من خلال ما أكده الرئيس الأسد، بقوله "إن الأمل فى إنهاء الحرب على سوريا بات أكبر مما كان فى السنوات الماضية” وأضاف الأسد "إلى أن هناك تقدم كبير فى محورى مكافحة الإرهاب والمصالحات فى سورية، وهو ما ساهم فى تزايد احتمالية تحويل الأمل فى إنهاء الحرب على سوريا إلى واقع”.
مجملاً….إن عام 2018م سيكون مرحلة مفصلية في تاريخ سوريا كونه يحمل في جعبته الكثير والكثير من المفاجآت التي ستغير شكل المنطقة، لذلك سنتوقع في الأسابيع المقبلة أن يكون هناك تحول كبير بالساحة السورية وتطورات كبيرة تعمل على تضييق الأزمة السورية، كما أن هناك بعض الدول ستخسر رهانها بالحرب على سوريا، فالأحداث والوقائع الميدانية تشير إلى إنهيار كبير بين صفوف القوى المتطرفة والجماعات المسلحة الأخرى، يقابله صمود الشعب السوري وإصراره على تحرير دولته من الإرهاب وتحطيم كافة مشروعات الدولة الدينية وأوهام الخلافة في المنطقة.
وبإختصار شديد، ستعود سوريا التي علمت العالم مرة أخرى، وتخرج من محنتها أقوى مما كانت، كون سوريا لا يستطيع أحد أن ينكر أو ينسى دورها فى المنطقة، فالحاقدين على سوريا لا يعرفون أن السوريين في ساعة الخطر ينسون مشكلاتهم الصغيرة، ويلتفون حول قيادتهم، حفاظاً على مصلحة الوطن العليا، وستنهض سوريا من جديد، وتبث الثقة والأمان في ربوع سوريا.
تحية إلى الجيش الذي أنقذ وحمى سوريا والخروج بها إلى بر الأمان ...وأجهض المؤامرات الخارجية لإعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط…...وأهنىء كل حبة تراب سورية تخضبت بدماء الشهداء وتعطرت بدماء الجرحى من أبناء الشعب السوري...فهنيئاً لسوريا التي بقيت قوية صامدة عصية على الغرباء.