الصهاينة وهاجس الانتفاضة الكبرى
مهدي منصوري
الاصرار الفلسطيني على استمرار الانتفاضة الرافضة لقرار ترامب ونصرة للقدس والتي دخلت اسبوعها الرابع وضع ليس فقط الكيان الغاصب بل اميركا والدول الذيلية في المنطقة في حالة من القلق والارباك. لانه لم يكن متوقعا لديها ان الانتفاضة تاخذ هذا البعد بحيث شملت الارض الفلسطينية برمتها رغم الاساليب القمعية التي يمارسها الجيش الصهيوني.
وافادت مصادر اعلامية وسياسية فلسطينية ان استباحة قوات العدو لدماء الشعب الفلسطيني عبر استخدام القوة العسكرية المفرطة والاسلحة المختلفة في قمع الاحتجاجات لدليل قاطع على افلاسه وخوفه.
ومن الواضح ان العدو الصهيوني قد تمتلكه حالة توجس وخوف كبيرين من استمرار وتصاعد الانتفاضة التي حصلت على دعم دولي من خلال قرار الامم المتحدة الذي كان له دور في رفع معنويات الجماهير الفلسطينية الغاضبة والتي تخرج بقوة في الساحات والشوارع لتعلن رفضها القاطع لقرار المختل عقليا الرئيس الاميركي ترامب.
وقد لفتت اوساط المقاومة الفلسطينية الى توخي الحذر و من اجل ان يتخلص الكيان الغاصب من هذا المأزق الذي هو فيه ليرتكب حماقة في شن حرب على غزة ليلفت الانظار عما يحدث في الداخل الفلسطيني مما دعت ابناء المقاومة ان يكونوا على اهمية الاستعداد لصد الغطرسة الصهيونية.
ولا نغالي اذا قلنا ان ما حصل خلال الاسابيع الثلاثة الماضية قد اعاد القضية الفلسطينية الى الواجهة بحيث حظيت باهتمام المجتمع الدولي مما يعكس حجم الثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب الفلسطيني اليوم في مواجهته بامكانياته البسيطة وبيد عزلاء في مواجهة القوات مما يستدعي من المجتمع الدولي ان يأخذ مواقف اكثر شدة وحزما تجاه الاحتلال الصهيوني وسياساته القمعية التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني.
واخيرا والذي لابد من الاشارة اليه ان حالة القلق التي يعيشها كيان العدو هو ما يراه اليوم من صلابة وصمود الشعب الفلسطيني وبهذه الصورة التي يقابل الرصاص بصدر رحب ولم يتراجع عن موقفه مما يعكس انه متمسك بارضه واستعادة حقوقه المغتصبة بحيث وضع العدو امام حقيقة كبرى وهي انه وبعد اليوم لا مستقبل له على هذه الارض، وانه وباساليبه القمعية سيعجل بزواله او انهياره خاصة وان قدراته العسكرية قد ثبت ضعفها وعدم قدرتها على المواجهة من خلال رسائل استنجاد القادة الميدانيين لحكومة نتنياهو باستدعاء قوات جديدة لتستطيع الصمود امام صلابة المقاومة الباسلة