kayhan.ir

رمز الخبر: 68487
تأريخ النشر : 2017December20 - 20:39

الرياض وابوظبي مقابل صنعاء


لا احد ينكر ان آل سعود وخاصة الشعبة السلمانية منهم اغبياء واميين وجاهلين بالسياسة بامتياز، لم يقرأوا التاريخ ولم يفهموا المعادلات الدولية والاقليمية وتصوروا بان الاموال الطائلة التي سطوا عليها وهي ملك لابناء الجزيرة العربية هي الفصيل لحل ازماتهم وحفظ عرشهم وانهم سيبقون في مأمن من المخاطر التي تهددهم على الدوام ماداموا يغدقون بهذه الاموال كرشاوي للحكومات والاعلام والجهات الدولية التي توفر لهم التغطية متناسين ان هذا الامر لا يمكن ان يستمر حتى النهاية في ظل الاستمرار بعدوانهم السافر ضد اليمن وارتكاب افظع المجازر والجرائم ضد ابنائه لدرجة ان الغارديان اللندنية التي تقوم حكومتها بتقديم كل انواع الدعم لهذا النظام المجرم والوحشي كتبت بالامس: "حرب اليمن احدى اكبر الجرائم على الارض".

وما يؤكد غباء وانحطاط آل سلمان وخاصة ولدهم المراهق المتهور انهم ارادوا فتح صنعاء خلال عشرة ايام واليوم يطوي عدوانهم الغادر واللامبرر يومه الالف ليس لم يصلوا الى صنعاء فحسب بل ان انصار الله نقلوا المعركة الى عقر دارهم والى قلب عاصمتهم الرياض.

ثلاثة سنوات والنظام الاجرامي في الرياض يقصف اليمن باستمرار وبكل ما يملك من اسلحة حديثة ودعم لوجيستي ومعلوماتي اميركي- صهيوني، لكن هذا البلد بقي صامدا صابرا يواجه العدوان ويتحمل ويلاته دون ان يصرخ اولا، لكن النظام السعودي الذي يسانده التحالف الدولي بقيادة اميركا ومعه التحالف العربي الاسلامي، نراه بمجرد ان طالته اربعة صواريخ اساسية استهدف عمقه الاستراتيجي في ينبع وقاعدة الملك خالد ومطار الرياض وقصر اليمامة هو من صرخ اولا وهذا يؤكد ضعفه وهشاشة واليوم يلتمس باسياده للبحث عن مخرج قبل انهياره.

ولا شك ان "انصار الله" وزعيمها الشاب الذي يقود الثورة اليمنية اليوم بشجاعة وحكمة عالية، سبق لها وان هزمت السعودية في ستة حروب يوم كان الرئيس صالح في السلطة وكان الى جانبها فكيف تريد اليوم ان تكسب هذه المعركة وانصارالله ومن يساندهم من القبائل اليمنية الذين كسبوا خبرة كبيرة في الحروب السابقة اضافة الى امتلاكهم للاسلحة الثقيلة والصواريخ التي كانت سابقا في حوزة الجيش اليمني.. انها فرضية خيالية تدور في مخيلة آل سلمان المريضة.. انهم قد لا يصدقون ذلك حتى تتهشم رؤوسهم العفنة على ايدي ابناء اليمن السعيد.

ان الشعب اليمني بتاريخه العريق وبشجاعته وايمانه الراسخ يملك قوة معنوية كبيرة قد لا تحظى بها اكثر شعوب الارض ومن المستحيل ان يستطيع نظام القبيلة الهزيل الذي يستقوى بالخارج الاجنبي الكافر ان يهزم مثل هذا الشعب الذي صمد وصبر لالف يوم دون ان يصرخ. وكما اعلن قائده ورمزه عبد الملك الحوثي ان ما بعد الالف يوم ليس ما قبله وسيكون التعامل على ارض المعركة السن بالسن والمنشأة بالمنشأة وصنعاء مقابل الرياض وابوظبي. هذه معادلة جديدة خرقت الامن القومي السعودي وضربته في عقر داره بعد ان تصورت خطأ وباطلا انما تشن الحرب للحفاظ على امنها القومي. لقد اوقعت نفسها وحلفائها الاغبياء وحتى اميركا التي شجعتها ورسمت لها هذا المخطط في مأزق معقد وعميق لا يستطيعون الخروج منهم.

ان صواريخ اليمن التي انهالت على اكثر المنشأت والمقرات استراتيجية وحيوية في السعودية وآخرها قصر اليمامة وليست الاخيرة غيرت موازين القوى وها هي السعودية تترنح اليوم تحت ضربات هذه الصواريخ والقادم اكثر ايلاما وخطورة عليها وستضطرها الى رفع الراية البيضاء ان بقيت وخرجت سالمة من اتون هذه الحرب التي اشعلتها.

ان المعادلة الجديدة لهذه الحرب الظالمة بعد الالف يوم كرست واقعا جديدا يجب على النظام السعودي ان يذعن قبل ان يحترق في اتونها لان ما بعد الالف اليوم امر مختلف تماما وهذه ما ستؤكده الايام القادمة.