kayhan.ir

رمز الخبر: 68295
تأريخ النشر : 2017December17 - 20:57

رهانات اميركا الخائبة


حقا انها الشيطان الاكبر كما وصفها الامام الخميني قدس سره لانها اي اميركا تجمع كل الصفات الشريرة والشيطانية من نهب وسطو وهيمنة وشن الحروب وتنفيذ الانقلابات في البلدان التي لا تتفق مع سياساتها والأمر من كل ذلك انها حليفة وداعمة وبامتياز للانظمة الدكتاتورية والمستبدة خاصة في منطقتنا اضافة الى انها تعادي الشعوب التحريرية والثورية وتحارب الدول الحرة والمستقلة لكون وجود مثل هذه الدول تتعارض مع مطامعها ومصالحها اللامشروعة ولا تسمح لها بالتدخل في شؤونها.

فاميركا المجبولة على الخبث والحقد والمكابرة والعنجهية لايمكنها ان تتعايش مع الدول المستقلة والحرة بشكل طبيعي ند بند واحترام متبادل وهذا الامر لا يقتصر على تعاملها مع دول العالم الثالث فحسب بل حتى مع الاوروبيين الذين هم من اقرب حلفائها، فهي تسعى باستمرار الى مصادرة قرارهم واخضاعهم لهيمنتها بما في ذلك فرض الجزية عليهم بذريعة حمايتهم.

وباتت سياسة اميركا التدخلية في الدول الاخرى امرا بديهيا حيث لا تكترث لا بالقوانين الدولية ولا بحقوق الانسان ولا بحق الشعوب في تقرير مصيرها وحفظ سيادتها والامثلة على ذلك كثيرة لكن ما يهمنا اليوم هو اختراقها للسيادة السورية وانزال قواتها في بعض مناطقها دون اذن من حكومتها بذريعة انها تريد محاربة "داعش" في وقت يعلم الجميع ان داعش صناعة اميركية وهذا ما اعترف به ترامب نفسه سواء اثناء حملته الانتخابية او بعدها، اما ترامب فقد تناسى الموضوع من اجل مصالح اميركا الكبرى وان قواته كما كانت في عهد اوباما تقدم الدعم اللوجستيكي والتسليحي لداعش سواء كان في سوريا او العراق والشواهد كثيرة وكان آخرها وطبعا ليست الاخيرة في معركة البوكمال مع مهمة اخرى وهي انقاذ قادة داعش واخراجهم من المعركة.

فقضاء محور المقاومة على داعش في العراق وسوريا كانت ضربة موجعة ومدوية لها، لان استراتيجيتها كانت قائمة على الاستثمار في داعش لتمرير مصالحها وهذا ما افلست منه، لكن وكما اسلفنا انها لا تستطيع مفارقة روحها الاستكبارية والشيطانية والتدخلية وتبتعد ولو قليلا عن خباثتها ، الا اننا نراها اليوم تسعى بكل الوسائل واستمرارا لتدخلها في سوريا لايجاد بديل لـ"داعش" صغير وهو انشاء مجموعة ارهابية تحت مسمى "الجيش السوري الجديد" وهذا ما كشفته روسيا مؤخرا. فقد ذكر مصدر عسكري روسي رفيع ان الولايات المتحدة الاميركية تدرب ومنذ ستة اشهر مئات الارهابيين الفارين من المعارك مع محور المقاومة بمن 400 داعشي في معسكر للاجئين في مدينة الحسكة لارسالهم لاحقا الى الجنوب السوري لمحاربة الجيش السوري دون جدوى.

يبدو ان الاستثمار في الارهاب اصبحت سمة اساسية في السياسة الاميركية التي لا تستطيع مغادرتها، لذلك نراها ولغبائها الشديد لازالت تراهن على المجموعات الارهابية لتحقيق مصالحها مهما كان حجمها دون ان تتعظ من تجربتها المريرة وهزيمتها المدوية في العراق وسوريا رغم تجهيزها لداعش وبقية المجموعات التكفيرية لاكثر من ست سنوات بكل ما اوتيت من قوة وامكانات وارهابيين جمعتهم من اصقاع الارض مع وجود حشد دولي مكثف وصرف مئات المليارات من الدولارات التي انفقتها السعودية وقطر وغيرها وكلها ذهبت ادراج الرياح.

السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يدور في مخيلة الادارة الاميركية لطرح مثل هذه الورقة الضعيفة وهي الاستثمار بمئات الارهابيين للضغط على سوريا في وقت تواجه ضغوطا من محور المقاومة وروسيا للانسحاب فورا من سوريا التي دخلتها في جنح الظلام.

اغلب المراقبين يظنون ان الافلاس الاميركي في الساحة السورية خاصة بعد هزيمة داعش الساحقة اضطرت لتلعب هذه الورقة الخاسرة اساسا ولابد لها ان تخرج قواتها فورا من الاراضي السورية قبل ان تنقلهم بصناديق خشبية هوية لذويهم.