ظريف: على اوروبا عدم تكرار أخطائها السابقة بمواكبة أميركا
طهران - كيهان العربي:- دعا وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف اوروبا لعدم تكرار أخطائها السابقة بمواكبة الادارة الاميركية في إضعاف الاتفاق النووي.
وفي مقال له نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" كتب الوزير ظريف: للاسف انه خلال الاشهر الاحد عشر الماضية كان رد حكومة الرئيس الاميركي دونالد ترامب على حسن نية ايران (بعد الاتفاق النووي) مجرد التحجج بالاعذار وسوء التصرف، الا ان عدم الثقة باميركا متوقع تماما - من اتفاق باريس للبيئة حتى قضية القدس.
واشار وزير الخارجية الى نكث العهود من جانب أميركا في الماضي ومواكبة الدول الأوروبية لها بعد الاجراء الطوعي الذي قامت به ايران بوقف عملية التخصيب النووي كخطوة لبناء الثقة، معرباً عن أمله بأن لا تكرر اوروبا خطأها السابق وأن لا تواكب اميركا هذه المرة.
واضاف، أنه وقبل 10 أعوام من المفاوضات التي انتهت الى الاتفاق النووي في العام 2015 كانت هنالك لايران مفاوضات مماثلة مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإن الدبلوماسيين الأميركيين ومن أجل تشجيع ادارة "بوش" على إعطاء الفرصة للدبلوماسية، طلبوا من ايران وقف الأنشطة المتعلقة بالتخصيب موقتاً بصورة طوعية وقد قبلت ايران ذلك إلا أنه وبعد أن بدا إرضاء اميركا أمراً صعبا ارتكب الأوروبيون خطوة خاطئة وطلبوا من إيران تحت ضغوط أميركا بان تتخلى عن جميع أنشطتها المتعلقة بالتخصيب وهو الأمر الذي أفضى إلى فشل المفاوضات؛ ولم يتمكن الأوروبيون لا من لإقناع أميركا ولا وقف البرنامج النووي الإيراني.
وتابع وزير الخارجية، أن المفاوضات المتقطعة التي جرت في الأعوام التي تلت ذلك لم تصل الى نتيجة ولغاية العام 2013، حيث جئنا الى طاولة المفاوضات مرة أخرى ودخلنا المفاوضات مع اميركا بصورة مباشرة، رفعت ايران عدد أجهزة الطرد المركزي لديها من نحو 200 في العام 2005 الى أكثر من 20 ألفا ولم يتم الحديث عن إنهاء عملية تخصيب اليورانيوم داخل ايران.
واكد وزير الخارجية، أن الاتفاق النووي كان انتصاراً نادراً للدبلوماسية على المواجهة، وأن من الخطأ إضعاف هذا الاتفاق. وأضاف: ينبغي على أوروبا عدم تاجيج قرار واشنطن لتغيير التركيز الى أزمة غير ضرورية أخرى - سواء المتعلقة بالبرنامج الصاروخي الدفاعي الايراني أو نفوذنا في الشرق الأوسط .
وتابع: ينبغي على التأكيد بأن القدرات العسكرية الايرانية تأتي مطابقة للقوانين الدولية وهي دفاعية الطابع تماما.. إن موقفنا الدفاعي نابع من الحسابات الجيوستراتيجية الدقيقة والمعتقدات الدينية والأخلاقية الراسخة.. وعقيدتنا الدفاعية كذلك مبنية على تجربة تاريخية: انه خلال الحرب العراقية - الايرانية، أطلق "صدام حسين" صواريخ روسية الصنع على مدننا، صواريخ احتوى بعضها مواد كيمياوية وضعها الغرب تحت تصرف هذا البلد (العراق).. وحينها لم يلتزم العالم الصمت فقط بل لم تكن هنالك أي دولة مستعدة لبيع السلاح لإيران لنتصدى للعدوان على الأقل.
وأضاف ظريف في مقاله أن: تعهدنا بالدفاع عن أنفسنا ليس شعارا، لقد نشرنا صواريخنا فقط أمام عدد محدود من الأعداء الأشرار؛ نظام "صدام" وحلفائه الارهابيين و"داعش"، وإن هجماتنا كانت فقط للرد على مجازرهم البشعة ضد الإيرانيين.. إن أي حكومة في البلاد لن تجعل الشعب مكشوفا بلا دفاع. ينبغي على المجتمع الدولي خاصة أوروبا أن يدركوا هذا الأمر وأن يركزوا جهودهم بدلاً عن ذلك على مواجهة التهديدات الحقيقية في العالم مثل الحروب التي تجتاح الشرق الأوسط.
وكتب الوزير ظريف: إننا نطلب من الأطراف المسؤولة ليدركوا ضرورة النظرة للمستقبل وأن يسمحوا لنبحث عن الأمل في آفاق مشتركة في مستقبل أكثر سلاماً وأن نمتلك الشجاعة الكافية لنقوم بإجراءات ملموسة لتحقيق هذا الأمر، لقد اقترحت في العام 2015 عقد اجتماع للحوار الإقليمي كسبيل لجمع إيران وجيرانها للتعاون في مسار السلام.. إننا نأمل بأن يركز اللاعبون المسؤولون من خارج منطقة الشرق الأوسط جهودهم لإرغام حلفائهم في المنطقة لأخذ مقترحنا بجدية.. إننا نعتقد بأن هذا المقترح يمكنه أن يشكل بداية جدية ومرة أخرى ندعو جميع جيراننا للمشاركة في هذا المشروع.