نصر الله: القرار الاميركي بنقل السفارة الى القدس عدوان سافر على مقدسات فلسطين والامة
* على العالم العربي والاسلامي أن يقدم كامل الدعم المالي والسياسي والاعلامي والتسليحي والعسكري للشعب الفلسطيني
* المقدسات الاسلامية والمسيحية في خطر ويجب ان ندق ناقوس الخطر لانه يدق باب المسجد الاقصى
* لا يجوز لاحد ان يسكت وعلى الجميع ان يرفع الصوت وان نؤكد على القيمة الحضارية للقدس
* يجب وقف كل الدعوات للتنسيق والتطبيع مع العدو واي خطوة باتجاه التطبيع هي جريمة بحق القدس
طهران – كيهان العربي:- قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إنه يجب إدراك المخاطر المترتبة على القرار الاميركي بنقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة سيشكل لنا جميعا حافزا للحركة وتحمل المسؤولية وعدم الإصغاء للاصوات التي ستصدر في الايام المقبلة والتي ستقول إن ما حصل ليس له اهمية ولا قيمة له اي تهوين خطورة هذا القرار، وشدد على ان القرار الاميركي هو عدوان سافر على مقدسات فلسطين والامة ونحن امام ظلم واستعلاء اميركي قل نظيره مما يرتب على الجميع مسؤوليات المواجهة”.
واكد السيد نصر الله في كلمة متلفزة مساء الخميس ان قادة الكيان الصهيوني لا يحترمون القرارات الدولية ولا يحترمون المواثيق والاتفاقيات الدولية، وتابع حتى ان الصهاينة لا يحترمون الاتفاقيات التي وقعوها هم ولا يحترمون حتى الارادة الدولية ولا ما تقوله الدول العربية والاوروبية وروسيا او الصين او اميركا اللاتينية وبشكل اساسي ما يهم الصهاينة هو ما تريده اميركا.
ولفت الى انه في العقود المتعاقبة كان العدو الصهيوني يهدف لتهويد القدس وكانت الادارات الاميركية المتعاقبة تحت عنوان انها تشرف على المفاوضات وغيرها من العناوين، كانت تسمح بحدود واحيانا تمنع الخطوات الاسرائيلية في القدس، ومن ضمن ذلك مسألة الاستيطان وتهجير المقدسيين وغيرها من الخطوات الاسرائيلية”، وتابع "الموقف الاميركي كان يشكل حاجزا او مانعا بشكل او باخر امام الاندفاعة الاسرائيلية لتنفيذ كامل البرنامج الاسرائيلي في القدس، واضاف من هنا يمكننا فهم خطورة القرار الاميركي الجديد فترامب قال للصهاينة كل القدس لكم وهذه عاصمتكم وتخضع لسيادتكم، واوضح ان الحاجز الاميركي التكتيكي المرتبط بالدبلوماسية والعلاقة بين الدول سقط بالامس بالضربة القاضية وبعد الموقف الاميركي لم يعد هناك حواجز امام الصهاينة.
وسأل السيد نصر الله السكان الاصليون في القدس ما هو مصيرهم بعد قرار ترامب ؟ هل تُفرض عليهم الجنسية الاسرائيلية ام سيتم تهجيرهم؟ واذا كان ذلك ممنوعا سابقا هل هو مسموح اليوم؟، وتابع ما هو مصير املاك الفلسطينيين في القدس؟ بيوتهم واراضيهم وكل املاكهم هل ستصادر، هل ستهدم؟، ولفت الى ان الاسرائيلي بعد القرار الاميركي سيتصرف بسيادة كاملة في القدس.
وقال في السابق اذا كان يتم بناء مستوطنة صهيونية في القدس كان هناك من يرفع الصوت والاميركي يقول للاسرائيلي توقف او ما شاكل، اما اليوم سوف نجد هجمة استيطانية كبيرة في القدس وستتجه القدس نحو الضفة الغربية تحت عنوان القدس الكبرى، وتابع أي ان ما قام الصهاينة خلال عقود سيقومون به خلال فترة وجيزة وهم بالتالي احرار بفعل ما يشاؤون وهناك اصوات تتعالى لاعادة بناء الهيكل، ولفت الى انه بعد القرار الاميركي فإن المقدسات الاسلامية والمسيحية في خطر ويجب ان ندق ناقوس الخطر لان الخطر اليوم يدق باب المسجد الاقصى وكل شيء ممكن ان يحصل بهذا المسجد المبارك.
ونبه نصر الله ان مصير القضية الفلسطينية برمتها في خطر لان القدس هي مركز ومحور القضية الفلسطينية وعندما يتم اخراجها من هذه القضية ماذا بقي منها؟، وتابع اليوم ترامب يقول للعالم لم يعد هناك قضية فلسطينية وانما هناك بعض الفلسطينيين موجودون في الداخل والبعض في الخارج ويجب ان نجد لهم حلا في مكان ما، واضاف بالنسبة لاميركا جوهر القضية الفلسطينية انتهى امس وهذا برسم من يؤمن بالتسوية والمفاوضات.
وأشار الى ان جميع الفلسطينيين على اختلافهم يجتمعون ان عاصمة دولتهم الفلسطينية يجب ان تكون القدس الشرقية فاذا كان الاميركي هو الراعي والضامن للاتفاقات يقول ان القدس خارج المفاوضات فهذا موضوعا غير قابل للنقاش، واضاف الاميركي يقول اذا اردتم المفاوضات نتكلمبامور اخرى والبعض تحدث بالامس ان ترامب أطلق الرصاصاة الاخيرة على هذا العملية.
ودعا نصر الله الجميع لمواجهة قرار ترامب على امتداد العالم وفي العالمين العربي والإسلامي اتخاذ الموقف الرافض لهذا القرار وهذا أقل الواجب من أجل القدس، وتابع لا يجوز لاحد ان يسكت وعلى الجميع ان يرفع الصوت وان نؤكد على القيمة الحضارية للقدس واقامة التظاهرات والاعتصامات، اضاف من قال ان كل التظاهرات التي ستخرج لن يكون لها رسالة قوية.
واشار الى ان الدول العربية والاسلامية يمكنها استدعاء السفراء الاميركيين في كل العواصم العربية والاسلامية وابلاغهم احتجاجات رسمية لوزارة الخارجية الاميركية وابلغ السفراء ان ترامب ارتكب انتهاكات خطيرة ووضع المنطقة امام مرحلة خطيرة، وأكد ان كلنا مسؤولون ان لا نسكت عما يحصل وكل خطوة يمكن القيام بها تنفع وان لم تكن حاسمة، وشدد على انه يجب الضغط على الاميركيين لانهم يسعون الى التسويات لكن ان كنت قوي لذلك يجب ممارسة الضغوط لسحب القرار وايضا الضغط على الكيان الاسرائيلي كي لا يندفع في تنفيذ خطوات بما يتعلق بالاستيطان وغيره”، وتابع "نامل ان يتم قطع العلاقات مع واشنطن.
وقال نصر الله، ترامب قال ان هذا القرار من مصلحة "اسرائيل" لذلك يجب الاثبات له انه ضد مصلحة "اسرائيل”، واضاف يجب القيام بكل الضغوط الممكنة ومنها وقف الاتصالات والعلاقات مع "اسرائيل" علنا او سرا وطرد السفراء لان هذه القدس وهي اخر الخط، وشدد على ضرورة وقف كل الدعوات للتنسيق والتطبيع مع العدو واي خطوة باتجاه التطبيع هي جريمة بحق القدس، وتابع يجب بقرارات المقاطعة التامة واعلان فلسطيني عربي لترك المفاوضات حتى العودة عن هذا القرار، واوضح نحن لا نؤمن بهذا الطريق ولكن نتحدث بالخيارات المتاحة لمن يؤمن بها، وأكد انه يجب على الفلسطينيين والعرب التراجع عن خيار المفاوضات.
وتابع، يجب المطالبة بعقد قمة عربية (ستجتمع اليوم) وقمة اسلامية والاقتراح عليهما اصدار قرار واضح وملزم لجميع الدول العربية والاسلامية بأن القدس عاصمة لدولة فلسطين وغير قابلة للتفاوض، ولفت الى اهمية الدعوة لانتفاضة فلسطينية جديدة كأهم واخطر رد على القرار الاميركي وان يقدم العالم العربي والاسلامي كامل الدعم المالي والسياسي الاعلامي والتسليحي والعسكري للشعب الفلسطيني اذا ما قرر اطلاق الانتفاضة الجديدة، ورأى ان كل ذلك يمكن ان يجعل ترامب يعيد النظر ويندم.