kayhan.ir

رمز الخبر: 67718
تأريخ النشر : 2017December06 - 22:00

الادارة الاميركية وانشغالها الجدي بتغيير بن سلمان


وفقا للحسابات العادية التي تربط الانظمة في العالم بمواقفها المعروفة وسياساتها الخاصة يمكن ان نستنتج ان تداعيات اي موقف او خطوة عملية تقوم بها ينعكس على جميعها فكيف اذا كانت هذه العلاقات استراتيجية ومصيرية كما هو الحال بين النظام السعودي والغرب وفي مقدمته اميركا، لذلك ما اقدمت عليها السعودية وخاصة في العهد السلماني من عدوان وجرائم وحشية وفظيعة وانتهاكات انسانية من تجويع وحصار ضد اليمن لا يمكن للغرب ان يعفي نفسه عن ذلك وخاصة اميركا وبريطانيا وفرنسا وان هذه الدول وغيرها ممن دعمت الرياض شريكة في جرائمها ولا يمكن ن تتملص منها والمستقبل كفيل بان تجر هذا الدول يوما الى المحكمة الدولية لتحاسبها على مواقفها واعمالها من دعم تسليحي وسياسي واعلامي للنظام السعودي المعتدي.

وليس الامر يتوقف على دعمهم للنظام السعودي المستبد والعدواني في اليمن فما لعبته هذه الدولة في العراق وسوريا ولبنان من امور تخريبية لم تبخل في ارسالها للمال والسلاح والانتحاريين لهذه البلدان وتمزيقها وتدميرها لكن شاءت الارادة الالهية ان يستلم محور المقاومة زمام الامور ويمزق صفوف "داعش" وكل المجموعات التكفيرية التي تخرجت من مدرسة الوهابية لنظام سعود من "نصرة" وغيرها ويهزم المشروع الصهيواميركي- السعودي وينفضح آل سعود الذين انكشفوا على حقيقتهم وباتوا اليوم عبئا كبيرا على حماتهم الذين يفكرون جديا في معالجة هذا الموقف المحرج الذي يكفلهم كثيرا اذا ما استمر بن سلمان في مواصلة خطواته المتهورة وحماقاته المتكررة التي باءت جميعا بالفشل.

ان آخر ورقة لعبها بن سلمان كانت ورقة علي عبدالله صالح التي احترقت بشكل مباغت وسريع صدم فيها هو وحماته لانهم كانوا يعولون عليها.

ان الارباك والتخبط والموقف المحرج لبن سلمان دفعه ليلعب بورقة علي عبد الله صالح مبكرا عسى ان يتخلص من ورطته القاتلة لكنه اخطأ الحسابات وكانت نهايتها المأساوية ضربة قاصمة له ولحماته الذين هم اكثر حماقة منه عندما فتحوا حسابات وهمية لقدرة صالح ومكانته بين الشعب اليمني الذي ثار عليه واطاح به لكن عندما بدأ العدوان السعودي استغل هذا الحادث وحاول ان يستعيد بعضا من شعبيته عبر وقوفه ضد العدوان ويتحالف مع انصار الله دون اتفاق مكتوب بينهما لان الرجل غير مبدئي ولايمكن الوثوق به وظل على هذا الموقف طيلة هذه السنوات لكن فجأة ينقلب على موقفه الذي صدم الشعب اليمني والشرفاء في حزبه حزب المؤتمر الشعبي ويصطف مع دول العدوان ليصف انصار الله بالزعران ويدعوا للانتفاضة عليهم ويقول كل مصائب من "اتبع ايران" وكأنه يبرء العدوان طيلة هذه السنوات وكما يقال الخير فيما وقع، فقد تخلص انصار الله والقوى المتحالفة من عنصر سيئ الصيت كان بين صفوفها وما اقدم عليه صالح بتحريض من السعودية والامارات وان كانت مؤامرة كبيرة كادت ان تفشل الثورة اليمنية وتصادر جهودها وتضحي بها وتدوس على دماء شهدائها وتعيدها الى مربعها الاول، الا انها انتهت لصالح الشعب اليمني وقواه الثورية وها هو اليمن اكثر تماسكا وقوة وصلابة لمواجهة العدوان السعودي والاماراتي والحاق الهزيمة به بعد نهاية صالح وغيابه نهائيا عن المسرح السياسي والحياة.

وعندما نقول ان اليمن بعد صالح اكثر قوة واستقرارا لا نبالغ في ذلك فالهدوء الذي تشهده صنعاء وبقية المدن وغياب اي رد فعل او عمليات انتقام من الموالين لصالح والتظاهرات الكبيرة التي شهدتها صنعاء امس الاول دون اية حادثة تأييدا لزعيم انصار الله عبدالملك الحوثي والثورة كل هذه الامور تؤكد ذلك وفي الطرف المقابل وضعت السعودية والامارات وحماتهم والغربيين في موقف في غاية الاحراج لتلافي الموقف قبل ان تنقلب الامور لذلك ووفق للتقارير المسربة ان الادارة الاميركية منهمكة في مشاوراتها لمعالجة الموضوع عبر ايجاد البديل للعائلة السلمانية من خلال ايصال احد ابناء آل سعود الى سدة العرش ووضع نهاية له بسبب المخاطر الكبيرة التي ستترتب عليه بوجود استمرار بن سلمان في الحكم.