الطاف الهية خفية
مما لا شك فيه ان الاعداء يقدمون في بعض الاوقات وفي الوقت الخطأ على حماقات غير محسوبة يحسبونها انها تخدمهم للوصول الى اهدافهم غير المشروعة للاستحواذ على مقدرات الشعوب مبكرا لكنهم يقعون في الفخ وتفشل خططهم متناسين ان مكرهم هذا يقابله مكر الله سبحانه تعالى الذي هو خير الماكرين تجاه من يريد ان يتلاعب بمصير الشعوب وهم لا يرعوون اي صغيرة او كبيرة في اقدامهم على جريمة مهما كانت مروعة وفتاكة وهذا ما يمارسه التحالف السعودي ـ الاماراتي في عدوانه على اليمن الذي سيدفع الثمن غاليا ويندم على ما فعله وقد يداهمه الهلاك ولن تسمح له حتى فرصة الندم.
وكما اسلفنا فان الاعداء يتحركون دائما في الوقت الخطأ وهذا ما قامت السعودية والامارات في اليمن بعد ان وصلتا عسكريا الى طريق مسدود ولم يحققا اي هدف من اهدافهما العدوانية ضد هذا البلد مما لجئا الى حياكة مؤامرة كانت تستهدف حاضر اليمن ومستقبله ومصادرة قراره عبر الايعاز الى الرئيس السابق علي عبدالله صالح لقيادة هذا التحرك بدءا باشعال فتنة داخلية للقيام بحرب اهلية تعصف بهذا البلد عسى ان يسعف العدوان السعودي ـ الاماراتي وينقذه من ورطته الهالكة لكن تصدي الدولة اليمنيه ومؤسساته الرسمية ووقفة ابناء الشعب والقبائل افشلت هذا التحرك المشؤوم في مهده.
ومنذ مدة فان حركة انصار الله تراقب تحركات صالح وجوقته المريبة حيث كانت الاموال والاسلحة تصل اليه من قوى العدوان اضافة الى تحوله المفاجئ الى الضفة الاخرى اي ضفة العدوان السعودي بعد ان حاول طيلة فترة العدوان ان يظهر بمظهر الداعم للشعب اليمني وقواه الثورية في التصدي للعدوان لكنه افتضح امره في الايام الاخيرة حيث تحول بشكل كامل الى جانب العدوان الظالم ويردد اعلامه وهذا ما فاجأ الشعب اليمني لكن هزيمة صالح واعوانه واقربائه والمنتفعين من اعضاء حزب المؤتمر الشعبي كان في الواقع هزيمة تاريخية لقوى العدوان السعودي الاماراتي الذي بنى احلامه الواهية على ذلك.
اننا نعتبر ما حدث بالامس في الساحة اليمنية من سحق للمؤامرة الكبيرة التي استهدفته من الالطاف الالهية الخفية على هذا الشعب الأبي الصامد الفقير بموارده والعظيم بارادته وشموخه لانه حاشا لله ولعدالته ان يترك مصير الشعوب للمستبدين والطغاة ان يجرموا الى مالا نهاية، وان هذا الشعب تخلص بذلك من مفخخ خطير وكبير كان بين صفوفه واصبح اليوم اكثر لحمة ووحدة وصمودا في مواجهة العدوان وهزيمته في اسرع وقت ممكن وذلك ليس ببعيد على الله.