kayhan.ir

رمز الخبر: 67452
تأريخ النشر : 2017December01 - 22:14

اميركا تراهن على تيار داخلي ملوث ليرتكب حماقة نيابة عنها!


حسين شريعتمداري

راهنت اميركا خلال السنوات الثلاثين ونيف الماضية على الاوراق التي تتحكم بها للايقاع بالجمهورية الاسلامية وتوصلت الى انها عاجزة عن ارتكاب اية حماقة، وها هي مترصدة لتيار داخلي حنيف للغرب، لربما تعتمدها لارتكاب حماقة ما. غافلة عن ان قوات التعبئة الشعبية التي اشبه ما تكون بمقاتلي رسول الله(ص) اثناء حرب (احد) مع اختلاف انهم لم يتركوا الساحة فارغة لخالد بن الوليد ليشن هجوماً من خلف المقاتلين الطامعين بالغنائم مما حول النصر الى هزيمة. الا ان قوات التعبئة اليوم لا يخطر ببالهم المنافع الشخصية وهم الدنيا وغمها.

ولست ادري من القائل ولكنه جميل ما قال من كلام حكيم " ان الله عنده الملائكة في السماء وفي الارض قوات التعبئة" وهي ترجمة ما تفضل به الامام الخميني(ره) بان "قوات التعبئة هم جيش الله المخلصون" مفتخراً بتقبيل ايديهم، وان حزب الله لبنان، وانصار الله في اليمن، والحشد الشعبي العراقي، والفاطميون من افغانستان، والزينبيون من سورية و... الذي ضيقوا الدنيا بما رحبت على تحالف اميركا واسرائيل وحلفائهم الاوروبيين والاقليميين مثل آل سعود والامارات وآل خليفة، هذه القوات المخلصة قد سلكت نهج قوات التعبئة الشعبية.

ورغم ما نعانيه من مشاكل هذه الايام وهي عادة اقتصادية ومنشؤها تقاعس بعض المتصدين الا ان الحقائق على الارض تعكس مدى خطورة الاوضاع. فاعداء الخارج واذنابهم في الداخل مصرون على بيان مدى تعقد الامور ويبالغوا في خطورتها ليبثوا التشاؤم في قلوب الشعب وفي النهاية تهيئة ارضية التساوم والخضوع امام مطالب الاعداء المعتدين الدمويين. فشبح الحرب هو انموذج واضح لهذه الحيل التي تحاك من خارج الحدود بذريعة ان الخيار العسكري مطروح على الطاولة، فيما يتخندق في الداخل تيار ملوث عديم الارادة لتعزيز هذا الخيار بانه اذا لم نخضع لمطالب اميركا في المفاوضات النووية فعلينا الاستعداد لحرب ضروس! واليوم باتوا يطرحون نفس الحيلة بخصوص قدرات بلدنا الصاروخية وان الذين يدعون ان الثورة الاسلامية قد ضعفت مع مرور الزمان، وينبغي الابتعاد عن الثورية، لابد ان نرد عليهم انه اذا كان الامر هكذا اذن فلماذا نشهد تعجيل الاحقاد والمؤامرات من قبل الاعداء في كل يوم؟! ومن الضروري تذكير هذا التيار الملوث في الداخل بكلام الامام الحكيم مخاطبا اميركا بانه اذا تقولون لم يحصل شيء ولا تتمتع الثورة باية منزلة، فلماذا كل هذا الصخب اذن؟! على سبيل المثال الم تحشد القوى الدولية والاقليمية جميع قواها لتملأ الساحة السورية ومعربدين بضرورة رحيل بشار الاسد! ونحن لوحدنا من كنا نقول بان الاسد باق. فألا يدل تصفية تنظيم داعش وداعمية من الاميركان والاوروبيين واسرائيل والعرب، وبقاء بشار الاسد في السلطة باننا القدرة الاقوى في المنطقة؟ كما ان من القاءات الاعداء لاجل بث الزعزعة داخل الشعب وزرع اليأس فيه هي في استخدام حيلة اظهار انصار الثورة والاسلام الثوري بانهم اقلية لاجل احباط المعنويات وللتخلي عن مطالبهم الثورية. ولذا استخدم العدو مجموعة من وسائل الاعلام الضخمة في الخارج والبعض في الداخل. من هنا صار لزاماً لردع هكذا مخططات لابد من التذكير بنجاحات النظام الملفتة للنظر خلال اربعة عقود الماضية ومن جهة اخرى تعزيز الحضور الميداني ليس فقط في المناسبات مثل "22 بهمن" و "9 دي" و "يوم القدس" ومسيرات الاربعين وايام عزاء سيد الشهداء عليه السلام، كي نعكس النصرة الكبيرة للشعب قبال حقارة المتأثرين بالغرب من تيارات ملوثة. ولذا ينبغي رفع لوائنا عالياً في جميع الاحوال، وان نعلن رؤيتنا الثورية بصوت جهور.

وغير مستبعد تعليل التوصية الاجهار بالصلاة على محمد وآل محمد لتطهير الباطن من النفاق، انه حين نرفع اصواتنا بالصلوات بمثابة رفع يافطة هويتنا وبذلك نضيق الخناق على النفاق. فاميركا قد مارست خلال العقود الماضية جميع اجنداتها ضد الجمهورية الاسلامية وتوصلت الى نتيجة مفادها انها عاجزة عن ارتكاب اية حماقة, وها هي ترقب منذ عدة سنوات ثمرة دعمها العلني والسري لتيار داخلي مشبوه يعشق الغرب، لربما تتمكن من فعل حماقة ما. وليس من الصعب التعرف على هذا التيار، فمن السهل تمييز هذا التيار بمقارنة سيرها مع النهج الاصلي للثورة وخارطة طريق النظام الاسلامي. فهذا التيار يزوق وجه اميركا ويحض على المساومة بدل المقاومة، والخنوع امام مطالب الاعداء، ويغفل عن مشاكل الناس الاساسية ليسلط الاضواء على الامور الجانبية.

وحين نلقي نظره على الصحف التي تدعي الاصلاحات ودعمها للحكومة، فبدل ان تطرح استفسارات الشعب الضرورية والتطرق الى امور كالبطالة والعجز وافلاس المراكز ومصانع الانتاج، والى المرتبات الفلكية، وخلو خطة العمل المشترك من المكاسب، نشهد حشد صفحاتها الاولى بالاعتراض على امتناع البطل المصارع "علي رضا كريمي " من منافسة المصارع الاسرائيلي، مستشكلين على اقدام هذا البطل، من غير ان يلتفتوا الى ان النظام الصهيوني هو قاتل آلاف النساء والاطفال الفلسطينيين، وليس بعيدا تصريح وزير الحرب الصهيوني السابق "موشي يعلون" حين اعلنها بوقاحة منقطعة النظير بانه يفتخر بتفوقه اقرانه بقتل العرب والفلسطينيين، وكذلك ما اعلنه قبل ايام زعماء هذا النظام الاجرامي من التخطيط لاغتيال اللواء قاسم سليماني. وهنا يتحتم طرح تساؤل على هذه الثلة في الداخل، الا تعتبرون اللواء سليماني بطلاً وطنياً؟ وهل ان ذبح الاطفال الفلسطينيين المظلومين لا يثير ما في مشاعركم، الستم حتى ايرانيين؟ وعندما كنتم ترفعون شعار "لا غزة ولا لبنان، روحي فدا الايران" عن اي ايران كنتم تتحدثون؟!