وانقض مجلس ضرار على نفسه
مهدي منصوري
أريد لمجلس التعاون لدول الخليج الفارسي وفي بداية تأسيسه على يد اميركا وبريطانيا وكما هو مخطط له ان يكون هذا التجمع الخليجي رأس حربة في مواجهة ايران، والمتابع لكل الاجتماعات التي عقدت وعلى أي مستوى وزاري او قمة الا ويصدر البيان الختامي بالتهجم على ايران والمقاومة الاسلامية ونبش بعض القضايا المسكوت عنها لخلق اجواء من الحقد والعداء بين شعوب هذه الدول والشعب الايراني.
وواضح جدا ان هذا التجمع قد اصابه التصدع ومنذ فترة ليست بالقصيرة لانه لم يستطع اعضاؤه الاتفاق على عدة مشاريع منها السوق الخليجية المشتركة وتحويله من مجلس للتعاون الى الاتحاد وغيرها من المشاريع الاخرى وذلك بسبب حالة التخوف الذي انتابت بعض الدول الخليجية كعمان والكويت من ان السعودية تسعى ومن خلال هذه المشاريع الى قيادة المجلس وفرض هيمنتها لكي تتصرف فيه حسب مقتضيات مصالحها ورؤاها السياسية.
وقد جاءت اخيرا الازمة القطرية القاصمة اذ كشفت هشاشة هذا التجمع بحيث صدرت بالامس التحذيرات المخيفة من قبل أمير الكويت من انه اذا بقيت الاوضاع على ما هي عليه بين قطر و بعض الدول الخليجية وعدم الوصول الى حل فان انهيار مجلس التعاون قد يكون على الابواب.
وطبيعي جدا ان يصل الامر بهذا المجلس الى حالة الموت لان الاوضاع في المنطقة اليوم اخذت تسير بمنحى يختلف جملة وتفصيلا عما كان عليها عند تأسيسه خاصة وان محور المقاومة الذي اريد له ان ينهار او يضمحل من خلال المؤامرات والمشاريع التي اعدت من قبل اميركا والصهاينة لذلك، قد باءت بالفشل وان هذا المحور قد وقف على يديه شامخا خاصة بعد طرد الارهاب الذي كان آخر معول بيد اعداء هذا المحور للوصول الى اهدافهم المشؤومة.
واللافت في الامر ايضا ان هذه الانتصارات الكبيرة ليس فقط القت بظلالها على دول مجلس التعاون، بل وصلت ارتداداتها الى مركز الشيطان الاكبر اميركا والتي اخذت تصدر التصريحات من قبل صناع القرار الاميركي من ان اميركا قد بدأت في مرحلة الافول في المنطقة وهو ما صرح به بالامس المتطرف السيناتور الجمهوري جون ماكين بالاضافة الى التقارير التي صدرت من مراكز القرار الاميركي اخيرا، وبعد ان كتب على الارهابيين الانهيار في كل من سوريا والعراق وغيرها من الدول.
واخيرا فان مجلس ضرار الاميركي وبعد تحذيرات امير الكويت المؤلمة قد لايكتب له الحياة خاصة ان حالة التباعد بين دولة اصبحت حاكمة وغالبة على حالة التعاون، ولو فرضنا جدلا ان واشنطن استطاعت ان تعيد ترتيب البيت الخليجي، الا انه تبقى عدم الثقة والاطمئنان هي اللغة الحاكمة بين مشيخاته.