الصحف الأجنبية: الكونغرس يطالب بتقييد قدرة ترامب على شن الحروب في الخارج
انتقدت صحف أميركية بارزة أداء الكونغرس في موضوع التفويض الممنوح للرئيس الأميركي دونالد ترامب حول شن الحروب والعمل العسكري في الخارج، إذ شددت على ضرروة أن يكثف الكونغرس دوره من أجل تقليص هذا التفويض والنظر فيما إذا كان الانتشار العسكري الاميركي حول العالم أمراً مطلوباً.
ودعت صحف أميركية أخرى إدارة ترامب الى مواجهة إيران في كل من سوريا والعراق، معتبرةً أن المؤشرات حتى الآن لا تفيد أن واشنطن تنوي التصدي لما أسمته "التهديد الذي تشكله إيران لـ "إسرائيل" في سوريا".
في غضون ذلك، رأت مواقع غربية بارزة أن سياسة العداء المطلق لإيران لن تخدم المصالح الاميركية في العراق، وكشفت الصحف عن مصادر مطلعة أنه تم توسيع مهام وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لتشمل محاربة "حركة طالبان".
*على الكونغرس أن يعزز دوره في تقليص قدرة ترامب على شن الحروب
كتب مجلس تحرير صحيفة "نيويورك تامز" مقالة أشار فيها الى أن الولايات المتحدة تخوض الحروب منذ أحداث الحادي عشر من أيلول، وهناك ما يزيد عن 240,000 جندي أميركي بين من يقوم بمهام عسكرية وقوات احتياط في 172 دولة على الاقل.
وأضافت الصحيفة "إن القوات الأميركية تنشط في النزاعات التي تدور في أفغانستان والعراق وروسيا واليمن، وفي دول أفريقية مثل الصومال والنيجر، والاردن وتايلاند".
ولفتت الصحيفة الى أن العمليات العسكرية تتوسع حول القارة الافريقية، وهناك 400 عنصر من القوات الخاصة الأميركية في الصومال، إضافة الى قرابة 800 جندي أميركي في النيجر، لافتة الى أن أربعة جنود أميركيين قتلوا في النيجر بتاريخ الرابع من تشرين الاول/أكتوبر الجاري.
وقالت "نيويورك تامز" "إن السؤال الكبير الذي يُطرح هو ما اذا كان الشعب الأميركي سيؤيد أي تدخلات عسكرية أميركية في دول مثل كوريا الشمالية وإيران، وذلك في ظل التهديدات التي يوجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى هذه الدول، والتي وصفتها الصحيفة بأنها تهديدات "متهورة"".
كما شددت الصحيفة على ضرورة التفكير ملياً حول مدى ضرورة الانتشار العسكري الاميركي في العالم، والى متى سيستمر ذلك وما اذا كان هناك استراتيجية تتخطى "مجرد قتل الارهابيين"، بحسب تعبير الصحيفة.
وانتقدت الصحيفة "الكونغرس"، مشيرةً الى أنّه" لم يخصص الوقت الكافي للنظر في هذا الموضوع على نحو شامل أو للنظر في الأسباب التي تتطلب الانتشار العسكري".
وقالت كذلك "إنّ ترامب وكما سلفه يصر على أنّ القانون الذي تم تمريره بالكونغرس بعد أحداث الحادي عشر من أيلول لإعطاء الرئيس تفويضاً بالحرب على "القاعدة" هو كاف" وفق تعبيرها.
وشددت الصحيفة على أنّ "هذا القانون ليس كافيًا لتبرير شن الحروب"، ولفتت الى أن "رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ "Bob Corker" قد وافق على عقد جلسة استماع حول موضوع التفويض الممنوح للرئيس في ملف الحرب وإرسال القوات الأميركية الى الخارج بتاريخ الثلاثين من تشرين الاول/اكتوبر الجاري، وذلك بعد حادثة مقتل الجنود الأميركيين في النيجر.
وأشارت الصحيفة الى أنّ "الجيش الأميركي لا يمثل السبيل الوحيد لبقاء أميركا في مأمن، بل العمل الدبلوماسي الشاق ومشاركة أميركا في المنظمات الدولية ايضاً تبقي أميركا في مأمن"، بحسب تعبير الصحيفة.
*توسيع مهام "الـCIA" في أفغانستان لتشمل ضرب "طالبان"
صحيفة "نيويورك تايمز" أيضاً نشرت تقريراً كشفت فيه نقلاً عن مسؤولين أميركيين اثنين كبار أن وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "الـCIA" بصدد توسيع عملياتها السرية في أفغانستان، حيث تقوم بإرسال فرق صغيرة من الضباط ذات الخبرة الطويلة، إضافة الى المقاولين مع القوات الأفغانية لملاحقة وقتل مسلحي حركة "طالبان".
وشدّد التقرير على أنّ" هذا التطور هو آخر المؤشرات التي تبين الدور المحوري المتنامي لدى "الـ CIA" في استراتيجية ترامب لما يسمى "محاربة الإرهاب" وفق تعبيره.
كما لفت الى أن" هذا التطور يمثل تحولا في مهام "الـ CIA" في أفغانستان، اذ كانت تركز بشكل أساس على هزيمة "القاعدة" ومساعدة أجهزة الأمن الأفغانية"، مضيفاً "إن "الـCIA" دائماً ما كانت تعارض الحملات مفتوحة الأمد ضد "طالبان" وتعتبر أنّ هذه الحملات مضيعة للوقت والموارد وستضع الضباط الاستخباراتيين الأميركيين في خطر أكبر".
واشار التقرير الى أن" توسيع مهمة "الـCIA" في أفغانستان يعكس الدور الاكبر الذي تلعبه وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية تحت قيادة مديرها الجديد المدعو "Mike Pompeo" في إطار "محاربة المتمردين حول العالم"، بحسب تعبير التقرير.
وتابع أن" "الـCIA" تستعد لتوسيع استخدام طائرات من دون طيار لضرب أهداف في أفغانستان، وذلك بعد ما كان هذا الاسلوب يعتمد بشكل أساس في المناطق القبلية في باكستان، الى جانب ضربات كانت تشن "بين الحين والآخر" في سوريا واليمن".
*مطالبة إدارة ترامب بالتصعيد ضد إيران خدمة لكيان العدو
من جهته، مجلس تحرير صحيفة "واشنطن بوست" نشر مقالة قال فيها "إن هزيمة تنظيم "داعش" الارهابي يحمل معه تحديات معقدة للولايات المتحدة في العراق وسوريا، إذ إن إيران وروسيا تعززان تواجدهما العسكري ونفوذهما بهذه الدول "على حساب حلفاء الولايات المتحدة"".
ورأت الصحيفة "لا يبدو أن هناك استراتيجية أميركية واضحة للتصدي لهذا التطور (تعزيز موقع ايران وروسيا في سوريا والعراق)"، مضيفةً "إن ادارة ترامب وقفت على حياد بينما سيطر الجيش العراقي و"حلفاء ايران" على مدينة كركوك وحقول النفط القريبة، وذلك رغم كلام ترامب بأنه سيتصدى لإيران في المنطقة".
أما في سوريا، فقد قالت الصحيفة "يبدو أنّ واشنطن كانت راضية بالتنحي جانباً "بينما تعمل روسيا وإيران على إعادة سلطة حكومة الرئيس بشار الأسد"، وتعزيز موقعهم بهذا البلد"، على حد تعبير الصحيفة.
وتابعت "واشنطن بوست" أنه" وخلال معركة الرقة، قام التحالف الذي يتكون من روسيا وإيران والحكومة السورية باستعادة المناطق في سوريا التي تقع شرق نهر الفرات، مثل دير الزور والميادين"، لافتةً الى أن "هذا التحالف ينتصر في السباق للامساك بالأراضي الواقعة شرق سوريا، "بما في ذلك أهم حقول النفط في البلاد".
كما قالت الصحيفة "إن موسكو وطهران و"خلافاً لواشنطن"، تنويان الاستمرار بدعم حلفائهما بعد القضاء على "داعش""، معتبرةً أن موسكو نجحت في جر البلدان المجاورة لسوريا الى مشروعها، مشيرة بهذا السياق الى موافقة تركيا الشهر الفائت على صفقة من أجل انهاء القتال في محافظة إدلب.
وأضافت الصحيفة إن "إسرائيل" تُركت خارج "هذا النظام الجديد الناشئ"، فيما تجاهلت روسيا اعتراضات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو حول تعزيز موقع إيران في سوريا".
وتابعت الصحيفة "وبينما رحب نتنياهو بقيام ترامب بسحب الثقة من الاتفاق النووي مع ايران، الا انه لا تظهر أي مؤشرات تفيد بأن واشنطن تنوي التصدي لما أسمته الصحيفة التهديد الذي تشكله ايران لـ "إسرائيل" في سوريا".
كما قالت الصحيفة "إن كان ترامب يعتقد أن بإمكانه إخراج الولايات المتحدة من العراق وسوريا دون أن يضر "بالمصالح الاستراتيجية"، فبالتالي يكون قد كرر خطأ سلفه باراك أوباما"، بحسب قول الصحيفة.
وزعمت الصحيفة أنّ" عدم قيام الولايات المتحدة بالدفاع عن حلفائها أو بالعمل على "ترتيبات سياسية جديدة" لكل من العراق وسوريا سيؤدي الى المزيد من الحرب وصعود تهديدات إرهابية جديدة وفي النهاية الى ضرورة تدخل أميركي أكبر".