العبادي وملف الارهاب السعودي
مهدي منصوري
أثارت زيارة العبادي التنسيقية مع السعودية كما عبر عنها حفيظة العراقيين بحيث تركت تساؤلا كبيرا ومهما لديهم وهو هل ان العبادي وعند زيارته التنسيقية وخاصة بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات العراقية مدعومة بالحشد الشعبي، هل ضمت محفظته ملف الاجرام السعودي في العراق لكي يعرضه على حكام آل سعود؟، وهل يستعرض معهم هموم والام ومعاناة الكثير من العراقيين الذين طالتهم جرائم الارهاب السعودي المنظم والذين فقدوا فيها ابناءهم وطال التعويق الاعم الاغلب منهم وتهديم دورهم وتهجيرهم بالاضافة الى المعاناة الكبيرة التي يعانيها عوائل المعتقلين من ابنائهم في السجون السعودية والتي لم يعرف مصيرهم لهذه اللحظة؟، وطبيعي جدا وقبل أي تنسيق مع حكومة بني سعود لابد ان تصفر كل ملفات الاجرام السعودي بحق العراقيين الذين هم ابناء شعبه، والا فان الاغماض عنه ومن قبل اكبر مسؤول عراقي تنفيذي مسألة تحتاج الى اعادة نظر.
وواضح للجميع ان السعودية ومنذ سقوط المقبور صدام ولهذه الساعة تحاول وتبذل أقصى مايمكنها من جهد من اجل الغاء العملية السياسية القائمة والتي تعتبرها لا تتلاءم ولاتنسجم مع توجهاتها الطائفية الحاقدة، ولذلك فانها جندت وبذلت الاموال الطائلة واستخدمت الماكنة الاعلامية الكبيرة وغيرها من الوسائل والاساليب من اجل ذلك، "فما حدا مما بدا" ان تتناسى كل تلك الخطط الاجرامية وتغير من موقفها للتنسيق مع الحكومة العراقية؟.
بطبيعة الحال ان الانتصارات الكبيرة التي تحققت على الارض والذي كان آخرها اماتت الحلم الذي ساهمت فيه السعودية بشكل مباشر في توفير الارضية لاستقلال كردستان وبالتنسيق مع بارزاني خلال زيارة موفد الملك الارهابي السبهان الاخيرة لاربيل، بحيث وجدت ليس فقط السعودية بل كل المراهنين على تقسيم العراق ان البوصلة قد اتخذت مسارا آخر، فلذلك فأنهم وخوفا من ان لا يكون لهم نصيب في قابل ومستقبل العراق بادروا الى دعوة العبادي عسى ولعل ان يحققوا هدفهم المنشود من هذا الطريق بعد ان خسروه من خلال قتل وابادة وتدمير العراقيين بالارهاب المدعوم من قبلهم.
ولكن والذي لابد ان يعلمه حكام بني سعود بالدرجة الاولى ان الشعب العراقي قد شخص أعداءه ومنحهم درجات خاصة بهم، ولذلك لايمكن في يوم من الايام ان ينسى ان ابناءه الذين اريقت دماؤهم وتعوق الكثير منهم وتدمير ما تم تدمير من مدنهم بالمال والجهد السعودي، ولايمكن ان تمحى من ذاكرة العراقيين كل تلك الالام والمعاناة من خلال "مسح الچوخ" كما يقول الخليجيون، بل ان هناك استحقاقات كبيرة وعظيمة عليها ان تدفعها للشعب العراقي وان تكف يدها عن ارتكاب اي جريمة ضد هذا الشعب، وان لاتتدخل في شأنه الداخلي ومسيرته السياسية التي اختطها لنفسه، والا فان النقطة السوداء الداكنة للسياسة السعودية ضد العراقيين تبقى كما هي ولا يمكن ان تمحى من ذاكرتهم جيلا بعد آخر.