طهران: إعادة التفاوض في الاتفاق النووي أو إضافة ملحقات أمر غير ممكن اطلاقا
* عراقجي:اميركا لا تلتزم بتعهداتها وخرقت نص الاتفاق النووي وجميع خطابات ترامب تاتي ضد الاتفاق
*اميركا تزعم أن الآخرين ينقضون الاتفاق، وتجعل نفسها بديلا عن الوكالة الدولية متجاوزة كل الحدود
*الاتحاد الاوروبي: إيران عملت وفق نص خطة العمل المشترك تماما والاتفاق النووي مهم في نظام حظر الانتشار النووي الدولي
*روسيا: غير مستعدين للتفاوض على أي تعديلات و لا يوجد أي مبرر لفرض ترامب عقوبات جديدة على طهران
طهران-كيهان العربي:-أكد مساعد وزير الخارجية في الشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي، أن إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي أو إضافة ملحقات او مكملات له أمر غير ممكن مطلقا، مشيرا الى حالات نقض أميركا للاتفاق النووي.
وفي كلمته خلال الجلسة التخصصية بشأن الاتفاق النووي في مؤتمر حظر انتشار الاسلحة النووية في موسكو امس السبت، أكد عراقجي ان الاتفاق النووي لا يعد فقط انجازا للدبلوماسية في إطار التسوية السلمية للخلافات، بل إنه فتح صفحة جديدة ايضا في نظام حظر انتشار الاسلحة النووية.
وقال: ان من الميزات الهامة للاتفاق النووي إيجاد توازن بين ركنين أساسيين في الـ(ان.بي.تي) أي معاهدة "حظر انتشار الأسلحة النووية" و"الاستخدام السلمي للطاقة النووية". فهذا الاتفاق من جهة يمنح الطمأنينة بشأن الجوانب السلمية للبرنامج النووي الايراني، ومن جهة اخرى يحترم حق ايران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية ويضمن ممارسة هذا الحق.
وأضاف عراقجي: في الوقت الذي تؤيد فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية باستمرار إلتزام إيران بالاتفاق النووي، فإن الولايات المتحدة الاميركية لا تلتزم بتعهداتها تجاه هذا الاتفاق وتخرق نص الاتفاق النووي وروحه بشكل سافر في حالات عديدة.
ولفت مساعد وزير الخارجية الى أمثلة من حالات نقض اميركا وانتهاكها للاتفاق النووي، وأكد ان اكبر حالة لنقض الاتفاق مرتبطة بعدم التزام اميركا بالبنود 26 و28 و29 من الاتفاق النووي. فقد تعهدت اميركا بناء على هذه البنود ان تنفذ الاتفاق النووي بحسن نية وفي أجواء ايجابية، وان تتجنب اي إجراء يؤدي الى المساس بانتفاع ايران من رفع الحظر. وخاصة ان اميركا مكلفة بالتزام هذه المبادئ في التصريحات العامة لمسؤوليها والتي لم تنفذها حتى الآن.
وتابع: في الحقيقة فإن جميع خطابات ترامب تاتي ضد الاتفاق النووي، بما في ذلك خطابه أمام الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة وبحضور المئات من زعماء ومسؤولي الدول الاعضاء بمنظمة الأمم المتحدة، وتعد نقضا سافرا لمحتوى الاتفاق النووي. فهذه الانتهاكات تؤدي الى خلق أجواء غامضة وزعزعة الثقة بشأن الاتفاق النووي، وتجعل الجهات الاقتصادية العالمية مترددة في التعامل مع ايران.
وأكمل: من البديهي أن استمرار هكذا أجواء مخربة حول إيران والاتفاق النووي والذي أدى الى انحسار مصالح ايران، أمر مرفوض وبلا شك سيؤدي الى بعض التبعات.
واستطرد عراقجي قائلا في كلمته: في الوقت الذي تنتهك أميركا فيه الاتفاق النووي، فإنها تزعم أن الآخرين ينقضون الاتفاق، وتجعل نفسها بديلا عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متجاوزة كل الحدود. ومن البديهي لا يمكن لهذه الوتيرة ان تستمر، فعلى اميركا ان تتحمل مسؤولية اي تبعات لإجرائها هذا.
وفي ختام كلمته، قال مساعد وزير الخارجية في الشؤون القانونية والدولية: أقول بكل وضوح وصراحة، لا توجد أي إمكانية لإعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي أو إضافة ملحقات ومكملات الى الاتفاق.
هذا وأكد ممثلون عن40 دولة شاركوا في مؤتمر موسكو حول حظر الانتشار النووي على ضرورة دعم الإتفاق النووي كما اعتبرت ممثلة الإتحاد الأوروبي 'هيلغا اشميت' ان الحفاظ على هذه المعاهدة 'ضروري'.
و خلال مؤتمر حظر الانتشار النووي الذي عقد في موسكو ، قالت هيلغا اشميت سكرتيرة الجهاز التنفيذي الخارجي بالاتحاد الاوروبي (EEAS) 'إننا ندافع للحفاظ على الإتفاق النووي، وإن إيران قد عملت وفق ما ينص عليه الإتفاق تماما ولهذا، من الضروري الحفاظ على هذا الإتفاق'.
مساعدة وزير الخارجية الأميركي السابق 'ويندي شيرمان' هي الاخرى صرحت خلال إجتماع موسكو لنزع السلاح النووي، 'إن ثلثي الأميركان وكذلك مجموعة من الجمهوريين، يدعمون الإتفاق النووي'.
ومدير المركز الروسي للطاقة والأمن 'أنطون خلوبكوف' مستضيف الدورة الرابعة لـ' مؤتمر موسكو حول حظر الانتشار النووي' قال، ' لو لم نتمكن من التوصل الى الإتفاق النووي، لكانت المفاوضات جارية لحد الآن'.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، امس السبت إنه لا يوجد أي مبرر لفرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عقوبات جديدة على طهران.
وأشار ريابكوف إلى أن واشنطن لم تقدم أي إعلان رسمي، حول الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، مضيفا ' لكن تصريحات الرئيس الأمريكي طرحت الكثير من الأمور'.
وتابع نائب وزير الخارجية 'نتفهم أنه لم يكن هناك أي إعلان رسمي عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، لكن مطالب الرئيس ترامب طرحت الكثير من التساؤلات'.
ومضى بقوله 'حان الوقت للتشاور والتحليل والنظر في مختلف الخيارات'.
وقال ريابكوف إن روسيا مستمرة في الوفاء بالتزاماتها في الاتفاق النووي الإيراني، وغير مستعدة للتفاوض على أي تعديلات بالاتفاق خاصة وأن طهران ملتزمة في تنفيذ كافة التزاماتها.
ووصف طرح ترامب لاحتمالية خروجه من الاتفاق النووي مع طهران، بأنه يؤكد على أن واشنطن تتعامل مع قضايا أمنية دولية بنفس طريقة تعاملها مع القضايا المحلية الأمريكية.
وطالب ريابكوف الإدارة الأمريكية بضرورة ألا تنسى التزاماتها تجاه الأمن الإقليمي والدولي، بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي.
وقال أيضا إن فشل الاتفاق النووي الإيراني، سيكون بمثابة فشل لكل سياسات 'الحد من انتشار الأسلحة النووية' في كل العالم.
من جهتها اكدت منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي فيدريكا موغريني ووزيرة خارجية كوريا الجنوبية اهمية الاتفاق النووي لنظام حظر الانتشار النووي الدولي.
واصدر قسم العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي بيانا اعلن فيه بان موغريني ووزيرة خارجية كوريا الجنوبية 'كانغ كينوغ وا' اجتمعتا في بروكسل وتباحثتا بشان العلاقات الثنائية وقضيتي كوريا الشمالية والاتفاق النووي.
وبناء على البيان فان موغريني ووزيرة خارجية كوريا الجنوبية تباحثتا في اللقاء حول الاتفاق النووي مع ايران وتاثيراتها بشان القضية النووية لكوريا الشمالية.
واكدت منسقة السياسة الخارجية للاتفاق النووي ووزيرة خارجية كوريا الجنوبية اهمية الاتفاق النووي في نظام حظر الانتشار النووي الدولي.
و شارك في المؤتمر الدولي الرابع لحظر انتشار الأسلحة النووية أكثر من 200 باحث وعالم ودبلوماسي وخبير حكومي من 40 دولة ومنظمة أممية.
وجرى خلال المؤتمر بحث الوضع الآني لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وآفاق المؤتمر الاستعراضي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية عام 2020. وناقش المشاركون في المؤتمر أيضا التدابير الرامية إلى نزع فتيل الأزمة النووية في شبه الجزيرة الكورية.