kayhan.ir

رمز الخبر: 65205
تأريخ النشر : 2017October20 - 20:13

عون والأسد.. تنسيق..تعاون ومُوفدون:


رضوان الذيب

القيادة السورية مرتاحة لعمل ودور الرئيس ميشال عون، ولديها كل الثقة بادائه وحرصه وحفاظه على العلاقة معها وتطويرها، وتتفهم ظروفه. واهلاً وسهلاً به ساعة يشاء الى سوريا،ومرتاحة ايضاً للكلام الاخير الصادر عن وزير الخارجية جبران باسيل عن سوريا الشقيقة، ومواقفه في نيويورك خلال الاجتماعات العلنية والمقفلة، حسب مصادر سورية لا تضع على الرئيس عون اي شروط، حتى الزيارة ليست شرطاً، وادائه موضع «راحة مطلقة» والرئيس الاسد اول من قدم التهاني للرئيس عون بانتخابه رئيساً للجمهورية، وسوريا مرتاحة بوجود الرئيس عون «لخاصرتها اللبنانية» القوية والمتينة والتي زادت مناعة بعد معارك الجرود وتنظيف الحدود اللبنانية -السورية من الارهابيين .

وحسب المصادر، الرئيس ميشال عون ومنذ وصوله الى سدة الرئاسة وقبلها حريص على سوريا واستقرارها ووحدتها وانتصارات جيشها والمقاومة ضد الارهابيين، وهناك تنسيق وتواصل بين الرئيسين لم يعد «مخفياً» على احد، فاللواء عباس ابراهيم موفد الدولة اللبنانية كلها الى دمشق وموفد ايضاً للرئيس ميشال عون، وتوجيهاته بشأن العلاقة مع سوريا، «يومية» كما هناك «مسالك» اخرى للعلاقة عبر الوزير بيار رفول قبل الرئاسة وبعدها.

وحسب المصادر، فان سوريا ستقدم كل التسهيلات للرئيس عون في ملف النازحين وغيره من الملفات، وما يقرره ستأخذ القيادة السورية والرئيس الاسد بنظرة بعبدا للحل. فالثقة كبيرة وشاملة بين الرئيسين عون والاسد وسماحة السيد حسن نصرالله، وهناك ارتياح متبادل للمواقف، وكل طرف ينام على «مخدته»، مرتاحاً ولديه كل الثقة بشريكه، والعلاقات ابعد من الزيارات والمناكفات والتعيينات والحرتقات، بل تحكمها النظرة الواحدة لتطورات المنطقة والانتصارات حالياً تأتي نتيجة النظرة الثاقبة لقراءة التطورات السياسية وحتمية الانتصار.

وحسب المصادر، هذه العلاقة الجيدة لا تعني تدخلاً من لبنان بامور سوريا، او سوريا بأمور لبنان، فالعلاقة بين البلدين لن تعود الى مرحلة ما قبل 2005 مطلقاً والضمانة الرئيسان والسيد نصرالله، وهذا الاطمئنان السوري لدور رئيس الجمهورية سيكون له اكبر الانعكاسات الايجابية على لبنان، فالرئيس عون هو من يقرر السياسة اللبنانية، وهو يقرر متى يزور دمشق؟ ولو ذهب الرئيس عون الى آخر «الكون» فسوريا لديها ملء الثقة بمواقفه وثوابته الوطنية والقومية التي تحمي لبنان. ولم تكن العلاقة اللبنانية - السورية بهذا الشكل من الاحترام المتبادل منذ الدخول السوري الى لبنان في العام 1976، والجميع يعرف كيف كانت تدار السياسات.

ويؤكد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي ان العلاقات بين الرئيسين ميشال عون وبشار الاسد جيدة، ووطيدة، ولم يعترِها اي توتر لا قبل سدة الرئاسة ولا بعد سدة الرئاسة. وهناك احترام متبادل وتواصل. وعن عدم قيام الرئيس ميشال عون بزيارة سوريا حتى الآن، قال السفير السوري: هذا الامر يعود للرئيس ميشال عون، وعندما يأتي الى سوريا يزور بلده، والرئيس عون مرحب به ساعة يشاء، وهو يقرر موعد الزيارة، والعلاقات اكثر من جيدة، وسوريا لديها كل الثقة بالرئيس عون ودوره.

وينفي السفير السوري ان يكون التواصل مع دمشق محصور امنيا فقط ويقول «هناك سفارتان قائمتان والتواصل دوري ودائم، وقيادات سياسية لبنانية تزور سوريا. وكذلك قيادات امنية، بالاضافة الى زيارات الوزراء مؤخراً ،والمطلوب تفعيل العلاقات بشكل افضل لصالح الشعبين.

ويثني السفير السوري علي عبد الكريم على دور مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، والعلاقات معه دائما جيدة، ويحسن اداء الدور الذي يقوم فيه، فاللواء ابراهيم مكلف من قبل رئاسة الجمهورية والحكومة بالتنسيق بمواضيع عديدة، وتعاوننا جيد ومثمر، واللواء ابراهيم له علاقات مع كل القيادات اللبنانية.

وعن ملف النازحين اكد ان حل هذا الملف مصلحة لسوريا وللبنان، ويجب ان يعالج بالحوار بين البلدين وبهدوء، والمطلوب ابتعاد البعض عن المقاربة الضيقة لهذا الملف، فهناك كلام غير مسؤول واعتراضات غير مفهومة ليست في مصلحة البلدين وحل قضية النازحين، «نحن لا نريد قتل الناطور» نحن نريد حل هذه القضية وان تطور العلاقة دون اي حسابات اخرى، وتبني ايجابيا بين بعضنا، فالعدو هو المربك حالياً وحلفاء العدو يتقهقرون وسوريا تريد عودة النازحين وهذا مصلحة للبنان.

وحسب مصادر متابعة لملف النازحين، فان اصرار الرئيس عون على وضع ملف النازحين على الطاولة والدعوة للحل والتأكيد بأن القيادة السورية مستعدة لاي اقتراح لبناني مرده الى معلومات روسية وصينية ودولية، بأن واشنطن والدول الاوروبية لن تسمح بعودة النازحين قبل الانتخابات السورية التي سيجري على أساسها الحل في سوريا، فالدول الاوروبية وواشنطن وحسب كل معلوماتهم، ان الرئيس الاسد سيفوز بأي انتخابات مقبلة وبنسبة كبيرة واذا عاد النازحون حاليا سترتفع النسبة وتتضاعف، وطالما النازح السوري خارج بلده وتحديداً في تركيا والاردن تستطيع القوى الدولية الضغط عليه للاقتراع ضد الرئيس الاسد، وهذا الاجراء يمكن تطبيقه في لبنان في بعض المناطق، وبالتالي لا عودة للنازحين في تركيا والاردن واي مكان في العالم وحتى من لبنان الى بلدهم قبل اجراء الانتخابات السورية لاعتقاد واشنطن ان اكثرية النازحين في دول الجوار ضد الرئيس الاسد وهؤلاء سيخلقون توازنا مع النظام بنسب معينة تسمح لهم «بحصة» في الحل السوري حسب احجامهم تحت سقف الرئيس بشار الاسد.

هكذا تنظر الدول الخارجية لموضوع النزوح السوري؟ ولا عودة حاليا الا بقرار جدي من الدولتين اللبنانية والسورية.