kayhan.ir

رمز الخبر: 64715
تأريخ النشر : 2017October10 - 21:24

ورد كيد السعوديين الى نحورهم


مهدي منصوري

نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريرا مطولا كشفت فيه واستنادا الى محاضرة القاها الرئيس السابق للمخابرات البريطانية الخارجية (M16) ريتشارد ديرلوف الاسبوع الماضي امام المعهد الملكي للخدمات المتحدة من ان السعودية ساعدت داعش في الاستيلاء على شمال العراق باعتبار ذلك جزءا من عملية اوسع لابادة الشيعة وتحويل حياتهم الى مايشبه حياة اليهود في ظل النازيين الالمان".

واوضح ديرلوف من انه "لاشك في ان تمويلا هائلا ومتواصلا لداعش من السعودية وقطر قد لعب دورا محوريا في استيلائها على المناطق السنية في العراق ومثل هذه الاشياء لا تحدث ببساطة ومن تلقاء نفسها والتعاون بين بعض الاطراف السنية في العراق و"داعش"، لم يكن ليحصل دون موافقة الممولين الخليجيين".

ما تقدم يوضح وبما لا يقبل النقاش ان حكومة بني سعود قد جندت كل طاقاتها وقدراتها من اجل تحقيق الهدف المنشود وهو قتل الشيعة اينما وجدوا، وقد حققت هذا الموضوع على الارض ليس فقط في العراق وسوريا، بل انها ارسلت قواتها الى البحرين وبهذا الهدف شنت عدوانها على اليمن ووضعت يدها في يد الكيان الصهيوني بتشجيعه على ضرب حزب الله في لبنان من خلال عدوانين غادرين، ومن الطبيعي فان هذا التصرف السعودي يدفعه تفكير عقائدي ظلامي أسود حاقد وضال يقوم على اعتبار الوهابية هي الدين الاسلامي الصحيح وماعداه فانهم زنادقة وكفرة، ولذا نجد ازدواجية التفكير السعودي هذا تتحقق في اعتبار من يقوم باي عمل داخل السعودية يعد ارهابيا الا انهم وفي الطرف المقابل يشجعون ويوجهون ويمولون هؤلاء الارهابيين على العمل في الخارج خاصة واذا كان الامر يتعلق بقتل الشيعة استنادا الى عقيدتهم الوهابية الحاقدة.

والملاحظ ايضا ان ما جاء في تصريحات المسؤول الاستخباري البريطاني قد تحققت على الارض خاصة في العراق وسوريا فقد تم تفجير المراقد المقدسة في سامراء والمزارات الشيعية والمساجد في مختلف المدن العراقية واستهداف المدنيين من الاطفال والنساء لا لسبب فقط لكونهم ينتمون لمذهب اهل البيت(ع).

ولكن وفي نهاية المطاف لابد من القول ان حكومة بني سعود ورغم كل ما بذلته من اموال واعتمدته من امكانيات هائلة، فانها رجعت "بخفي حنين" كما يقولون. لان ومن الملاحظ على الواقع ان كل هذه الاعمال الارهابية الحاقدة لم تثن ابناء الشعب العراقي او تفت في عضدهم او تجعلهم يستسلمون او يحققون الارادة السعودية الحاقدة، بل ان العكس هو الصحيح والذي مانراه ويراه العالم اجمع اليوم عيانا من ان التحول الكبير الذي احدثته فتوى المرجعية العليا في النجف الاشرف والتي كانت القاصمة للارهاب ولداعميهم لم تكن في حسبانهم بحيث ليس فقط الارهابيين في العراق بل حتى الذين ساندوهم داخليا من بعض الاطراف السنية والتي كانت حاضنة آمنة لهم قد وصلوا الى طريق مسدود حتى انقطع السبيل بالارهاربيين بحيث لم يدع لهم سوى القتل او الاستسلام، وأما الساسة الدواعش فان مدنهم ومحافظاتهم قد لفظتهم ولم يعد لهم اي مقبولية في الشارع السني. وبذلك يمكن القول ان كيد بني سعود الحاقد رد الى نحورهم وانهم اليوم يلعنون الساعة التي اقدموا فيها على هذا العمل، لانه ومن بقي من هؤلاء القتلة لابد ان يعود الى السعودية وانه سيشعل النار من تحت اقدام حكام بني سعود بحيث يجعل يومهم اسودا مظلما انتقاما منهم لمن ارسلهم الى الجحيم الدنيوي قبل الاخروي.