عباس وأمنية المفلسين
مهدي منصوري
الرئيس عباس المنتهية صلاحيته يرثى لحاله هذه الايام خاصة وانه واينما يضع قدمه نجده يتعثر وبصورة تجعله ينكفئ على نفسه وبصورة مأساوية ومحزنة.
وفي نظرة وعلى عجالة نجد ان عباس وسلطته قد واجهتهم الخيبة وبصورة افقدتهم موقعيتهم لدى الشعب الفلسطيني الذي لم ير فيهم سوى انهم موظفون يؤدون وظيفتهم وحسب ماتصدر لهم الاوامر من مرؤوسيهم في هذه الدولة وتلك. بل انهم وصلت فيهم الحالة من الذلة والخنوع انهم ينتظرون اوامر نتنياهو لكي يخرجوا من الضفة ويدخلوا اليها. وبهذه الحالة المزرية التي يعيشونها نجدهم يبحثون عن نصر صوري بحيث يعيد اليهم ماء وجههم الذي أريق على المعاهدات الخيانية مع الصهاينة ومنها اوسلو، وبنفس الوقت رجوعهم يخفي حنين من مباحثات السلام الماراثونية والتي لم يحصلوا منها سوى المزيد من ايغال الكيان الصهيوني في قمع الشعب الفلسطيني وزجه في السجون وتوسيع رقعة المستوطنات بحيث التهمت اغلب الارض الفلسطينية والانتهاكات الكبيرة للمسجد الاقصى وغيرها من الممارسات اللاانسانية واللااخلاقية التي يتبعها الصهاينة ضد ابناء الشعب الفلسطيني، وكأنه يتراءى للمتابع للشأن الفلسطيني ان عباس قد وقع على شيك ابيض ومفتوح للمجرمين الصهاينة لان يفعلوا مايشاؤون بشعبه بشرط يضمنون له البقاء في السلطة ولمدة اطول.
الا انه في الطرف المقابل فان الروح الجهادية التي تعتمل في نفوس الشباب الفلسطيني من خلال المواجهات اليومية المستمرة مع جنود العدو والتي اصبحت كابوسا جاثما على صدورهم ولايدرون كيف الخلاص منه، وكذلك تعاظم قدرة المقاومة الباسلة والتي اثبتت قدرتها على قهر جيش العدو وبصورة مخزية بحيث جعلته يفكر الف مرة ومرة قبل ان يقدم على أية حماقة ضدهم، خاصة بعد هزيمة الصهاينة في عدوانين غادرين، ويأتي اليوم رئيس السلطة العجوز وبفذلكة المصالحة ليعلن او يطالب بنزع سلاح المقاومة ظنا منه ان حلمه الذي كان يراوده ومنذ اكثر من عقدين من الزمان قد حان تحقيقه، ولكن غاب عن عباس وسلطته والداعمين له من الدول الرجعية العربية التي تريد ان تحافظ على امن اسرائيل قبل الشعب الفلسطيني، ان المقاومة الباسلة والتي تحقق الانتصارات النوعية وعلى رغم قلتها لايمكن ان تخضع في يوم من الايام لارادة المستسلمين والمنهزمين وعملاء نتنياهو والسيسي وسلمان وغيرهم، بل انها قد اعلنتها بالامس وبصراحة متناهية ولا تقبل النقاش وفي رد قاطع على تصريحات عباس الخيانية من انها لايمكن ان تنزع او تتخلى عن سلاحها الذي يضمن لها عزتها وقدرتها على استعادة حقوقها المغتصبة من عدوها الذي يتحين بها الفرص وانهم لايمكن ان يحققوا امنية المجرم نتنياهو الذي جاءت متساوقة مع امنية عباس الخائبة بانه يرفض المصالحة مادام المقاومة بيدها السلاح.
ولذا واخيرا فان الكيان الصهيوني الغاصب الذي لم يفهم سوى لغة السلاح في قمع الشعب الفلسطيني واضطهادة لابد ان يواجه بذات السلاح لانه "لايفل الحديد الا الحديد" وكما قيل وهذا ما يدركه العدو الغاصب قبل غيره.
ومن هنا فان هذه الاحلام الوردية لعباس ونتنياهو لم ولن تتحقق حتى تحرير آخر شبر من الارض الفلسطينية من دنس المحتل والعودة بسلاح المقاومة مكرمين معززين الى ارضهم فلسطين الحبيبة.