لوفيغارو: الكرد غير متحدين سياسيا أو لغويا أو اجتماعيا
قال باحث بجامعة السوربون إن الاستفتاء في كردستان العراق يهيج تركيا التي تخشى امتداد العدوى لأقليتها الكردية، رغم التباين التام لطموح كل من أكراد العراق وأكراد سوريا عن أكراد تركيا.
وبحسب "الجزيرة"، فقد أكد الأستاذ المحاضر في العلوم السياسية أوليفيه غروجان أن الأكراد "ليسوا في واقع الأمر متحدين سياسيا ولا لغويا ولا اجتماعيا".
وقال -في مقابلة له مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية- إن الأحزاب السياسية المختلفة سواء أكانت من تركيا أو العراق تسعى إلى التأثير على الخارطة السياسية لما بعد هزيمة تنظيم "داعش" من أجل إضفاء طابع مؤسسي على انفصالها الذاتي أو حتى انفصالها الكامل.
ومع ذلك، فإن "إضفاء الطابع الإقليمي" على المسألة الكردية يخفي انشقاقا حقيقيا في منطقة كردستان ككل، فالكرد ليسوا متجانسين، فالحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي التابع لـ مسعود البارزاني مثلا منافس لـ حزب العمال الكردستاني التركي التابع لـ عبد الله أوجلان، وكلا الحزبين يحاول احتكار القضية الكردية على المستوى الإقليمي، وفق غروجان.
وأضاف الباحث الذي نشر مؤخرا كتاب "الثورة الكردية وحزب العمال الكردستاني وصناعة الوهم" أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن معارضته الفعلية لـ استفتاء أكراد العراق لأن ذلك قد يؤدي في المدى البعيد إلى إحياء المسألة التركية داخل بلاده.
غير أن ما يؤرق تركيا وتتابعه عن كثب في الوقت الحالي هو ما يحدث في مناطق الأكراد بسوريا أو ما يعرف بمنطقة الإدارة الذاتية في شمال سوريا أو كردستان السورية كما يحلو للأكراد تسميتها وهي تضم "الكانتونات" الكردية الثلاثة في سوريا.
وينبه الأستاذ المحاضر إلى أهمية الانتخابات المحلية التي أجريت بهذه المنطقة الأسبوع الماضي ولم تحظ بتغطية إعلامية واسعة رغم أنها كانت خطوة أساسية في تنفيذ المشروع المستقل الذي يدافع عنه أوجلان مؤسس حزب العمال الكردستاني عدو تركيا اللدود.
ويؤكد أن قوات حماية الأكراد التي تدير المناطق الكردية بسوريا لا تسيطر في واقع الأمر على مجريات الأحداث، وإنما السيطرة السياسية والعسكرية الفعلية هناك لحزب العمال.
ويدعي أن الشعور بالانتماء إلى "كردستان" كبير منتشر على نطاق واسع بالمناطق ذات الأغلبية الكردية، لكن سياسات الدول رسخت تمايزا معينا بين الكردستانات، وهكذا، فإن أكراد العراق يشاركون في عملية انفصالية من الأعلى، ويريدون اعترافا من المجتمع الدولي ويركزون على كردستان العراق.
وعلى العكس من ذلك، فإن أكراد سوريا وتركيا أكثر انخراطا في عملية تحاول تعبئة السكان حول أيديولوجيا حزب العمال على المستوى الإقليمي، لذا فإن ما هو موجود إستراتيجيات متعارضة تعكس أيضا مشاريع لا تزال غير متوافقة في الوقت الراهن.