kayhan.ir

رمز الخبر: 63221
تأريخ النشر : 2017September12 - 22:15

العراقيون مع وحدة العراق


مهدي منصوري

باصدار مجلس النواب العراقي بالامس قراره برفض الاستفتاء في كردستان يعكس ان الشعب العراقي لايمكن ان يقبل في يوم من الايام ان تذهب العراق الى التقسيم كما عملت وتعمل على ذلك الاستخبارات الصهيونية والاميركية تحت ما اسمي بمشروع بايدن، وبنفس الوقت فقد خول مجلس النواب العبادي رئيس الحكومة العراقية باتخاذ الاجراءات اللازمة للحفاظ على وحدة العراق ارضا وشعبا من خلال اجراء الحوار مع كردستان للوصول الى حل يدفع عن هذا البلد مغبة ماستتركه عملية الاستفتاء من آثار سلبية على العراق .

والملفت في الامر ان المكون الكردي في مجلس النواب قد خرج عن القاعة ولم يشارك في التصويت ليس اعتراضا على القرار بل على آلية التصويت التي شكلت له مفاجأة، ولكن التصريحات التي صدرت مع بعض الاطراف الكردية المؤيدة للاستفتاء من ان قرار مجلس النواب لم يكن ملزما، معلنين ان لهم بدائل على الطاولة يمكن استخدامها في افشال هذا القرار ولكن لم يفصحوا عن هذه الاجراءات. وفي الطرف الاخر فقد صرح بعض النواب الاكراد مطالبين بالعودة الى لغة الحوار لانهاء الموضوع.

ومن نافلة القول ان قرار مجلس النواب هذا جاء منسجما مع التوجه العراقي العام بالاضافة الى بعض الفصائل الكردية التي وقفت بالضد من اجراء الاستفتاء كالتغيير وغيرها والتي اعتبرت اجراءه سيشكل حالة كارثية للشعب في كردستان.

اذن وضمن المؤشرات على الساحة العراقية التي تؤكد ان عملية الاستفتاء حالة غير مرغوب بها ولم تكن طبيعية وليس في وقتها خاصة وان ابتاء القوات المسلحة وقوات الحشد الشعبي تستعد اليوم للقيام بعمليات واسعة لطرد الدواعش الارهابيين المناطق المتبقية المتواجدين فيها وهي الحويجة وعانه وهيت وغيرها، ولذلك وكما اشارت اوساط سياسية واعلامية ان الدخول في صراع داخلي قد يعرقل مساعي هذه القوات بما يصب في مصلحة الارهاب وداعميهم الاميركان والصهاينة. وبنفس الوقت والذي لابد من الاشارة اليه ان مسعود بارزاني قد اكد من ان الجهة الوحيدة التي تقف معه في اجراء الاستفتاء هي اسرائيل. اي انه وبهذا التصريح اعترف ضمنيا انه لم يكن هناك اجماع دولي واقليمي على القيام بمثل هذا الاجراء، مما ينبغي التريث قليلا ومحاولة بذل جهود اكبر وفتح باب اوسع للحوار مع بغداد للوصول الى حلول ناجعة تدفع عن الوصل الى حالة التقسيم والتي ستكون اثارها جدا كارثية خاصة على الاكراد لانه ومن خلال الواقع ولو فرضنا انه تمت الموافقةعلى استقلال كردستان يطرح تساؤل مهم كيف يمكن للاقليم ان يدير شؤونه وبصورة طبيعية مع الرفض الاقليمي والدولي من جانب و من جانب آخر ماستتخذه بغداد من اجراءات عكسية قد تضع بارزاني امام موقف صعب جدا خاصة وفيما اذا عاد السيل الكبير من الكرد المتواجدين في محافظات العراق الى اربيل مع قطع كل الامكانيات التي كانت تعتمد عليها من استحقاقات النفط وغيرها؟.

اذن فان قرار الشعب العراقي بالامس كان صائبا ويصب في صالح وحدة الشعب والارض العراقية لينعم كل العراقيبن بحياة آمنة ومستقرة وتعايش مجتمعي يقوم على احترام ارادة بعضهم للبعض الاخر من مختلف القوميات والمذاهب.