kayhan.ir

رمز الخبر: 62714
تأريخ النشر : 2017September02 - 23:03

عندما يعترف القاتل الاميركي


اعتراف واشنطن بقتلها الابرياء في العراق وسوريا من خلال قصف طائرات سلاح الجو والطائرات المسيرة والذي وصل عددهم وحسب التقرير الاميركي اكثر من 600 مدنيا بينهم اطفال ونساء، رغم ان الوثائق الموجودة لدى كل من سوريا والعراق بالدرجة الاولى تظهر ان العدد هو اضعاف ماذكرته واشنطن.

ولا يمكن ان نغفل في هذا الامر ان الاصوات عندما ارتفعت وعلت الضجة في هذين البلدين ضد اميركا باستخدامها للطائرات المسيرة في استهداف المدنيين، مما فرض على ادارة اوباما انذاك ان تمنع استخدام الطائرات المسيرة لكي تمتص النقمة التي اعتملت في نفوس الشعبين العراقي والسوري.

والملاحظ ايضا وعندما يستهدف طيران تحالف واشنطن المدنيين في دول المنطقة يلجأ مباشرة الى تبرير هذه الجريمة ومايماثلها بأن الامر قد وقع عن طريق الخطأ ويقدم اعتذارا باهتا وكأن الدماء التي سالت والاواح التي ازهقت لم تكن لاناس كانوا يعيشون مطمئنين على ارضهم.

واللافت ان تحالف واشنطن يرتكب مثل هذه الاعمال اللاانسانية والاجرامية على مرأى ومسمع من العالم، لانه لم يجد تلك العصا الغليظة التي لابد ان ترفع بوجهه لتردعه عن ارتكاب مثل هذه الجرائم، فلذلك تمادى والى حد وصل فيه ومن خلال اعترافه بالامس من انه ارتكب مجزرة جماعية ضد البشرية والانسانية.

وكما يقال ان "الاعتراف سيد الادلة" لذا ينبغي على المنظمات الانسانية والحقوقية الدولية والمجتمع الدولي ان يقوموا بمهمتهم التي اوكلت اليهم ألا وهو الحفاظ على حياة وأمن واستقرار الشعوب، وان يمارسوا دورهم الفاعل في ايقاف الجريمة وبعد حجم الوثائق الكثيرة من العراق وسوريا والتي وصلت الى اكثر من 500 تقرير لتحديد اعداد الابرياء الذين سقطوا صرعى والمجروحين منهم وتقديمها الى محكمة الجنايات الدولية لكي تنال الادارة الاميركية جزاءها العادل، وبغير ذلك فأن الهواجس التي كانت تنتاب المراقبين من ان اميركا تفعل هذه الجرائم بضوء اخضر من المجتمع الدولي ليجعله شريكا في الجريمة.

وكذلك ينبغي على المنظمات الحقوقية والانسانية ان تلتقي العوائل التي تضررت من هذه الممارسات الاجرامية الاميركية لكي يقدموا شكوى جماعية ضد واشنطن من اجل احقاق حقوقهم المشروعة.

واخيرا فان واشنطن وبجرائمها هذه قد عززت حالة الكراهية والحقد الذي اعتمل في نفوس الشعوب بحيث وضعها في صف الاعداء لها، ولذلك فان مصداقيتها وادعاءاتها الكاذبة لم تعد تنطلي على هذه الشعوب، وبنفس الوقت يستدعي من الحكومتين العراقية والسورية ان تجمع الوثائق التي تدين واشنطن وتقدمها لمجلس الامن او الامم المتحدة لاتخاذ قرار دولي يقطع يد واشنطن من ارتكاب مثل هذه الجرائم، والا فانه لم يتبق للشعوب سوى ان تشمر عن سواعدها واخذ حقها بيدها من واشنطن من خلال استهداف جنودها او مصالحها اينما كانت.