المنامة والخضوع لارادة الشعب
وصلت حكومة بني خليفة في معالجتها للحراك الشعبي والذي تمثل باسلوب واحد وهو القمع الى طريق مسدود، لان هذا الاسلوب الهمجي وغير الحضاري ليس فقط فقد مفعوله، بل انه خلق حالة من الصمود والتحدي وعدم الاستسلام.
ولذا وأمام صمود ابناء الحراك الشعبي الذي قل نظيره وأفشل كل الخطط التي وضعتها حكومة بني خليفة وبصورة جعلتها في مفترق طرق تتملكها الحيرة والارباك، ولم يتبق لها سوى ان ترمي باسباب فشلها على بعض الجهات والدول الاخرى، بدلا من التريث قليلا والعودة الى لغة العقل والمنطق الذي يفرض حساب الخسائر والارياح وعلى مدى سنتين او اكثر من المواجهة.
ولا نغفل ان نعيد للذاكرة ان حكومة بني خليفة لاتملك قرارها وانما رهنته بارادة الاخرين من خارج الحدود خاصة السعودية التي كانت السبب المباشر في ابقاء الازمة البحرينية مشتعلة من خلال ارسال قواتها ودعوة قوات من دول اخرى كالاردن وباكستان وغيرها لقمع الحراك الشعبي ظنا منها ان هذا الامر لم يستغرق سوى اسبوع وتعود الاوضاع الى مجاريها.
ولكن غاب عن اصحاب القرار البحريني ان الامر تعدى كونه تجمعات او تظاهرات وقتية تنتهي باستخدام القنابل المسيلة للدموع او غيرها من الاجراءات التعسفية، بل هي مطالب شعبية حقه فرضها الدستور ولابد لهم من تحقيقها لابناء الحراك الشعبي، ولذا فان الصمود الشعبي الكبير الذي حافظ على سلميته رغم كل الوسائل القمعية التي فاقت ما قام به الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين لم تغير من مسيرة الحراك او توجهه بالاتجاه المعاكس، بل بقي ثابتا بحيث فرض على المنظمات الدولية والانسانية باصدار تحذيراتها الى حكومة بني خليفة بان تغير من اسلوبها القمعي الحاقد.
ومن هنا فان كل المؤشرات تفرض على حكومة المنامة ان تعيد حساباتها من جديد وان تلغي كل الاساليب اللاانسانية التي لم توصلها الى حل، وان تندفع نحو الحوار مع ابناءالحراك ومنحهم حقوقهم المغتصبة لتدفع عنها المزيد من التدهور والانهيار لانه وكما قيل "ارادة الشعوب هي اقوى من الطغاة".
واخيرا وفي ظل ازمة حكومة بني خليفة الخانقة وللخلاص من الضغوط الدولية والاقليمية فانها لم تجد طريقا سوى ان ترمي فشلها في معالجة هذه الازمة بحرف مسار الاحتجاجات السلمية لابناء الشعب البحريني بالادعاء الكاذب والممجوج بالتدخل الايراني في هذا الحراك .
وواضح للجميع ان ايران الاسلامية قد اكدت وفي اكثر من مناسبة انها لم ولن تتدخل في الحراك الشعبي وان اتهامها لم يكن سوى اضحوكة، اضافة الى دعوتها لحكومة المنامة
الى التخلي عن قمع الاحتجاجات واستخدام الاساليب الامنية الفاشلة والاستنجاد بالقوات العسكرية والامنية الاجنبية، والذهاب الى ايجاد حل سلمي يرتكز على الحوار مع الطالبين بحقوقهم المشروعة من ابناء الشعب البحريني.