مهدي منصوري

التصرفات الهوجاء في اتخاذ القرارات المنفعلة التي مارسها ويمارسها ترامب منذ توليه الرئاسة ولهذا اليوم، وضع مصادر القرار الاميركي تحت طائلة التساؤل، لانه لم يمر يوم الا ويصحوا العالم على حماقة هذا الرئيس التي تطال احدى الدول ابتداء بايران وسوريا واستمرارا بكوريا الشمالية وفنزويلا والمكسيك والاتحاد الاوروبي وهكذا دواليك حتى وصل الامر بالامس الى مصر وباكستان، مما وضع المراقبين في حالة من الحيرة والارباك لانه لن يحدث في تاريخ الولايات المتحدة ان يقوم رئيسها بفتح النيران على عدة جبهات وفي فترة قصيرة، والتي هي بعيدة كل البعد عن العرف والمسار الدبلوماسي الذي يفرض احترام ارادة الشعوب وسيادتها.

وقد عرت صحيفة الواشنطن بوست الاميركية الرئيس المهووس ترامب من خلال احصائها للتصريحات والادعاءات والمزاعم المزيفة والمضللة التي أدلى بها منذ تسلمه الرئاسة وليومنا هذا بالقول :" ان الرئيس الاميركي ترامب ادلى بأكثر من الف تصريح مضلل او كاذب منذ تسلمه الرئاسة مسجلا بذلك رقما قياسيا في مجال الادعاءات والمزاعم المزيفة التي يمكن لرئيس أي دولة الادلاء بها خلال فترة بسيطة".

ولم تكتف الصحيفة بذلك بل لفتت إلى أن "ترامب يطلق وسطيا خمسة ادعاءات مزيفة أو مضللة يوميا وجاءت أبرز الاقتباسات غير السليمة والمفبركة من قبله في حديثه عن دعم حلف شمال الأطلسي "ناتو” وعن تخفيض تصنيع مقاتلات "إف 35” وعن التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية بالإضافة إلى اتهامات عقده صفقات تجارية لحسابه الخاص وبرنامج الرعاية الصحية "أوباماكير”. ولانغفل ايضا الى ماأكّده الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه)، فيليب جيرالدي، معلقا على تهديداته لباكستان بالقول "أنّ "تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن اتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن باكستان، يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة".

ولذا فان مواقف ترامب الحمقاء وغير المنضبطة والتي لا تقوم على دليل قاطع، بل هي نزوة جنونية انتابت هذا الرجل بعد ان اعتقد مخطئا ان مقاليد الامور بيده، وان العالم اصبح تحت سيطرته، فلذلك فانه اخذ يتخبط في قراراته التي تضع اللوم الكبير على مصادر القرار الاميركي التي لم تقم بدورها الفاعل في كبح جماح هذا الثور الهائج الذي وضع سياسة اميركا على فوهة بركان. ولابد ان نعيد الى الاذهان مما أثاره عدد من نواب الكونغرس الأمريكي في الآونة الأخيرة من شكوك حول صحة ترامب العقلية والتي طالبت النائبة في الكونغرس الأمريكي زولوفغرين بإجراء فحص عقلي ونفسي له مشككة بقدرته على أداء مهامه الرئاسية.

واخيرا نخلص الى القول ان قرارات ترامب الهسترية لم تكن سوى فقاعات سرعان ما تنفجر في الهواء، الا انها تضع الدول في حالة من القلق والارباك لعدم توازن السياسة الاميركية خاصة وان الاوضاع القائمة في العالم اليوم تتطلب جهدا كبيرا لمواجهة التحديات الكبرى التي تحيط خاصة الارهاب الاسود الذي اصبح خطرا كبيرا يتهدد الجميع.

ولذا فعلى مصادر القرار هذه ومن اجل الذهاب الى عالم يسوده الامن والاستقرار ان تقف وقفه شجاعة وجريئة في ايقاف تصرفات ترامب عند حدها وقبل فوات الاوان، والا فانهم سيتحملون كل التبعات السلبية والسيئة التي ستتلقاها اميركا بالدرجة الاولى والعالم بالدرجة الثانية من عدم التوازن والانضباط في تصرفات الرئيس المهووس والمختل عقليا.