مفاوضات إيرانية تركية... ماذا سيطرأ على المنطقة من تغييرات؟
رمز الخبر: 1495699 الفئة: الأمن والدفاع
2017/08/19 - 13:47
سرلشكر محمد باقري
أجرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مفاوضات مع تركيا حول 4 نقاط أساسية وذلك خلال زيارة رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية العميد محمد باقري الى العاصمة التركية أنقرة، فيما أشارت وسائل إعلام تركيّة أنه جرى التوصل إلى اتفاقات مهمة بين الطرفين حول محافظة إدلب السوريّة.
وكالة تسنيم الدولية للأنباء: وصل رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية العميد محمد باقري صباح الثلاثاء الماضي الى العاصمة التركية أنقرة وذلك استجابة لدعوة وجهها إليه رئيس أركان الجيش التركي.
وأجرى العميد باقري خلال زيارته الى أنقرة والتي استمرت لثلاثة أيام مباحثات في غاية الأهمية مع المسؤولين السياسيين والعسكريين الأتراك. وتأتي أهمية الزيارة هذه كون ان أحدا من رؤساء أركان القوات المسلحة الإيرانية السّابقين لم يقم بأي زيارة خارج الحدود الإيرانية حتى تاريخ زيارة العميد باقري.
الوفد العسكري الإيراني الّذي زار تركيا ضم كل من العميد باقري، وقائد القوات البرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية العميد باكبور، قائد شرطة الحدود العميد رضائي، بالإضافة الى عدد من القادة والمسؤولين العسكريين الإيرانيين.
باقري
أما الملفات التي تركّزت عليها محادثات الوفد الإيراني مع المسؤولين الأتراك كانت على الشكل التالي:
استفتاء استقلال كردستان العراق
مكافحة الإرهاب في المنطقة والتطورات السورية
أمن الحدود ومكافحة الأعمال الارهابية
تعزيز التعاون العسكري والدفاعي
معارضة إيران وتركيا لاستفتاء إقليم كردستان حول الاستقلال
استفتاء كردستان العراق كان من أهم مواضيع المباحثات التي جرى فيها تبادل وجهات النظر بين البلدين على أعلى المستويات العسكرية والأمنية. فعلى الرغم من معارضة دول المنطقة لإجراء هذا الاستفتاء وكذلك معارضة الحكومة المركزية العراقية فلا يزال برنامج الاستفتاء على قدم وساق في أواخر أيلول الجاري.
العميد باقري وخلال لقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكّد أن هذا الاستفتاء سيجر المشاكل والاشتباك الى الداخل العراقي كما ستؤثر هذه المشاكل على الجوار العراقي ومن ضمنهم إيران وتركيا. وأضاف رئيس أركان القوات المسلحة: "لهذا السبب يؤكد البلدين أن إجراء هذا الأمر ليس ممكنا ولا يجب أن يحدث".
تركيا والأزمة السورية
إحدى المواضيع التي حملها العميد باقري الى تركيا كانت الأزمة السورية حيث لا تزال سوريا تعاني منذ سنوات عديدة من أزمة مفروضة عليها، فيما تقف الحكومة التركية في صف المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد وللحكومة الشرعية في هذا البلد.
الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها مختلف المدن التركية بالإضافة الى ضغوط القوى العالمية مثل روسيا والتي تمارسها على تركيا، أوصلت تركيا الى حقيقة مفادها بأنه لا يجب إسقاط الحكومة الشرعية في سوريا وهذا ما أكّدته مواقف الرئيس التركي أردوغان ورئيس وزرائه حيث شددوا على أن المفاوضات السياسية العسكرية هي الطريق للوصول الى السلام في سوريا.
وعلى هذا الأساس أجرى العميد باقري مفاوضات مع المسؤولين الأتراك حول التعاون بين الدولتين من أجل إحلال الأمن والاستقرار في سوريا وجرى النقاش وتبادل وجهات النظر. وأكّد الطرفان خلال هذه اللقاءات على المسار الإيجابي لمفاوضات استانا ومن خلال اجتماعات الخبراء التي تعقد في طهران وأنقرة فإن مسار السلام يسير بشكل ثابت في سوريا.
رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية قال بعد لقاءاته أن المسؤولين في تركيا يؤكدون على مسار التنسيق وأن هذا المسار مستمر. كما لفت العميد باقري بعد لقاءه بوزير الدفاع التركي الى ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستقلالها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول بما يشكّل مصلحة لاستقرار وأمن جميع الدول وذلك ردا على الأحاديث حول تواجد الجيش التركي في مناطق شمال سوريا.
وفي هذا السياق أكدت صحيفة "ديلي صاباح" المقربة من الحزب الحاكم التركي على أن ايران وتركيا اتفقتا على تحديد مصير محافظة إدلب التي يحتلها الإرهابيّون منذ مدة. ولم يؤكّد حتى الآن هذه المعلومة أيّ من المسؤولين الرسميين الإيرانيين أو الأتراك حول الاتفاق "الثنائي" حول إدلب، لكنّه من المفترض أن يكون للجيش الروسي دور في إجراء هذا الاتفاق الّذي أكّدت عليه وكالة سبوتنيك نقلا عن مسؤولين روس.
التعاون المشترك لمكافحة تنظيم بجاك
رئيس أركان القوات المسلحة بحث موضوع أمن الحدود بين البلدين إضافة الى المواضيع التي تم ذكرها أعلاه. وبما أن إيران تكافح إرهابي تنظيم البجاك منذ أعوام، فإن أي تنسيق مع تركيا حول مكافحة عناصر هذا التنظيم المتفرع من مجموعة ال "ب ك ك" سيكون مفيدا ومثمرا للغاية
وفي هذا السياق كان لافتا تواجد قائد القوات البرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية خلال تفاصيل هذه الزيارة خاصة وأن المنطقة الحدودية الواقة شمال غرب إيران والمحاذية للحدود التركية تقع ضمن دائرة عمليات العميد باكبور، كما جرى التأكيد على ضرورة مكافحة ظاهرة التهريب بين البلدين كما جرى التباحث حول النية التركية لإقامة جدار على الحدود التركية مع إيران.
وخلال هذه المباحثات جرى التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين البلدين وذلك من أجل رفع مستوى الأمن التي تتمتع بها الحدود الشمالية الغربية لإيران مع تركيا.
تعزيز التعاون العسكري والدفاعي
خلال زيارة العميد باقري الى أنقرة جرى التفاهم على تعزيز العلاقات العسكرية بين الجمهورية الإسلامية الايرانية وتركيا وعلى هذا الأساس جرى التوقيع على مذكرة تفاهم مبدئية لتعزيز العلاقات الجامعية بين البلدين خصوصا فيما يخص التعاون التعليمي في المجال العسكري، تمهيدا لتوقيعها من قبل وزيري دفاع إيران وتركيا.
وفي هذا السياق أيضا تم الاتفاق على فتح مجال لتبادل طلاب العلوم العسكرية بين البلدين وإجراء دورات تعليمية مشتركة، كما جرى الاتفاق على إرسال قطعات بحرية بين البلدين وتبادل المراقبين العسكريين خلال إجراء مناورات في كلا البلدين.
بشكل عام يمكن اعتبار زيارة رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية بأنها مهمة للغاية خصوصا مباحثات تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين كذلك المباحثات التي تناولت قضية مكافحة الإرهاب في المنطقة بشكل عام وفي سوريا والعراق بشكل خاص.