اسبانيا؛ اجماع دولي لمحاربة الارهاب
لم يؤخذ بنظر الاعتبار للنداءات والتحذيرات التي انطلقت من مسؤولي الدول التي تعرضت الى الارهاب مباشرة من ان هذه الصناعة الاميركية ــ الصهيونية ــ السعودية لن تقف ضمن الحدود التي رسمت لها، بل لابد ان تبحث عن منافذ اخرى تنفذ فيها جرائمها للتخلص من حالات الضغط التي تمارس عليها في الدول التي حشدت طاقاتها لمحاربتها والتي تمكنت ان تنتصر عليها وتدحرها والى غير رجعة.
ومما يؤسف له ان بعض دول قد انخدعت بالاكذوبة والذريعة الاميركية وفتحت حدودها امام هجرة الارهابيين الى المنطقة ظنا منهم انهم يحمون امنهم واستقرارهم، الا ان وكما قيل "انقلب السحر على الساحر" لان هذه الدول ماكانت تدرك او تتوقع ان يندحر الارهابيون ويواجهون الفشل في مهمتهم مما سيدفعهم للعودة الى البلدان التي جاؤوا منها ويمارسوا دورهم القذر الذي تدربوا عليه الا وهو القتل والتدمير وليس الا.
وقد طالبت الدول التي كانت ضحية لهذه الارهاب من المجتمع الدولي ان يلتفت للامر وبجدية من اجل ايقاف هذا الخطر القادم وذلك من خلال تجفيف منابعه ومحاسبة الدول الداعمة له كوسيلة من الوسائل التي توقف هذا الزخم التكفيري الحاقد الذي لا يعرف للانسانية معنى، ولكن ولما كانت واشنطن هي الداعمة لهذا الارهاب فقد تباطأ المجتمع الدولي رغم القرارات التي اتخذها في تطبيق ما صدر عنه من قرارات ضد الارهاب.
والعالم اليوم بدأ يشهد ان الارهاب قد خرج من الحلقة الضيقة التي اريد له ان يكون ضمن اطارها واخذ ينتشر كالهشيم في النار خاصة في الدول التي مهدت للارهابيين ومنحت لهم كل التسهيلات اللازمة لكي يخرجوا منها، وما احداث لندن وباريس وبالامس اسبانيا الا حصيلة طبيعية لهذا التواطؤ.
ولذا وبناء على ماتقدم لابد وبعد حالة القلق والارباك التي اخذت تضرب باطنابها في مختلف الدول بسبب هذه المجاميع الارهابية الحاقدة ان يتم السعي الجاد الى تحرك عالمي كبير من اجل ايجاد اتحاد دولي لمحاربة الارهاب ومعاقبة كل الدول الداعمة له، وقد بادرت الجمهورية الاسلامية بالامس وعلى لسان المتحدث باسم الخارجية بالدعوة الى هذا الامر، مما ينبغي تظافر الجهود الاقليمية والدولية للوصل الى تحقيق هذا الهدف لتخليص العالم من خطر داهم قد يأتي على الاخضر واليابس.