الحقائق الدامغة لا تتنكر لها الرجال
تنفي ذلك قولا لكن الوقائع والوساطات التي سبقت هذه الوساطة بدءا بالعماني والكويتي والتركي والباكستاني وما قبل الاخيرة زيارة المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ رجل السعودية المحبب والمحبذ توكد ما طلبه النظام السعودي من الجانب العراقي وتشطب على الادعاءات السعودية الفارغة.
وعندما نقول ان الانفعال السريع قد غلب على الجانب السعودي المأزوم لن نذهب بعيدا لانه تناسى ان وزير الداخلية العراقي الذي طلب منه محمد بن سلمان الوساطة لازال حيا وسيضع النقاط على الحروف وفعلا اجرت شبكة العربي حوارا مع الدكتور وهاب الطائي مستشار وزير الداخلية العراقي استفسرت منه ملابسات الحادث فقال بالحرف "لقد طلب محمد بن سلمان في بداية اللقاء بشكل رسمي من معالي وزير الداخلية الاعرجي التوسط لدى طهران" والاكثر من ذلك والحديث للدكتور الطائي بان الملك سلمان نفسه قد طلب ايضا من العبادي التوسط لدى ايران لحل الازمة بين البلدين.
لكن تهرب النظام السعودي من هذه الفضيحة التي تلاحق عورته امر طبيعي لانه اليوم مأزوم في الداخل والخارج لان الجيش اليمني واللجان الشعبية تحولا من موقع الدفاع والصمود الى موقع الهجوم حيث اصبحت المنشآت النفطية الاستراتيجية والحيوية السعودية تحت مرمى الصواريخ اليمنية اضافة ان اراضيه ومواقعه العسكرية في جيزان ونجران وعسير اصبحت مستباحة من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية لذلك يبحث اليوم بشكل جدي عن من ينقذه من المستنقع اليمني لذلك فاي نفي في هذا المجال لن تزيد الا من فضائحه وعجزه.
ربما تبقى النقطة الاهم والعامل الاساس الذي نغص هذه الوساطة على الرياض واخرجها من طورها العادي لتصدر خطابا غوغائيا بعيدا عن اللياقات الدبلوماسية للهجوم على ايران. لكن رد طهران المبدئي الذي لم يختلف بعيد ان شن النظام السعودي عدوانه الغادر على اليمن السعيد لابتلاعه واعادته للحضيرة السعودية حتى اليوم والذي يرتكز على مبادئ اربع:
1 ـ وقف اطلاق النار وانهاء العمليات العسكرية
2 ـ ايصال المساعدات الانسانية الى الشعب اليمني
3 ـ استئناف حوار وطني بين جميع الاطراف اليمنية
4 ـ تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة.
على النظام السعودي الغارق في الرمال اليمنية ان يصحو على نفسه لانه بات في الطريق المسدود تماما حيث عجز حتى اليوم عن تحقيق اي من اهدافه المعلنة وغير المعلنة التي شن العدوان من اجلها على اليمن ولم يبق امامه الا ان يتخذ القرار الجريئ لانقاذ نفسه قبل الاحتضار في دائرة الهلاك الحتمي واشارة السفير الاميركي في الرياض مؤخرا معبرة وتبين الواقع المهزوز لعائلة سعود بقول بان "لاحل عسكري في اليمن"، خير مصداق لما نقوله.