موسكو: تحرير السخنة يفتح الطريق نحو دير الزور
يستعدّ الجيش السوري وحلفاؤه لإطلاق مرحلة جديدة من العمليات نحو مدينة دير الزور، بعدما أنهوا تثبيت نقاطهم داخل السخنة، بالتوازي مع تضييق الطريق الصحراوي الذي يستخدمه «داعش» في إمداد نقاطه شرقي حمص وحماة.
بعد أيام على الهجوم العنيف الذي تعرضت له مواقع الجيش السوري وحلفائه في عمق البادية من قبل تنظيم «داعش»، عاد زمام المبادرة خلال اليومين الماضيين إلى يد الجيش، عبر عدد من العمليات على محاور القتال على حدود دير الزور. ففي محيط محطة «T2»، حقق تقدماً لافتاً بعد تعافي قواته من هجومين للتنظيم تخللهما تفجير سيارات مفخخة وعدد من الانتحاريين.
وسيطر أمس على وادي الدويخلة المحاذي للمحطة من الجهة الغربية (على بعد 10 كيلومترات)، والذي يتوسط الطريق بينها وبين منطقة حميمة على الحدود الإدارية لدير الزور، والتي كان الجيش يحاول التقدم نحوها قبيل هجوم «داعش» الأخير.
ويأتي تحرك الجيش بالتوازي مع إعلانه السيطرة الكاملة على بلدة السخنة، وإنهاء هجمات التنظيم المضادة على أطراف المدينة، إلى جانب إخلائها من الألغام والمتفجرات التي خلفتها المعارك. وقد تمكن الجيش من توسيع سيطرته حول البلدة، بعد اشتباكات لأسابيع طويلة سبقت الوصول إليها وتحريرها. وتقدم شرقها لأكثر من ثلاثة كيلومترات، وصولاً إلى نقطة مفرزة الأمن العسكري، وشمالها لقرابة كيلومترين، ما أفضى إلى عزلها عن الهجمات المتكررة التي شنها التنظيم عقب دخول قوات الجيش إلى البلدة.
وخلال تصريحات لوفد إعلامي زار البلدة أمس، أكد القائد المشرف على العمليات في محور السخنة، تحرير البلدة «مرحلة أولى» من العمليات «في حين يشكل محور السخنة ـــ دير الزور المرحلة الثانية»، مؤكداً استمرار العملية العسكرية «حتى استعادة السيطرة على مدينة دير الزور وكسر الحصار عن أهلها».
على صعيد متصل، اعتبرت وزارة الدفاع الروسية أن تحرير السخنة بالتعاون بين القوات السورية وسلاح الجو الروسي «يعطي فرصة للهجوم على دير الزور... والقضاء على (داعش) هناك». بدوره، رأى وزير الدفاع سيرغي شويغو في مقابلة مع قناة «روسيا 24» أن فك الحصار عن دير الزور، المفروض من قبل (داعش) لبضع سنوات «سوف يكون معلماً في الحرب ضد الإرهاب... وهزيمة (داعش)».
وفي تحرك متّسقٍ مع العمليات التي ينتظر أن يشهدها محور السخنة ــ نحو الشرق ــ باتجاه بلدة كباجب ضمن حدود دير الزور، تشير المعطيات إلى أن الجيش يعمل على عزل تنظيم «داعش» داخل ريفي حماة وحمص الشرقيين، عن طريق وصل محوري عملياته في السخنة وريف الرقة الجنوبي، عبر منطقة الكوم، مروراً ببلدة الطيبة، شمالي السخنة. إذ نفذت وحداته عملية إنزال جوي ليلي، في عدد من النقاط التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، والتي تبعد قرابة 20 كيلومتراً عن خط العمليات الأول في ريف الرقة الجنوبي. وأفضى نجاح العملية إلى سيطرة الجيش على المنطقة الممتدة بين نقاط القدير وخربة مكمان وبئر رحوم، شمال موقع الكوم الأثري، ودخول القوات إلى البادية الشمالية الشرقية لحمص، لتصبح على بعد أقل من 40 كيلومتراً عن القوات شمال السخنة.
وتعد عملية الجيش وحلفائه على تلك الجبهة ذات أهمية خاصة، نظراً إلى كونها حيّدت خطر هجمات «داعش» على مواقعهم في ريف الرقة الجنوبي، التي تكثفت خلال الأيام الأخيرة من الأسبوع الماضي. كما أنها أتاحت التقدم لمسافة تزيد على عشرين كيلومتراً على حساب التنظيم، والسيطرة على منطقة القدير، التي تعد نقطة ربط مفصلية قرب ملتقى حدود الرقة ودير الزور وحمص. كذلك، سوف تعرقل سيطرة الجيش على تلك المواقع تحريك التنظيم لأي مواكب أو آليات ثقيلة باتجاه القوات في ريف الرقة، نظراً إلى امتدادها بين أطراف جبل البشري الشمالية الغربية وحتى وادي الكوم، في منطقة تعد ممراً شبه إجباري لهذا النوع من التحركات حول الجبل.
في موازاة ذلك، كثف الجيش ضغطه على جيب «داعش» في شرقي حماة وحمص، فارضاً سيطرته على عدد من التلال في محيط قرية صلبا في ريف سلمية الشرقي. كذلك، دارت اشتباكات بين الجيش ومسلحي التنظيم على محوري البغيلية والبانوراما في دير الزور، بالتوازي مع استهداف سلاح الجو نقاط التنظيم في منطقة الموارد ومفرق ثردة ومحيط المطار وأحياء الحويقة والمطار القديم والعمال، إلى جانب عدد من المواقع في ريف المدينة، بينها البغيلية والجنينة والشولا والشميطية والتبني.