فيسك: التحالف الأميركي - السعودي - الإسرائيلي يكره إيران ويسعى لإخفاء الحقيقة ولا علاقة له بالشعوب
* لماذا صدرت دول مجلس التعاون مقاتليها وأموالها لأكثر الجماعات الاسلامية السنية شراسة في المنطقة؟ ولماذا لا توجه "إسرائيل" مدافعها لتلك الجماعات بل فتحت مستشفياتها لاستقبالهم
* أميركا ورئيسها المخبول جزء من التحالف السعودي - الاسرائيلي المضاد للشيعة والمعادي لايران وحرية الرأي
* التحالف بين الرياض وتل أبيب موجود على أرض الواقع وهو إنجاز للأخيرة وإن كل الخيارات متاحة فيه
* تغطية قناة "الجزيرة" للأوضاع في الكيان الاسرائيلي مثيرة للشفقة، وتدور حول تملق وتودد للدولة العبرية
طهران - كيهان العربي:- كتب "روبرت فيسك" مقالاً نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، استعرض فيه السر من وراء اتفاق كل من السعودية و"إسرائيل" على إغلاق قناة "الجزيرة" القطرية، وقال: أن اتفاق كل من السعودية و"إسرائيل" على غلق قناة الجزيرة القطرية، يعني التأكيد أنها تقوم بأمر جيد، مضيفًا أن التحالف بين الرياض وتل أبيب في النهاية يعد بطريقة أو بأخرى إنجازًا.
وأشار إلى أن هذا الاتفاق "السعودي الإسرائيلي" ليس جديدا، فعندما يقع أغنياء السعودية فريسة للمرض، فغالبًا ما يسافرون بطائراتهم الخاصة الى تل أبيب للعلاج في أفضل مستشفياتها، مضيفًا أنه عندما تقلع المقاتلات السعودية والإسرائيلية في الجو، فإنها تستهدف الشيعة فقط سواء كانوا في اليمن أو سوريا.
وتابع، كذا عندما يشير الملك سلمان الى إيران باعتبارها التهديد الأكبر لأمن الخليج (الفارسي)، بالتأكيد سنرى "نتنياهو" يفعل المثل، ولكن يبدل أمن الخليج (الفارسي) بـ(أمن إسرائيل)، إلا أنه من الغريب أن تدعم بلد الحريات ومنارة الديمقراطية وحقوق الإنسان المزعومة "إسرائيل"، محاولات السعودية لقمع حرية الإعلام.
ولفت الكاتب إلى أن أيوب كارا وزير الاتصالات الإسرائيلي، يرى في قرار غلق مكتب الجزيرة بإسرائيل "كفرصة لزيادة موضوعية القنوات الموجودة في إسرائيل" أو بمعنى آخر إخضاع تلك القنوات للسلطات الإسرائيلية".
ويرى "فيسك" أن تغطية قناة "الجزيرة" للأوضاع في الكيان الاسرائيلي مثيرة للشفقة، وتدور حول تملق وتودد للدولة العبرية، الأمر الذي ظهر جليًا بعد أن أبدت مذيعة في القناة القطرية تعازيها للمتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية على الهواء مباشرة، عقب وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "أرييل شارون" والمتسبب في قتل نحو ألف و700 فلسطيني في مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982.
وأبدى الكاتب تعجبه من تلك الأسباب متسائلًا "هل أصبحت "إسرائيل" تأخذ دروسًا في حرية الإعلام من الدول العربية؟، مؤكدًا أنه من الممكن أن يحدث هذا، ففي حالة التحالف غير المكتوب بين السعودية و"إسرائيل"، فإن كل الخيارات متاحة.
ونوه بأنه بعد اتهام "إسرائيل" للجزيرة بدعم الإرهاب، يجب أن نتساءل أولاً، لماذا صدرت دول مجلس التعاون السنية مقاتليها وأموالها لأكثر الجماعات الإسلامية السنية شراسة في المنطقة؟ ولماذا لا توجه "إسرائيل" مدافعها لتلك الجماعات.. بل إنها فتحت مستشفياتها لاستقبال مقاتلي جبهة النصرة أو يمكن تسميتها "تنظيم القاعدة"، وفي الوقت نفسه تهاجم حزب الله؟
وشدد: لا يجب أن ننسى أن أميركا ورئيسها (المخبول) وإدارته الغريبة، جزء من هذا التحالف السعودي - الاسرائيلي المضاد للشيعة، فصفقة الأسلحة الأميركية للسعودية بقيمة 350 مليار دولار، وعدائه لايران وكراهيته الواضحة للصحف العالمية والقنوات التلفزيونية تجعله جزءا لا يتجزأ من هذا التحالف.
ويرجع هذا التحالف الأميركي - السعودي - الإسرائيلي لعهد الرئيس الأميركي الأسبق "جورج بوش"، والذي كان يكره إيران أيضًا، وتودد للسعودية، كما تحدث مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير عن قصف مقر قناة "الجزيرة" في قطر، إضافة الى مساعدته لعائلة "بن لادن" للهرب من أميركا بعد هجمات 11 سبتمبر.
وأكد "فيسك" أن تلك الكراهية للحقيقة ومحاولة إخفائها لا علاقة لها بالشعوب، ولكنها مرتبطة بحكومات تلك الدول، فنتنياهو يريد اغلاق مكتب "الجزيرة" في القدس المحتلة، وولي العهد السعودي يرغب في اغلاق مكاتب "الجزيرة" في قطر، وجورج بوش هو من قصف مكاتب الجزيرة في العراق وأفغانستان.
وحسب فيسك، قررت تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية إخفاء تقارير حكومية عن تمويل الإرهاب، إرضاءً للسعوديين، كما فعل توني بلير منذ عشر سنوات عندما أمر بإيقاف تحقيقات الشرطة عن رشوة السعودية شركة بريطانية متخصصة في إنتاج السلاح .