جنون ترامب بدأ يظهر للعيان
مهدي منصوري
لم يشهد العالم رئيسا للولايات المتحدة بلغ حدا من الجنون والحماقة والتهور الى ماوصل اليه اليوم ترامب، خاصة بعد فقدان توازنه بحيث اخذ يرسل رسائل التهديد بالحرب لكل من كوريا الشمالية وفنزويلا وغيرها من الدول ليتطابق مع الحدس الذي راود اذهان الكثير من المتابعين لسلوك ترامب من انه يسعى وبهذا اللون من السلوك الى تدمير اميركا وتفتيتها قبل غيرها.
رغم ان تهديدات ترامب لم تكن سوى عنتريات الكابوي الاميركي ليس الا، لانه ومن خلال الواقع ان الجيش الاميركي وكما ذكرت عدة قيادات اميركية بلغ حالة من الضعف بحيث لايقوى على القيام بأية حرب لقلة الامكانيات والدعم المادي وغيرها من الاسباب الاخرى.
ولذا فان ارسال التهديدات من قبل ترامب لشن الحرب او الخيارات العسكرية تعتبر حالة من التهور والجنونية التي امتلكت شخصيته بحيث قد يدفع الكونغرس الى اعادة النظر في استمرار بقائه في السلطة خاصة بعد المطالبات من قبل السناتورات بعرضه على اطباء في علم النفس لاعادة شخصيته الى طبيعتها الاساسية.
وحماقة ترامب هذه تعيد بنا الذاكرة الى اكثر من عقدين من الزمان والى المقولة التاريخية للامام الراحل الخميني الكبير "رضوان الله عليه" وبعد ان تم تفكيك الاتحاد السوفيتي من "انه سيأتي اليوم الذي نرى فيه اميركا وقد وصلت الى ماوصل اليه الاتحاد السوفيتي"، ولذا تلقت بعض الاوساط الاعلامية والسياسية تهور ترامب وتهديداته بحالة من السرور والفرح باعتقادهم ان اليوم الذي اشار اليه الامام الراحل قد أزف على الوصول وعندها سيشاهد العالم اميركا وهي تتفكك على يد هذا الاحمق الذي لم يفقه من السياسة شيئاً.
ولانغفل ايضا ان الرأي العام في الداخل الاميركي ومن وبعض اعضاء الكونغرس خاصة من حزب ترامب اخذ يضغط وبصورة مباشرة على وزير الخارجية تيلرسون ان يوقف هذه التصريحات غير المسؤولة والتي قد تؤدي باميركا الى كارثة حقيقية، وذلك بالطلب من الرئيس قدرالامكان التخفيف من حدة التصريحات النارية، خاصة وان كوريا الشمالية قد اكدت وفي اكثر من مناسبة ان واشنطن وغيرها من الولايات الاميركية تحت سيطرة صواريخها العابرة للقارات، ووصل الامر بها الى انها تعهدت وعلى لسان رئيسها بامحاء اميركا من الخارطة، بحيث اثارت هذه التصريحات قلق الداخل الاميركي وبصورة مشهودة.
اذن وفي نهاية المطاف لابد من التذكير ان الذهاب الى حالة اشعال الحرب أمر مرفوض من الجميع لانه سيدخل العالم في حالة من عدم الاستقرار من خلال حرب نووية مدمرة لاتبقي ولاتذر، لذا فان الدعوات التي طالبت كل من المانيا والصين وروسيا وبعض الدول الاوروبية بالتدخل المباشر لايقاف ترامب عند حده وضبط اعصابه لكي لايدخل العالم في متاهة حرب نووية، كما افصحت عن ذلك بالامس الغارديان البريطانية، وقد اشارت اوساط اعلامية وسياسية ان افضل طريقة لابعاد شبح الحرب هو طرد ترامب من سدة الحكم وعودته الى حالة العربدة التي كان يعيشها قبل تسنمه رئاسة الولايات المتحدة .