هل يكرر ترامب بأفغانستان خطأ أوباما بالعراق؟
تناولت صحف أميركية المأزق الأميركي في أفغانستان، وتطرق بعضها إلى خيارات اميركا فيها، وتساءلت: هل سيكرر الرئيس دونالد ترامب هناك أخطاء سلفه باراك أوباما في العراق بتجاوزه دور الجنرالات.
فقد قالت صحيفة وول ستريت جورنال في افتتاحيتها إن ترامب سيتخبط في أفغانستان كما سبق أن فعل سلفه أوباما في العراق، وذلك إذا لم يستمع لنصائح جنرالاته الذين يطالبون بتعزيز القوات الأميركية وبوضع إستراتيجية جديدة للبلاد التي تعصف بها الحرب منذ سنوات.
وأضافت أن ترامب سبق أن وافق على طلب وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) المتمثل في طلبها تعزيز القوات الأميركية بأفغانستان بنحو ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف جندي إضافي، وباستخدام القوة الجوية والمعدات العسكرية الأخرى بشكل أكبر.
واستدركت قائلة إن ترامب قد يعدل عن موافقته في ظل إعجابه بآراء مساعده ستيفين بانون، الأمر الذي ينذر بتكرار ترمب الانسحاب الكارثي الذي أجراه أوباما للقوات الأميركية من العراق في 2011.
وأشارت إلى أن ترامب كغيره من الأميركيين محبط من عدم تحقيق بلاده نصرا في أفغانستان بعد 16 عاما من الحرب وبعد مقتل 2400 عسكري أميركي فيها.
مقبرة الامبراطوريات
وقالت الصحيفة إن ترامب مغرم بالتصريح في أرجاء البيت الأبيض بأن أفغانستان تعتبر مقبرة للإمبراطوريات، لكن اميركا موجودة في أفغانستان بناء على طلب حكومة شرعية منتخبة وبناء على رغبة شعب لا يحب وجود حركة طالبان.
من جانبها، نشرت صحيفة واشنطن تايمز مقالا للكاتب جيد بابين أشار فيه إلى أن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ومستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض هربرت ماكماستر وبقية أعضاء لجنة الأمن القومي عرضوا مؤخرا أمام الرئيس ترامب الإستراتيجية التي طال انتظارها بشأن أفغانستان.
وقال بابين إن ترامب انتقدهم بشدة، وإنه رفض خطتهم بأكملها، وذلك بوصفها مجرد إعادة صياغة للطريقة التي تم بها خوض الحرب في أفغانستان في الأصل.
وأضاف أنه سبق لماتيس أن أخبر الكونغرس قبل أشهر أن اميركا لا تحقق نصرا في أفغانستان، بل إنها عالقة في مستنقع بناء الدولة الأفغانية الذي فرضه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، وأن أوباما فاقم من خطأ سلفه.
وأشار الكاتب إلى أن الحرب على أفغانستان عام 2001 بدت سهلة في البداية، وأنه تم طرد طالبان من العاصمة كابل، لكنه لم يتم إلحاق الهزيمة بها أبدا، بل إنها واصلت هجماتها في أنحاء البلاد وإنها الآن تسيطر على نحو نصف البلاد.
وأضاف أن اميركا استغرقت 16 عاما في تدريب الحكومة الأفغانية على كيفية تسيير أعمالها، وتدريب الجيش الأفغاني على القتال حتى أن واشنطن أرسلت قبل نحو ثماني سنوات آلافا من أشجار الرمان ومزارعين من ولاية ميسوري من أجل تحفيز الأفغان على زراعة شيء بدلا من الأفيون، لكن دون جدوى.
وفي السياق ذاته، نشرت مجلة ذي أتلانتك مقالا للكاتب كريشناديف كالامور قال فيه إن أفغانستان لا تزال تشكل خطرا بعد مرور أكثر من 16 عاما على قيام التحالف الدولي بقيادة اميركا بالإطاحة بنظام طالبان فيها.
وأشار الكاتب إلى أن ترامب أخبر كبار مساعديه أنه يعتقد أن اميركا تخسر في الحرب الأفغانية، وأنه يدرس إقالة قائد القوات الأميركية في أفغانستان، وذلك بدعوى أنه لم يتمكن من الفوز بالحرب.
الجزيرة