دراسة: الشعور بالندم قد يساعد الأطفال على اتخاذ قرارات أفضل
غالبا ما ينصحك الآخرون ألا تغرق في الشعور بالندم، لكن هل من الممكن أن يكون لهذه المشاعر السلبية فوائد؟
وفقا لبحث أُجري في جامعة كوينز، في مدينة بلفاست، فإن الإجابة هي "نعم" بالنسبة للأطفال، على الأقل.
وكشفت الدراسة عن أن الشعور بالندم "له دور مهم في مساعدة الأطفال على اتخاذ قرارات أفضل".
وأُجريت الدراسة على عينة بحثية من 326 من أطفال المدارس في أيرلندا الشمالية.
ويحمل البحث عنوان: "هل يتخذ الأطفال الذين يشعرون بالندم قرارات أفضل؟ دراسة لتأثير شعور بالندم على السلوك".
وخصلت الدراسة إلى إنه بدءا من سن السادسة قد يشعر بعض الأطفال بالندم، لكن هؤلاء الذين ينتابهم هذا الشعور يتميزون بقدرة أكبر على اتخاذ القرارات السليمة.
وقال أديان فيني، الأستاذ بكلية كوينز للدراسات النفسية والمشرف على الفريق البحثي المعد للدراسة، إن "دراستنا ترجح أن تطوير القدرة على الشعور بالندم قد يكون له أهمية كبيرة".
وأضاف أنه (الشعور بالندم) "قد يكون قيمة مهمة لتطور الأطفال وذلك بسب دوره في اتخاذ القرار".
وتابع: "لا نعني هنا بالضرورة أن يعرض المعلمون والوالدان الأطفال لتجارب ندم حقيقية بشكل مباشر".
لكنه أوضح أن الشعور بالندم يمكن توصيله للأطفال في شكل شرح كيف يمكن أن للأطفال تحقيق نتائج مختلفة عما وصلوا إليه إذا اتبعوا خيارات مختلفة في قراراتهم، وما يمكن أن يجنوه من فوائد من تلك الخيارات.
وقال فيني : "البالغون يمكنهم تعديل سلوكهم في المرة الثانية عندما تؤدي قرارات مختلفة إلى نتائج أفضل".
لكنه أشار إلى أنه لا تزال هناك حاجة لمزيد من المعلومات عن شعور الأطفال بالندم، وكيف يتعلمون من خلال المشاعر والانفعالات.
أضرار بالغة
قال فيني إن هناك الحاجة لمزيد من العمل البحثي لفهم كيفية التنبؤ بتأثير الندم على اتخاذ القرار لدى الأطفال الأكبر سنا والمراهقين.
وأشار إلى أنه لا يريد بالطبع أن يشعر المراهقون بالندم بعد اتخاذ قرارات تترتب عليها تبعات خطيرة.
وأكد: "بدلا من ذلك، نريد أن نفهم كيف يمكن أن يساعد التعرف على شعور البعض بالندم في اتخاذ خيارات أفضل".
وتضمنت الدراسة أربع تجارب أجريت كل منها على مجموعة من العينة البحثية.
وأجريت التجربة الأولى على 78 طفلا في أعمار ما بين خمس وتسع سنوات.
وبناء على النتائج التي توصلت إليها هذه الورقة البحثية، ركز الباحثون على الأطفال من أعمار تتراوح من خمس إلى سبع سنوات لاستكمال باقي تجارب الدراسة.
وينتمي أغلب الأطفال المشاركين في العينة البحثية لطبقات اجتماعية ما بين الدنيا والمتوسطة.