هل سيصمد قرار وقف النار في جنوب غربي سوريا طويلا؟
ينظر الجيش السوري وحلفاؤه بعين الحذر للاتفاق الروسي الأمريكي المتعلق بوقف إطلاق النار في جنوبي غربي سوريا (القنيطرة ودرعا)، الذي أعلن عنه السبت كثمرة اجتماعات غير معلنة استمرت على مدار أشهر بين الولايات المتحدة وروسيا في العاصمة الأردنية عمان.
وحسب الاتفاق، يُعمل على وقف إطلاق النار ابتداء من الأحد التاسع من تموز الجاري، إلا أن الجيش السوري وحلفاؤه أبدوا حذرهم لأنهم مرروا بعدة حالات مشابهة، وشككوا بقدرة الجماعات المسلحة على الالتزام مع وجود العديد من الانتماءات والولاءات بينهم وارتباط بعضها بالكيان الصهيوني.
واتفقت الأطراف الثلاثة على أن يكون وقف النار هذا خطوة باتجاه الوصول إلى خفض دائم للتصعيد في جنوب سوريا، ينهي الأعمال العدائية، ويعيد الاستقرار، ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى هذه المنطقة في سوريا.
وأعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، أنه" تم الاتفاق بين المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية روسيا الاتحادية على ترتيبات لدعم وقف اطلاق النار في جنوب غرب سوريا، يعمل به ابتداء من يوم الأحد 9 تموز 2017".
وقال المومني إنه "وفقا لهذه الترتيبات التي تم التوصل إليها في عمان، سيتم وقف إطلاق النار على طول خطوط تماس اتفقت عليها قوات الحكومة السورية والقوات المرتبطة بها من جانب، وقوات المعارضة السورية المسلحة".
بينما أكدت مصادر سياسية مطلعة على مراحل الاتفاق أن "النقطة الأبرز، التي بقيت عالقة في الاتفاق الى حين آخر، هي تسليم معبر نصيب إلى الجيش السوري، وإعادة فتح المنفذ الحدودي مع الأردن".
"اسرائيل" حاضرة في الاتفاق
وكانت صحيفة "هآرتس” الإسرائيلية كشفت في 19 نيسان/ أبريل عن مخطط لإقامة منطقة عازلة على الحدود الواصلة بين الجولان المحتل وسوريا والأردن.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، دعا مسؤولين أمريكيين ودوليين إلى أخذ إقامة منطقة عازلة بعين الاعتبار.
وأشارت الصحيفة إلى انزعاج إسرائيلي شديد من تواجد سوريا وحلفائها العسكري على طول الحدود، في إشارة إلى لواء الجولان الذي تأسس على يد جبهة النجباء العراقية، والتي كشفت بدورها عن مخططها للقيام بعمليات عسكرية ضد "إسرائيل".
وحسب خبراء فإن "إسرائيل دفعت نحو هذا الاتفاق بشكل قوي، بعد الخرق الإيراني والطريق البري الذي أوجدته طهران إلى لبنان مرورا بالعراق وسوريا، وبهذا الاتفاق تجنبت إقامة أي قواعد إيرانية أو لحزب الله بالقرب من حدودها، لكن كل هذا تم بعد أخذ موافقة طهران".
هذا وساد هدوء حذر أجواء مدينة درعا فجر الأحد 9 تموز/ يوليو، بعد سريان الاتفاق، عقب أسابيع من غارات نفذها الطيران السوري أوقعت خسائر فادحة بصفوف جبهة النصرة الارهابية.
وكالات