لاريجاني: العدوان العسكري على اليمن أدى لمأساة انسانية ومجازر جماعية ضد الابرياء
* المكافحة المبدئية للجماعات الارهابية تتطلب معرفة ومكافحة المنطلق العقائدي للدول المزعجة الداعمة للارهابيين
* ندعم الحكومة السورية في مكافحة الارهاب بينما ستراتيجية اميركا هي اللعب مع الارهاب وليس مكافحته
* مصادقة الشيوخ الاميركي على عقوبات اقتصادية احادية ضد الدول المستقلة، انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي
طهران - كيهان العربي:- اعتبر رئيس مجلس الشورى الاسلامي الدكتور علي لاريجاني، العدوان العسكري على اليمن قد تسبب في وقوع مأساة انسانية للشعب اليمني.
والقى رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني كلمة في مؤتمر رؤساء برلمانات اوراسيا المنعقد في سيئول ، اعرب فيها عن شكره للمبادرة المشتركة التي قام بها رئيس المجلس الوطني في كوريا الجنوبية ورئيس مجلس الدوما الروسي في تنظيم هذا المؤتمر، معتبرا ان هذه المبادرة بامكانها ان تؤسس نظاما بناء على الصعيد الدولي بالاستفادة من الامكانيات الهائلة للدول الاعضاء وبعيدا عن التكتلات المهترئة السابقة.
واكد الدكتور لاريجاني ان الاستفادة من الامكانات المتاحة ومواجهة التحديات الراهنة بحاجة الى جهود جماعية من قبل الدول الاعضاء، مؤكدا ضرورة الاستفادة من هذه الامكانيات الاقليمية اكثر من السابق لتعزيز الامن وتنمية وتطوير التعاون الاقليمي.
ورأى، ان اتخاذ سياسات مشتركة في قطاعات الطاقة والصناعة والتجارة ونقل السلع والخدمات والقوى العاملة وباقي المجالات الاقتصادية، من شانها ان يكون لها دور هام في الارتقاء بمستوى التعاون الاقليمي، كما ان اتخاذ اجراءات مطلوبة لمواجهة التهديدات والتحديات المشتركة بما فيها مكافحة الارهاب والتطرف العنيف وكذلك اجراءات الحظر الاقتصادية الاحادية الجانب والتي تؤثر على العلاقات التجارية الدولية والاقليمية الحرة للدول، من شانها ان توفر الارضيات للتعاون المتعدد الجوانب بين دول منطقة اوراسيا.
واشار رئيس مجلس الشورى الاسلامي الى ان التعاون في مجالات التعليم والبنى التحتية لتجارة الترانزيت والبيئة وتوسيع الاستثمارات الصناعية واحتواء الازمات الامنية هي اربع اولويات مهمة لهذه المؤسسة.
واوضح: ان الجمهورية الاسلامية في ايران وفي ضوء موقعها الجيوسياسي وامتلاكها طاقات اقتصادية وثقافية وامنية، على استعداد اللقيام بدورها اكثر من ذي قبل في التنمية الشاملة والرخاء والمساعدة في تأسيس نظام امني مستديم في منطقة اورآسيا.
وشرح الدكتور لاريجاني امكانيات ايران في مجال انتاج الطاقة وامتلاكها مسارات آمنة ذات جدوى اقتصادية لنقل امدادات الطاقة الى الاسواق العالمية، ووجود سكك حديد وطرق سريعة، وموقعها التاريخي في الطرق الرئيسية بالمنطقة ومن بينها طريق الحرير، وشبكة سكك الحديد في القارة الآسيوية، وممر الشمال – الجنوب، الى جانب تجاربها العديدة في مجال مكافحة الارهاب وتطوير التعاون الاقليمي وتحقيق التقارب الاورآسيوي.
كما تطرق الى التحديات والازمات السياسية والامنية والاقتصادية العديدة التي تواجه المنطقة والعالم، معتبرا ان ظاهرة الارهاب والتطرف العنيف تحولت الى تهديد عالمي مدمر للسلام والامن الدوليين.
ولفت رئيس مجلس الشورى الاسلامي في هذا السياق الى ان مقتل واصابة عشرات آلاف الابرياء وتشريد ملايين آخرين في دول مثل سوريا وليبيا والعراق وافغانستان واليمن، هي من تداعيات هذه الظاهرة المشؤومة، مشيرا الى الجرائم المفجعة التي ارتكبتها الجماعات الارهابية مثل داعش في سوريا والعراق وايضا في باقي دول آسيا واوروبا والتي كانت آخرها الجريمة الارهابية في طهران والتي ادت الى استشهاد واصابة عدد من المواطنين الايرانيين.
واكد الدكتور لاريجاني ان المكافحة المبدئية للجماعات الارهابية تتطلب معرفة ومكافحة المنطلق العقائدي للدول المزعجة الداعمة للارهابيين، وفي هذا الشأن فان العقيدة التكفيرية الوهابية التي تعتبر التيار المنحرف القائم على بث الكراهية واقصاء الآخرين، مازالت تعمل كمحرك ومشجع رئيسي للتيارات الارهابية في مختلف مناطق العالم لاسيما في الشرق الاوسط، ومن جهة اخرى فان اميركا وبعض دول المنطقة تتشدق بمكافحة الارهاب لكن اصبح من الواضح حاليا انها تدعم الارهابيين بأساليب مختلفة.
واضاف: في الحقيقة فان استراتيجية اميركا هي في اللعب مع الارهاب وليس مكافحته، لذا فان على الدول الاعضاء في اورآسيا، العمل بشكل يدفع فيها معتنقي عقيدة الارهاب وحماته ثمنا مضاعفا سواء من الناحية الدعائية او السياسية او الامنية.
وحول الازمة السورية قال لاريجاني: ان الظروف الراهنة في سوريا تفاقمت بسبب التدخلات الخارجية، وتسببت بمأساة انسانية وادت الى تدمير البنى التحتية الحيوية في هذا البلد، وان الجمهورية الاسلامية في ايران بدعمها لاجراءات الحكومة السورية في مكافحة الارهاب، اكدت على الدور الرئيسي للشعب السوري في ترسيم البنية السياسية والامنية واهمية الحل السياسية لخروج من الازمة الراهنة، وفي هذا السياق فان الجمهورية الاسلامية الايرانية بذلت جهودا منسقة مع روسيا وتركيا في اطار عملية استانا بهدف المساعدة والاسراع في ايجاد حل سياسي مما ادى الى ارساء هدنة نسبية وتقليل اعمال العنف في مناطق مختلفة في سوريا، وبلا شك فان دعم المجتمع الدولي لاسيما دول المنطقة لهذه العملية من شأنها توفيرالارضية لارساء السلام وعودة الاستقرار الى سوريا.
وفيما يتعلق بالازمة اليمنية، اوضح رئيس المجلس: ان العدوان العسكري على اليمن تسبب في وقوع مأساة انسانية وارتكاب مجازر جماعية ضد المدنيين الابرياء، مشيرا الى ان دعم بعض القوى الكبرى سياسيا وتسليحيا للدول المعتدية على اليمن قد تسبب في اطالة الصراع وزيادة خسائر المدنيين لاسيما النساء والاطفال، مشيرا الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اكدت على عدم جدوى الحل العسكري، وضرورة انهاء الحرب في اليمن، وطالبت بوقف الاشتباكات واستئناف المحادثات اليمنية – اليمنية، بمشاركة جميع الاطراف وبمنأى عن التدخل الاجنبي.
كما اعتبر رئيس مجلس الشورى الاسلامي ان تسوية الازمة في شبه الجزيرة الكورية تكمن في الوسائل السياسية والسلمية من خلال الحوار والتعاون الإقليمي، وفي هذا السياق من الضروري تجنب اي اجراء يؤدي الى التصعيد والتوتر في هذه المنطقة.
واكد لاريجاني ان قيام اميركا باتخاذ اجراءات اقتصادية احادية الجانب ضد الدول المستقلة يعد انتهاكا سافرا للقوانين الدولية وميثاق الامم المتحدة والنظام التجاري المتعدد الجوانب.
واعلن الدكتور لاريجاني، رفض الجمهورية الاسلامية في ايران للقرارات الاخيرة التي اتخذها مجلس الشيوخ الاميركي في فرض حظر على المؤسسات والرعايا الايرانيين والروس، معربا عن اعتقاده بان هذه الاجراءات تنقض تعهدات اميركا في القوانين الدولية المبنية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية والدولية للدول الاخرى، ومن الضروري اتخاذ آليات مطلوبة من قبل حكومات وبرلمانات دول هذه المنطقة للحيلولة دون اتخاذ اجراءات مارقة ومتغطرسة، وابطال مفعول هذه الاجراءات.
واقترح رئيس مجلس الشورى الاسلامي ايجاد امانة عامة وصياغة نظام داخلي لمؤتمر رؤساء برلمانات دول اورآسيا، مبديا استعداد ايران لعقد اجتماع اللجنة الخاصة بصياغة مسودة النظام الداخلي في طهران، كما اقترح لاريجاني عقد المؤتمر الثالث بطهران العام المقبل.