kayhan.ir

رمز الخبر: 59044
تأريخ النشر : 2017June27 - 21:05

المملكة والمستقبل المجهول


ان تبدأ الصحافة الغربية وعلى راسها البريطانية والفرنسية والاميركية بالحديث عن حدوث تداعيات خطيرة اثر الانقلاب الذي حدث داخل العائلة المالكة في السعودية ووصول بن سلمان الى حافة العرش وما يحدث من صراعات داخل هذه العائلة، ذلك امر بمنتهى الخطورة قد يفجر الصراع الى العلن خاصة بعد الرسالة الاعتراضية لـ 21 اميرا سعوديا للملك حول ما يحدث في المملكة من تطورات خطيرة قد تدفع باتجاه الكارثة وكان هدف الرسالة هو الضغط على الملك سلمان واجباره على كبح جماح ابنه لاعادة الحياة الطبيعية الى المملكة بعد ان دب فيها الفوضى اثر ممارسات "الرجل الاندفاعي" بن سلمان، لكن حتى الان يبدو ان الملك المريض مصر على كسر التوازن داخل العائلة المالكة لصالح ابنه المتهور الذي يقود السعودية من انكسار الى انكسار آخر من الصعب التكهن بعواقبها الوخيمة.

لكن الذي حدث كان عكس التوقعات فالكثير ذهب الى ان بن نايف الذي كان يسيطر على الوضع الداخلي بكل تفاصيله هو ما يركب الموجة الا ان الرجل بدأت صلاحياته تتقلص تدريجيا وهو من سيقود الانقلاب، لكنه لم يفعل ذلك او عجز عن فعله. لجملة متغيرات اهمها موقف الادارة الاميركية برئاسة ترامب الذي حلب السعودية عبر دفعه للامور لصالح بن سلمان.


بن سلمان المستعجل لاعتلاء العرش والاطاحة بابيه بكل الوسائل لاقفال الباب امام خصومه، ادخل المملكة في اتون ازمات معقدة ومستعصية لذلك من الصعب ان يواصل هذه السياسية المتهورة لما يواجهه من مستقبل شائك وغير مريح ان تسلق الى العرش وهذا ما يفرض عليه ان يكيف نفسه مع الواقع لان يكون بن سلمان بعد العرش غير الذي فعله ما قبل العرش بسبب كثرة المشاكل والازمات التي يواجهها داخليا وخارجيا خاصة الوضع السعودي المتآكل في البحرين واليمن واليوم التحدي المأزوم مع قطر ناهيك عن الوضع الاقتصادي المتدهور نتيجة لاستمرار انخفاض اسعار النفط وتأثيره السلبي على اقتصاد المملكة.

بن سلمان المتعطش لقيادة المملكة يتزعم اليوم الاسراع في عملية التطبيع مع العدو الصهيوني سرا وعلنا ولايبالي في ذلك حيث حطت اول من امس اول طائرة سعودية في مطار بن غوريون وان حاولت الصحافة السعودية ان تغطي على ذلك بالتحريف لقبح الموضوع، لان بن سلمان يدرك جيدا ان دخوله الى قلب الادارة الاميركية يمر من بوابة الكيان الصهيوني لذلك لن يبخل في هذا المجال من سبيل لتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني للوصول الى اهدافه باقرب وقت ممكن خاصة وان هذا الكيان بحاجة ماسة الى تحسين وضعه الاقتصادي والدخول الى العالم العربي كعامل قوة بعد ان فقد عامل القوة العسكرية اي الجيش الذي لا يقهر في حرب تموز المجيدة واصبح اليوم خارج المعادلة.