اعلام العدو: اطلاق إيران للصواريخ وضعتها في هيبة دولة عظمى
* على اميركا أن تقلق لأن قواعدها الجوية والبحرية وقيادتها العسكرية في قطر والبحرين تقع في مرمى الصواريخ الايرانية
*عملية اطلاق الصواريخ تعكس مدى التقنية التي بلغتها ايران في صناعة الصواريخ
* الضربة تؤكد عملياً أن لدى إيران خيارات إضافية للتعامل مع "إسرائيل" غير استخدام حزب الله
كيهان العربي - خاص:- باهتمام وقلق بالغين يتابع كيان العدو الصهيوني اعلامياً وأمنياً وعسكرياً وسياسياً، نتائج اطلاق حرس الثورة الاسلامية صواريخ على أهداف لـ"داعش" في الرقة السورية انطلاقا من الاراضي الايرانية، وفيما اعتصم المستوى الرسمي الإسرائيلي بنوع من الصمت، أطلقت وسائل الإعلام العنان لتحليل الهجوم وأبعاده ودلالاته بالنسبة للكيان الاسرائيلي.
فقد اشارت وسائل الاعلام الاسرائيلية الى أن إيران تملك صواريخ يصل مداها الى 1400 كلم، معتبرة أن الضرية الصاروخية الإيرانية لقواعد "المتشددين” داخل سوريا، بمثابة جرس إنذار "لإسرائيل" والولايات المتحدة ودول مجلس التعاون.
فقدأعربت صحيفة "يديعوت أحرونوت” عن اعتقادها بأن الهدف هو إثبات قدرة إيران الصاروخية ورفع مستوى الردع وإظهار على أنها أصبحت قوة عسكرية إقليمية وربما عالمية خاصة أن روسيا والولايات المتحدة هما الدولتان الوحيدتان اللتان استخدمتا صواريخ كروز في المنطقة.
وتابعت أن "هذه التطورات تعتبر جرس إنذار لإسرائيل، ويجب أن تكون مصدر قلق واهتمام في جميع الأوساط الإسرائيلية لأن أية قوة قادرة على ضرب أهداف في شرق وشمال شرق سوريا من غرب إيران، هي أيضًا قادرة على استخدام هذه الصواريخ لضرب الجولان ومناطق أخرى في إسرائيل.
وأشارت إلى أن "إيران تملك أيضًا صواريخ يصل مداها إلى 1400 كلم، وهي صواريخ شهاب 3، وصواريخ أخرى يمكن أن تطير لمسافة ألفي كلم”.
وشددت على أن "الهجوم الصاروخي الإيراني على داعش في سوريا هو بالنتيجة قضية، كما يشكل هذا الهجوم جرس إنذار لدول مجلس التعاون الحليفة لواشنطن خاصة أن حقول نفطها وقواعدها العسكرية تقع على بعد 400 كلم فقط من إيران مما يجعلها عرضة للضربات الإيرانية، وعلى الولايات المتحدة أيضًا أن تقلق من هذه التطورات لأن قواعدها الجوية والبحرية وقيادتها العسكرية في قطر والبحرين تقع في مرمى الصواريخ الإيرانية.
من جانبه قال المحلل العسكري والاعلامي الصهيوني "الون بن ديفيد": بامكان الصواريخ الايرانية ان تطال المراكز العسكرية والامنية الاسرائيلية.
واضاف مراسل القناة الصهيونية العاشرة: لسنوات ونحن نتابع في المؤسسة الامنية بقلق شديد قضية دقة وتطور الصواريخ الايرانية. وفيما لم تصل بعد صواريخ ذوالفقار لترسانة حزب الله، الا اننا سبق وعرفنا ان بعض الصواريخ في حرب حزب الله مع اسرائيل قد وصلت الى هذه الجماعة. فالذي يقلق بخصوص هذه الصواريخ انها لا تهدد فقط وزارة الامن الاسرائيلي وحسب بل ربما تستهدف بدقة مبنى الاركان العامة للجيش او اي مركز حساس في اسرائيل.
على سياق متصل فقد قال "اورهيلر" الخبير الامني الاسرائيلي: اذا ما اوصلت ايران هذه الصواريخ، التي لا تخطئ اهدافها الا بامتار معدودة، الى حزب الله، فالقضية ستكون مختلفة.
ولذا انبرت المؤسسة الامنية الاسرائيلية لمدارسة عملية اطلاق هذه الصواريخ وكيفية اصابتها باهدافها.
وكتب "ايال بن رويفين" عضو الكنيست الاسرائيلي وقائد الجبهة الشمالية خلال عدوان يوليو 2006، في مقال: ان عملية اطلاق الصواريخ الايرانية تعكس مدى التقنية التي بلغتها ايران في صناعة الصواريخ.
ولربما يقوم حزب الله بتجربة هكذا اطلاقات صوب اسرائيل، فيما يرى المراقبون ان لا حاجة لنقل هكذا اسلحة لحزب الله، اذ ان حزب الله نفسها يملك صواريخ بعيدة المدى بامكانه استهداف اي نقطة في اسرائيل. كما يملك حزب الله صواريخ زلزال 3 والتي تمتاز بدقتها الكبيرة.
وعلّقت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على القصف الصاروخي الإيراني على معقل تنظيم "داعش" الإرهابي، ولفتت الى أن "الهجوم الصاروخي هذا يشير الى تصعيد "التدخل" الإيراني في سوريا، وفي حال أصابت هذه الصواريخ فعلاً أهدافها من مسافة أكثر من 600 كلم، فإن هذا الأمر يظهر عملياً أن لدى إيران خيارات إضافية للتعامل مع "إسرائيل"، غير استخدام حزب الله"، على حد تعبيرها.
واشارت الصحيفة الى أن الرد الإيراني جاء على مرحلتين، الأولى كانت "تحديد مرسلي المنفذين، الذين هم إيرانيون وعملوا بشكل علني بأمر من "داعش"، والمرحلة الثانية كانت إنزال ضربة لـ"داعش" نفسه في سوريا، بواسطة صواريخ أرض- أرض بهدف قتل عناصر "داعش" في معقلهم وإظهار أنهم ليسوا في مأمن من ذراع إيران الطويلة، هذه الضربة على منشآت "داعش" وتجمعات التنظيم في دير الزور وفي تدمر تساعد أيضاً النظام السوري والروس".
واعتبرت يديعوت أحرونوت أن "الهجوم الإيراني الصاروخي يساعد الحلفاء في سوريا إضافة إلى الضربة نفسها التي تعرض لها "داعش". وقالت "أصل عرض قدرة الاستهداف بشكل دقيق بواسطة صواريخ على مسافة 600 إلى 700 كلم في خط جوي هو "عرض عضلات" لإيران هدفه إعطاؤها هيبة وردع كقوة عظمى، لأنه حتى الآن فقط الولايات المتحدة وروسيا أطلقتا صواريخ دقيقة إلى مسافات كهذه في إطار الحروب في الشرق الأوسط"، على حد وصفها.
وتابعت الصحيفة "عندما تطلق إيران صواريخ أرض-أرض إلى مسافة كهذه، فإنها تضع نفسها في مكانة وهيبة دولة عظمى عسكرية، وإقليمية وربما حتى عالمية. ويمكن الاعتقاد أن إيران أطلقت أيضاً صواريخ جوالة وصواريخ باليستية من أنواع مختلفة لاستغلال الفرصة لتجربة مستوى دقة الأسلحة البعيدة المدى التي بحوزتها"، وختمت بالقول "لذات السبب ينبغي أن يستخدم هذا الهجوم كإشارة تحذير لدول مجلس التعاون، وحقول النفط التابعة لهذه الدول ومنشآتهم العسكرية موجودة على مسافة حوالى 400 كلم من الأراضي الإيرانية ولذلك هم عرضة للهجوم أكثر، وينبغي للولايات المتحدة أيضاً أن تكون قلقة لأن قواعدها الجوية والبحرية وقيادتها في قطر والبحرين موجودة في مرمى الصواريخ الإيرانية، ولذلك فإن لهذا الهجوم مدلولات ليست فقط إقليمية بل عالمية أيضا".