حسابات واشنطن لا علاقة لها بمكافحة الإرهاب
معن حمية
نشرت الولايات المتحدة الأميركية راجمات صواريخ «هيمارس» المتطوّرة، في قاعدة التنف السورية، عند نقطة على الحدود السورية العراقية الأردنية، وأوحت أنّ هذه الصواريخ هي لتعزيز القوة العسكرية الأميركية الموجودة هناك. غير أنّ وضع صواريخ حديثة ومتطوّرة في منطقة باتت تحت مرمى النار السورية، ليس له أيّ قيمة من الناحية العسكرية. لأنّ دقة هذا النوع من الصواريخ، يستدعي نصبها في مواقع خلفية وآمنة. وهي منصوبة أصلاً في القواعد والمواقع الأميركية المنتشرة بكثافة على الأراضي الأردنية. والسؤال ماذا تريد واشنطن من وراء وضع الصواريخ في قاعدة التنف السورية؟
قيام الولايات المتحدة الأميركية بهذه الخطوة التصعيدية، وما سبقها من غارات جوية استهدفت وحدات عسكرية سورية متقدّمة باتجاه منطقة التنف، يكشف عن استياء أميركي عارم من القدرة السورية على هزيمة «داعش» والفصائل الإرهابية الأخرى أمام أعينها. فمثل هذا المشهد سيكون ضاراً لها، لذلك ليس أمامها سوى رفع سقوف التصعيد، لأنها تدرك أنّ الجيش السوري وحلفاءه عازمون على مواصلة الحرب حتى اجتثاث الإرهاب.
لكن هل نشر منظومة الصواريخ الأميركية يُبطئ التقدّم السريع والكبير الذي يُحرزه الجيش السوري وحلفاؤه؟
الجواب يأتي من وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف الذي يعتبر أنّ أميركا تعمل لمنع التواصل الميداني بين الجيش السوري وحلفائه من جهة، وبين الجيش العراقي والحشد الشعبي من جهة أخرى. وبهذا الجواب يختصر لافروف المشهد بأنّ مشكلة أميركا ليست مع «داعش» وسائر المجموعات الإرهابية، بل مشكلتها مع الجيشين السوري والعراقي ومنعهما من تأمين الحدود وتحقيق التواصل بينهما، فلواشنطن حسابات ليست لها علاقة بمحاربة الإرهاب، وكلّ التحالف الدولي الذي شكّلته هو لترسيم واقع جديد وفقاً لخرائط التقسيم والتفتيت الموضوعة من قبل أميركا و«إسرائيل».
على أية حال، لن تنجح أميركا وحلفها الدولي بالوقوف في وجه إرادة الجيش السوري وعزمه على مواصلة تنفيذ الخطط العسكرية لتحرير الأرض من الإرهاب والاحتلال، مهما كانت التضحيات والأثمان.