ارادة المقاومين تصنع المستحيل
ان يعترف موقع اميركي بحجم موقع "هيل" المرتبط بالكونغرس بفشل ترامب والتحالف العربي الذي تقوده السعودية في التآمر على ايران فهي نكسة وهزيمة مدوية من العيار الثقيل خاصة بعد ان حشدا هذا الكم الهائل من الزعماء العرب والمسلمين الذين جمعوهم كاحجار شطرنج في الواقع ولم يكن لهؤلاء المساكين حتى بصمة في اخراج البيان الختامي فكيف باعداد بنوده. بالطبع بكلمة ادق ان التحالف كان اميركيا سعوديا بامتياز قبل ان يكون تحالف آخر لانه لم يفلح في ايجاد اي توازن للقوى على الارض ضد طهران والانكى من ذلك ان "الناتو العربي" الذي خططوا له للوقوف امام ايران انهار قبل ان يشهد النور بخروج قطر منه والتي ادعى رئيس وزرائها السابق الشيخ حمد بن جاسم انها صحت على نفسها متأخرة وندمت على مماشاتها للمؤامرات الخليجية على اليمن وايران.
واللافت في هذا الامر والمضحك والمبكي في نفس الوقت ان الناتو العربي الذي استجلبت لها مصر الكنانة وهي اكبر اهانة لهذا البلد العربي الذي قاد الامة العربية طوال الوقت لتكون اليوم العوبة وذيلية بيد آل سعود الذين عجزوا حتى عن ترويض قطر او تطويعها فكيب كان بها ان تواجه ايران التي عجزت قوى الارض من ترويضها خلال الحرب الصدامية المفروضة على ايران والتي لم تكن يومها تملك شيئا من ترسانات السلاح المتطور والتقليدي التي هي اليوم بحوزتها.
فممارسات ترامب المتهورة والجنونية دفعت حتى باوساط الداخل الاميركي وضعه تحت طائلة التساؤل والمطالبة باقصائه لانه لم يعد صالحا لقيادة الولايات المتحدة الاميركية الذي وصل به الامر ليحط من شأن بلاده كقوة عظمى للتدخل حتى في شؤون العلاقات الثنائية بين دول العالم الثالث ويصطف الى جانب احداها ضد الاخرى وهذه تعتبر انتكاسة كبيرة في السياسة الاميركية التي كانت يوما تهز العالم بمجرد تهديد واذا بها اليوم تتسكع عند بوابة هذه الدولة وتلك ليس للاستجداء بل للنهب والنهب المنظم وخاصة ان من يقودها اليوم تاجر بشجع لا يرحم حتى حلفائه الاوروبيين الذين يهددهم باستمرار على الابتزاز، فكيف بالعرب المسلمين الذين يصنفهم في خانة الاعداء.
وليس خافيا ان من افرازات التحشيد الاعمى والفاشل لمؤتمر ما يسمى "الرياض" التآمري على طهران هو التحرك المباغت السريع للجيش السوري وقوى المقاومة باتجاه الحدود السورية العراقية وتطهير المنطقة من براثن داعش الارهابية وفتح قنوات الاتصال بقوى الحشد الشعبي التي هي الاخرى في المقلب الاخر والتي طهرت غرب الموصل لتضع اقدامها على الحدود العراقية ـ السورية بعد سحقها للدواعش في هذه المنطقة.
واليوم بات الطريق البري بين ايران والعراق وسوريا وصولا الى لبنان سالكا والقادم انشاءالله فلسطين والذي ظل هاجسا كبيرا يهز اركان القوى الدولية والاقليمية المتآمرة ويقلقها وهذا بحد ذاته يشكل انتصارا كبيرا لمحور المقاومة الذي تتذلل امامه كل المصاعب والتعقيدات وهذا ما برهن عليه حتى الان في تعامله مع الاحداث والقضايا المصيرية لانه يتبنى قضايا الشعوب وينطلق لتحقيق امانيها وتطلعاتها.