kayhan.ir

رمز الخبر: 58305
تأريخ النشر : 2017June12 - 20:40

بعد اعتداءات طهران.. الرد الايراني: سيتم اقتلاع جذور الارهابيين


والفقار ضاهر

".. لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية بل سنعمل لكي تكون المعركة لديهم في إيران..”، هذا ما أعلنه ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة تلفزيونية يوم 2-5-2017، لم يمر الكثير من الوقت على هذا الإعلان الخطير حتى وقعت الاعتداءات الارهابية في طهران الاربعاء 7-6-2015 مستهدفة مقام الامام الخميني(قده) ومقر البرلمان الايراني.

سلمان استقبل ترامبهذه الاعتداءات التي جاءت بعد سلسلة متسارعة من الاحداث التي سجلت مؤخرا في المنطقة، وانطلقت عبر الزيارة الاستعراضية التي قام بها الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى الرياض حيث أقيمت له ثلاث قمم احتفالية خرج منها حاملا معه مليارات السعودية، معطيا الاذن ببدء تنفيذ مجموعة من الخطط التي كانت معدة مسبقا كما يبدو وكانت تحتاج فقط الى مهرها بختم الرئيس الاميركي، وخلاصة القمة كانت تركيز الهجوم باتجاه ايران وكيفية محاربتها.

تنفيذ المقررات..

وبُعيد مغادرة ترامب الرياض متوجها الى كيان العدو الاسرائيلي، بدأت المرحلة الاولى من التنفيذ في البحرين حيث اقتحمت قوات النظام منزل آية الله الشيخ عيسى قاسم وساحة الاعتصام الشعبي ما أدى الى سقوط خمسة شهداء وعشرات الجرحى وعدم معرفة مصير العشرات بالاضافة الى فرض الاقامة الجبرية على آية الله قاسم من دون الاعلان رسميا عن ذلك.

والخطوة التالية لتنفيذ مقررات قمة الرياض كانت بالتصعيد السريع والمفتعل مع قطر، حيث قطعت السعودية ومعها ثلة من الدول الخليجية وغير الخليجية العلاقات مع الدوحة وجرى اتخاذ سلسلة اجراءات بهدف الوصول لعزلها عن المحيط والعالم تمهيدا لفرض شروط معينة عليها او وضعها امام امر واقع لا يخلو من التعدي على سيادتها.

اعتداء طهرانوفي خطوة متقدمة تجاه ايران وقعت الاعتداءات الارهابية في طهران، ما ادى الى استشهاد 17 شخصا واصابة آخرين، في استهداف لمكانين لهما رمزية في الوجدان الشعبي الايراني، هما مرقد مفجر الثورة الاسلامية ومؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران الامام الخميني(قده) ومقر البرلمان الايراني لما يمثل من رمز للديمقراطية وتداول السلطة واختيار الشعب لممثليه بحرية ووعي في حين ان مثل هذه الامور تغيب عن حياة وعقول ويوميات العديد من الدول المحيطة بايران والتي تعمل على مهاجمتها تحت عناوين الحريات وحقوق الانسان بينما هي لها سجلات حافلة في كيفية انتهاك هذه الحقوق والحريات، فالبعض أراد ايصال رسائل ربما انه قادر على استهداف الثورة والديمقراطية في ايران عبر اعتداءات يُحكى الكثير عن تمكنها ونجاحها من إحداث أي خروقات أمنية بالمعنى الحقيقي للكلمة، كما تطرح تساؤلات حول مدى تحقيق أي آثار لها في حياة الايرانيين او في روح الثورة وفكر الديمقراطية المتجذر لديهم.

مفرقعات غير مؤثرة..

الامام الخامنئيوسرعان ما جاء الرد على ما جرى من قبل الامام السيد علي الخامنئي الذي قال بعد ساعات من وقوع الاعتداءات إن "على الجميع أن يعلم أن هؤلاء هم أصغر من أن يستطيعوا التأثير على إرادة الشعب الإيراني أو المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، واصفا هذه الاعتداءات بـ”المفرقعات” التي لن تؤثر على إرادة الشعب الايراني أبدا.

ورغم النتائج الاولية التي أعلنتها السلطات لجهة هوية المنفذين والجهة التي تقف خلفهم وهي "داعش”، فإن العديد من التساؤلات تطرح، هل من ارتكب هذه الاعتداءات قام بها من تلقاء نفسه ام بتوجيه مباشر او غير مباشر من قبل جهات تعمل كل ما باستطاعتها لمحاربة ولحصار ايران ولنقل المعركة الى أراضيها؟ هل فعلا بدأ البعض بنقل تهديداته الى ايران وبتنفيذ الاعتداءات على أراضيها؟ هل بعدما فشل البعض في جرّ ايران لمعركة في دول اخرى قرر الذهاب اليها ليفتعل الجرائم على أراضيها؟

الجريمة لن تمر دون انتقام..

حرس الثورة في ايرانولكن كيف سترد ايران على مفتعلي هذه الجرائم والاعتداءت، خاصة انها استوعبت سريعا الصدمة وأنهت مفعول الاعتداءات وقتلت المنفذين وبالتأكيد بدأ العمل الاستخباراتي للوصول الى الرؤوس المشغلة سواء في الداخل والخارج، وخرجت بعض التصريحات من مسؤوليين الى العلن لتجزم ان لا رحمة مع المجرمين من العصابات التكفيرية الارهابية، وقد أكد "حرس الثورة الاسلامية” في بيان له ان "إراقة الدماء الطاهرة لن تمر دون انتقام”، واضاف انه "يطمئن الشعب الايراني انه لن يتردد في الحفاظ على الامن القومي وأرواح أبناء الشعب”، مشيرا الى ان "تنفيذ هذه العملية الارهابية بعد اسبوع من الاجتماع المشترك للرئيس الاميركي مع رئيس احدى الدول الرجعية في المنطقة والتي تدعم بشكل متواصل الارهابيين التكفريين يحمل معان كثيرة وان تبني داعش مسؤولية ذلك يدل على ضلوعهم في هذه العملية الوحشية”.

الاكيد والثابت ان مثل هذه الاعتداءات العابرة لن توقف المسيرة الايرانية التي انطلقت مع اعلان الامام الخميني(قده) الثورة والدولة الاسلامية في ايران، على الرغم من انزعاج البعض منذ عشرات السنين من هذا النجاح الكبير للثورة الاسلامية والمكتسبات التي أنجزتها حتى الآن في مختلف وشتى الميادين، بل بالعكس فإن هذه الجرائم ستزيد من الإصرار والقناعة والثبات ان المواقف المتخذة هي مواقف صحيحة وتحقق النجاحات تلو النجاحات في مختلف الساحات، وفشل الارهاب في هذه الاعتداءات سيؤدي الى تحقيق الارادة الايرانية وسيتم "اقتلاع جذور الارهابيين”، كما اكد الامام الخامنئي.