يبيتون لغزوها ولكن..!!
فاق العالم في وقت مبكر من صباح امس الاثنين على خبر مفاجئ ومدوي وهو اعلان السعودية والامارات والبحرين نصف اعضاء دول مجلس التعاون قطع جميع علاقاتها وعلى كافة الاصعدة مع الدوحة وكأنه لشن حرب اضطرت اليه هذه الدول لتأخذ مثل هذا القرار الساخن في الساعات الاولى من الصباح وهذا خبر مسبوق في تاريخ العلاقات الدولية. ومما لا شك فيه ان هذا التوتر الشديد الذي تشهده العلاقات بين الدوحة من جهة والرياض وابوظبي من جهة اخرى هي بالتاكيد احدى افرازات زيارة الرئيس ترامب لتوتير المنطقة واخذ الاتاوات منها.
ولا يمكننا ان ننظر الى هذا الصراع المحتدم الذي فتح ابوابه السعودية ضد قطر بمعزل عن مراهنة آل سعود بدعم ترامب لهم في الاستحواذ على وسام شرطي المنطقة خاصة وانها تعلن جهارا نهارا عداءها لمحور المقاومة وايران بالذات توددا وتماشيا مع الكيان الصهيوني الولد المدلل لواشنطن.
ومع ان السعودية تعلم جيدا ان مواجهتها لمحور المقاومة وخاصة ايران هي كمن يناطح الجبال لكن غباءها وحماقاتها وحساباتها الخاطئة في الرهان على اميركا وجرها الى حلبة الصراع لضرورة الدفاع عن مصالحها، اجبرت ان تنزل هذه المرة بنفسها الى الميدان ولكن هذه المرة بشكل عريان في البحرين واليمن خلافا لما فعلته بحرب الوكالة في سوريا والعراق، الا انها هزمت في جميع هذه المواقع رغم تخطيطها لاحتلال هذه الدول مرة بشكل مباشر ومرة غير مباشر لتثبت للاميركان بانها هي من تسيطر على المنطقة وقرارها وبذلك هي من تستحق نيل وسام شرطي المنطقة.
ومؤتمر الرياض لايخرج عن هذا السياق الذي حاول آل سعود التلويح وعبر حضور الرئيس ترامب فيه بانهم ذاهبون الى ابعد من ذلك بانهم هم يقودون العالم الاسلامي لكن المؤتمر الاستعراضي ومساره وبيانه الختامي الذي كتب خلف الابواب المغلقة وبعيدا عن انظار الذين حضروا المؤتمر للاصطفاف امام ايران اصطدم بالحائط المسدود وانتهى الى الفشل الذريع الذي اضطر معه الرئيس ترامب مع اخذه الخاوة التي بلغت النصف تريليون دولار ان يقول كلمته الصريحة "باننا لن نقاتل بالنيابة عنكم".
وبعد كل هذه المهاترات والمساعي المحمومة لآل سعود ودفعهم لمئات المليارات من الدولارات كرشوة لجر اميركا الى الصراع في المنطقة، لم يحصدوا الا الفشل بعد الفشل لذلك لم يبق امامهم سوى اثبات رجولتهم على دول مجلس التعاون لابتلاعها بدءا بالبحرين ومرورا بقطر وانتهاء بالاخرين لتشكيل اتحاد يهيمنوا عليه بالقوة بعدما فشلوا في السياسة.
وما يستشف من المكالمة الهاتفية بين وزيري خارجية السعودية ومصر باتهام قطر بدعم الارهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى ينطوي على مخاطر كبيرة قد تصل لاعلان الحرب ضد دولة قطر لما تشكله من خطر على دول مجلس التعاون اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الاطماع السعودية القديمة في هذا البلد الذي تعتبره جزءا من اراضيها.
لكن قطر العارفة بالنوايا السعودية القديمة لم تسقط يوما من حساباتها هذه المخاطر لذلك بنت علاقات استراتيجية مع اميركا عندما استضافت اكبر قاعدة جوية لاميركا على اراضيها والمنطقة اضافة الى توظيفها لرؤوس الاموال الطائلة في البنوك الاميركية وكذلك تعاقدها مع اكبر الشركات الاميركية لادارة الامور في الدولة كل هذه العوامل تكبل اميركا من اختيار طرف على آخر لكنها وبحسب طينتها الخبيثة والشيطانية تنتهز مثل هذه الفرص بل وتعد لها لنهب الطرفين.
لكن على السعودية ومن يلف لفها ان تعلم ان زمن شن الحروب والاحتلال والانقلابات وفرض الحصار والمقاطعات قد ولى وان اي اهتزاز او زعزعة لامن المنطقة واستقرارها يعتبر خطرا يهدد الجميع ولايمكن السكوت عليه لذلك وكما تحركت طهران على بعض العواصم الاسلامية والعربية لؤد هذه الفتنة العمياء ان يتحرك عقلاء المنطقة للجم الطموح السعودي وعنجهيته العمياء التي تدفع بالمنطقة الى مخاطر لا تحمد عقباها ولتعلم السعودية هي اول المحترقين بالنيران التي تشعلها اذا ما اندلعت لا سمح الله.